البطريرك صفير احتفل بعيده الـ 102... أسرار الاحتفال الكبير بالتفاصيل... | أخبار اليوم

البطريرك صفير احتفل بعيده الـ 102... أسرار الاحتفال الكبير بالتفاصيل...

انطون الفتى | الجمعة 20 مايو 2022

"العمر كلّو" و"عا قبال الـ 200"...

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بعد أسبوع تقريباً من الذّكرى الثالثة لوفاة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير (12 أيار 2019)، نذكّر بأن البطريرك احتفل بعيده الـ 102 في 15 أيار، أي قبل أيام.

نقول احتفل بعيده، لأن من عاشوا على الأرض بروح الله لا يزولون، وإن تحلّلت أجسادهم. فهؤلاء نشعر باللاهوت الكامن فيهم، حتى بعدما يرحلون عن حواسنا.

 

أكثر منّا

لن نُطيل الكلام، لنُخاطب سيّدنا في عيده الـ 102، وإن كان ذلك بتأخير أيام عدّة.

فبماذا نخبركم سيّدنا، وأنتم تعلمون بما يجري في لبنان والعالم على حقيقته، أكثر منّا، وحيث أنتم، أي حيث الحقّ والحقيقة والعدالة. ولكنّنا سنخبركم ببعض ما على أرضنا، ببشريّتنا.

 

انتخابات

نبدأ من لبنان، حيث يتواصل الانهيار الذي "انفجر" بعد خمسة أشهر من رحيلكم بالجسد (12 أيار - 17 تشرين الأول، 2019).

في بلادكم سيّدنا، انتخابات نيابية جرت يوم احتفالكم بالـ 102، و"العمر كلّو". انتخابات قلبت موازين القوى، بإرادة شعبية. ورغم ذلك، نجد أن "الإلهيّين" يرفضون الاعتراف بالواقع، ويصرّون على أن لا شيء تغيّر، وعلى توزيع شهادات الشّرف، والطهارة، والكرامة، والنّزاهة، والاستقامة... على الناس، بـ "الكيلوات"، و"يا مين يلمّ".

 

"غفلة"

في بلادكم سيّدنا، يوجد من أقفل أبواب العاصمة بيروت، واحتكر مفتاحها قبل أشهر، تاركاً خلفه الفوضى لصالح "الإلهيّين"، و"إلهيّاتهم"، وجاعلاً مشروعه تحطيم خصومهم. فخسر المدينة، والمفتاح، والشعب، وما نجح إلا في الاحتفاظ بـ "أطلاله" التي لا تصلح إلا للبكاء، والبكاء الشديد، الخالي من الرّجاء.

في بلادكم سيّدنا، قوى تقول إنها مسيحيّة، سقطت بأصوات المسيحيّين، وفقدت مخزونها من الـ Vitamine C الشعبي، الذي خزّنته مسيحياً منذ عقد ونصف تقريباً، الى أن جعلته مُتعفِّناً بحموضته. كيف لا تفقده، بعدما أمعَنَت في تذوُّق أعماق الشيطان، وفي السُّكر بنجاساته، وبتصويره على أنه "إله شريك"، الى أن حلّ القصاص الشعبي عليها، "عا غفلة".

 

"شحادة"

في بلادكم سيّدنا، قوى تقول إنها مسيحيّة، سقطت بأيدي المسيحيّين. وهي رغم ذلك، تُكمِل وكأن لا شيء يحتاج الى تواضُع، أو الى إعادة قراءة، أو الى طلب توبة وغفران، وهي ثابتة في ربح العالم كلّه، وخسارة نفسها.

فأكثرية نواب تلك الفئة المسيحية، سيّدنا، ما كانوا ليرَوا "الحياة النيابية"، لولا الاستعانة بنجاسات "الشريك" الانتخابية، و"شحادة" 1500 صوت منه هنا، و2800 صوت منه هناك، مرّة بترهيب "الأعداء"، وأخرى بـ "هندساته" النيابية، وبإجباره بعض المرشّحين على إعلان التوبة السياسية، والاغتسال بمياه الطاعة الإيديولوجيّة، والانسحاب من لوائح "الخَوَنَة"، و"العملاء" (في مفهومه)... خدمة للمشروع الأكبر.

 

سقطوا

في بلادكم سيّدنا، تلك القوى المسيحيّة ارتكبت كل "الخطايا" لتربح، الى درجة أنها حلّلت دماء "شقيقها" في الإيمان بالمباشر، عبر اتّهامه بالعمالة. ولكن شعبوية الشعارات سقطت، مع "جنون العظمة" و"عظمة الجنون"، وبأيدي المسيحيّين.

في بلادكم سيّدنا، تلك القوى المسيحيّة أعلنت الانتصار، و"عمرو ما يكون شعب". فالمهمّ أنها تتنفّس سياسياً، حتى ولو تمّ لها ذلك من جراء "أوكسيجين" العناية المركّزة، بدلاً من نسمة حياة الحُكم الصالح.

في بلادكم سيّدنا، هؤلاء كلّهم سقطوا، حتى وإن كانوا "خرقوا" البرلمان.

 

مرور الكرام؟

وماذا نخبركم بَعْد، عمّا في عالمنا سيّدنا، وأنتم أعلم بكلّ شيء؟

أنخبركم مثلاً بأن "الإلهيّين" في بلادنا ومنطقتنا، أولئك الذين يوزّعون شهادات الصّمود والتصدّي والانتصارات، والذين يقدّمون عملهم الحربي على أنه عبادة، فضحتهم الحرب الروسية على أوكرانيا، منذ أشهر، أكثر من الماضي؟

فَعَن أي "صمود إلهي" يتحدّث هؤلاء، لشعوبهم، بعدما لقّنتهم حرب روسيا درساً قاسياً بصمود الجيش الأوكراني، والشعب الأوكراني، والمقاومة الأوكرانية، لـ 86 يوماً (حتى اليوم)، وذلك أمام أقوى وأقسى جيوش الشرق كلّه، مسطّرين مشهداً لا يُمكن المرور أمامه مرور الكرام، وذلك رغم مخاطر إمكانيّة "مَسْح" بلادهم عن الخريطة؟

 

ممثّلون

وهل نخبركم سيّدنا، بأن الحرب الروسية على أوكرانيا فضَحَت لغة "الانتصارات الإلهية" على امتداد منطقتنا، انطلاقاً من أن أقوى وأقسى جيش شرقي، وهو الجيش الروسي، لم ينجح في دفع الكثير من الممثّلين الأوكرانيّين الى الهروب من بلادهم، وذلك بدءاً من الرئيس الأوكراني (فولوديمير زيلينسكي) الذي نُعِتَ بـ "المهرّج" من قِبَل بعض حلفاء روسيا حول العالم، عشيّة اندلاع الحرب، وصولاً الى غيره من الممثّلين الذين يُقاتلون ويقاومون الى جانب الجيش الأوكراني، أو يُسعِفون الجرحى، ويُساعدون المرضى تحت النيران الروسية، فيما مات بعضهم في الحرب.

 

200

"إلهيّو" منطقتنا يسخرون من "المهرّجين" في أوكرانيا، الذين يقاومون أقوى جيش شرقي، وثاني أكبر جيش في العالم (بمساعدة غربيّة طبعاً)، بينما بعض القوّاد في بلداننا هربوا من الجبهات القتالية، وتركوا "جيوشهم" للقتل على يد جيوش من "الباب العاشر" ربما. فيما ينظّر بعضهم الآخر في شأن انتصارات يقولون إنها "إلهية"، رغم خوضهم الحروب بخبرات عسكرية طويلة، وبتدريب عسكري كبير، منذ عقود وعقود.

فكيف يشرح "الإلهيّون" في منطقتنا، لشعوبهم وناسهم، مقاومة "المهرّجين" في أوكرانيا، وصمودهم؟ وما رأي شعوبهم تلك، بما سبق ذكره؟

نكتفي بهذا القدر سيّدنا، متمنّين لكم "العمر كلّو"، و"عا قبال الـ 200". نقول 200 ببشريّتنا، وبلغة أرضنا. فأنتم في الخلود، حيث الانتصار الأكبر بنور السيّد المسيح، وحيث تزول الأرقام والجداول والحسابات، و"الانتصارات الوهميّة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة