عرضت الحلقة مساء الخميس الماضي على الجديد
"أخبار اليوم"
قيل في تمام بليق اكثر مما قال المتنبي في هجاء كافور الاخشيدي، لكن نجم قناة الجديد نجح في تحويل كل الكلام "العاطل" الذي طاله الى نجاح، اقله في رأسه الذي تتحكم به الانا المتضخمة، متكلاً على عدد المشاهدات الكبير لمعظم حلقاته على يوتيوب، مع العلم ان هذه الارقام يمكن التشكيك بها، في زمن شراء المشاهدات كما المتابعين واللايكات. ولا شك في ان كثيرين ممن شاهدوا اعلان حلقة "مع تمام" مع الممثلة المحبوبة رندة كعدي او الحلقة بحد ذاتها (عرضت مساء الخميس الماضي)، تساءلوا: لماذا وافقت هذه السيدة المحترمة والمتواضعة والموهوبة جداً على الظهور في هذا البرنامج الذي يستحيل وصفه بكلمة واحدة لكثرة ما حكي وكُتب عن مدى رداءته؟
لكن هذا السؤال ليس الوحيد الذي طرح نفسه بعد انتهاء الحلقة، اذ يمكن تعداد اسئلة كثيرة تبدو مشروعة بعدما اقترفه تمام بليق في دارة رندة كعدي، اولها: لماذا رفع المذيع علم القوات اللبنانية فيما بُثت اغنية مخصصة لرئيسها وما الهدف من محاولة توريط الضيفة عبر الايحاء بتأييدها لهذا الحزب؟ ولماذا ارتدى تمام قناعاً ابيض عندما سأل ضيفته عن رأيها بالمساكنة والمثلية؟ ولماذا الاكثار من استعمال كلمة Uffff من دون مبرر منطقي سوى محاولة فاشلة لخلق لحظات تلفزيونية مميزة وكأن كعدي تتفوه بعبارات صادمة؟ ولماذا طلب منها ارتداء الحجاب الذي سبق ان ارتدته في مسلسل عشرين عشرين وكأنها سترفض؟ ولماذا سألها اذا كانت مع الحجاب او ضده وهل يمكن ان تقول انها ضده وهي التي ارتضت ان ترتديه؟ ولماذا سألها عن اجرها في المسلسلات وهو يعرف انها لن تجيب؟ ولماذا الاضاءة على فكرة ان كعدي لا تملك بيتاً بل تعيش في منزل مستأجر وهل الهدف كان اظهار انها لا تعيش حياة ميسورة؟ ولماذا تذكيرها بوالدتها الراحلة من خلال رفع صورتها ووضع اغنية "فقدتك" لنحو نصف دقيقة؟ ثم لماذا تكرار الامر مع صورة والدها المتوفي؟ ولماذا الادعاء ان زوج الضيفة لم يكن يريد الظهور في الحلقة وان تمام احرجه ليقبل، فيما رأيناه مزوداً بميكروفون على قميصه، منذ اللحظة الاولى؟
خلال الحلقة، طرح بليق اسئلة اقل ما يقال فيها انها غير منطقية (كي لا نقول غبية)، ومنها: هل انت ام رائعة او ممثلة رائعة في دور الام؟ هل المخدرات حرام؟ أليس عيباً على من ادت دور المحجبة ان تقبل اداء دور بائعة الهوى؟ ورغم هذا المستوى الهابط في الاسئلة، دافع البعض عن ظهور رندة كعدي، معتبراً انها نجحت في تخطي كل الافخاخ التي نصبت لها. قد يكون هذا صحيحاً، لكن الاكيد ان هذه الممثلة القديرة وقعت في الفخ الاكبر بمجرد قبولها ان تكون ضيفة في برنامج استضاف سابقاً "اشباه المشاهير" على طراز رملاء نكد وجويل بدر وفدوات واخريات واخرين. وفي النهاية، اسمحي لنا سيدة كعدي ان نقول لك: غلطة الشاطر بألف وانت لم تكوني بحاجة لهذا البرنامج الذي يستخدمه البعض ليصبح كلام الناس، وكان من الافضل لو اكتفيت باطلالتك الاخيرة في برنامج "حديث البلد" التي لم يمض عليها وقت طويل، بدلاً من اعطاء شرف استضافتك لشخص طوّب نفسه اعلامياً من دون ان ينتظر شهادة من احد سوى من المحطة التي احتضنته رغبة منها في اثارة الجدل!