الكنائس الأرثوذكسية وحدها قادرة على وقف الحرب الروسية على أوكرانيا... متى؟! | أخبار اليوم

الكنائس الأرثوذكسية وحدها قادرة على وقف الحرب الروسية على أوكرانيا... متى؟!

انطون الفتى | الإثنين 23 مايو 2022

مصدر: فقدان أي مرجعيّة روسية أو أوكرانية قادرة على تحقيق أي اختراق

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد لا يقتصر إنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، على "الديبلوماسية المدنيّة" وحدها، نظراً الى أنها غير تقليدية على مستوى الجروح التي تسبّبت بها في الوجدان الأوكراني العام، تجاه الروس، لثلاثة أو أربعة أجيال أوكرانية لاحقة، أي على مدى عقود.

فالذّاكرة "المجروحة" بين الشعبَيْن قديمة. ولكن الجرح الأخير الذي بدأت فصوله في شباط الفائت، قد يكون الأقوى بحسب بعض الخبراء.

 

تفاوُت

إذا نظرنا الى مفاعيل الحرب على الشعوب الأرثوذكسية حول العالم، قد نجد تفاوتاً واضحاً، بين مُتعاطِف مع أوكرانيا، أو مُتفهّم لروسيا، وداعم لها. ولكن أن يصل كهنة ورُعاة بعض الكنائس الأرثوذكسية في الغرب، الى الامتناع عن ذكر إسم البطريرك كيريل في القداس (بحسب معلومات موثوقة)، رغم أنهم يتبعون لكنيسة روسيا، ويتمتّعون بشركة كاملة معها، هو أمر لا يُمكن المرور الى جانبه، ببساطة.

 

العلم الروسي

يرى مُراقبون أنه لا بدّ من دور للكنائس الأرثوذكسية حول العالم، في وقف الحرب الروسية على أوكرانيا، خصوصاً أنها تتّسم بالكثير من الانعكاسات الفوضوية، على الأرثوذكسية نفسها.

فعلى سبيل المثال، كيف يُمكن إقناع "الإنسان الأرثوذكسي" العالمي، بحرب روسيّة "مقدّسة" على "العدوّ الحقيقي" في أوكرانيا، وهو الغرب الذي يريد "تدمير" الكنيسة الأرثوذكسية في موسكو وكييف معاً، فيما الجحافل الشيشانية تتباهى بما تسمّيه "إنجازات عسكرية" تقتل فيها من تقتلهم، وهم أرثوذكس بالنّسبة الساحقة منهم، وهي تصرخ "تكبيراً"، تحت العلم الروسي؟

 

فوضوية

وكيف يُمكن إقناع "الإنسان الأرثوذكسي" العالمي بحرب روسيّة على "العدوّ الغربي" في أوكرانيا، الذي يريد تحطيم القِيَم الأرثوذكسية في روسيا وأوكرانيا والعالم، فيما تُحكِم بعض الكتائب الروسيّة "الغازِيَة" قبضتها على المناطق الأوكرانية، تحت العلم السوفياتي، أي تحت لواء الإلحاد؟

وتزداد الفوضوية، إذا أخذنا في الاعتيار "الغطاء الإيديولوجي" الواضح، الذي يوفّره بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، وبأدبيات شبيهة بتلك الإيرانية تماماً، في إظهار العداء للغرب.

 

كفى

فبمعزل عن أنه يحقّ لروسيا أن تحفظ أمنها، وأن تمنع حلف "الناتو" من الاقتراب من حدودها، وأن تحافظ على استقرارها الاجتماعي بعيداً من حريات وديموقراطيات غربيّة، تحتاج الى الكثير من النّقاش، إلا أنه لا يُمكن شرح كيف يُمكن لبطريركية موسكو أن "تغرق" في العناوين السابقة، بما يجعلها تنسى (أو تتناسى) انعكاسات هكذا صراع على مستقبل النّفوس "الأرثوذكسية" التي تهلك فيه، قتلاً، وتدميراً، وتشريداً، وفقراً، ومرضاً، وجوعاً...، والتي تتطلّب القول "كفى" للعمليات العسكرية أوّلاً، قبل البَدْء بأي نقاش آخر.

 

تبايُنات

هل يُمكن للكنائس الأرثوذكسية حول العالم، أن تساهم بوقف الحرب الروسية على أوكرانيا؟ كيف؟ وهل من جدوى في هذا الإطار، طالما أن أقصى المتوقّع منها لن يكون (بحسب بعض المراقبين) أكثر من إمكانية قَطْع العلاقات مع كنيسة موسكو ربما، وزيادة التفسّخات بين الكنائس الأرثوذكسية، بما لن يحمل أي منفعة ملموسة للشعب الأوكراني، بينما سيزيد من التباينات الأرثوذكسية العالمية؟

 

أسباب سياسية

شدّد مصدر واسع الاطلاع على أن "لا دور كنسياً لوقف نزيف الحرب حالياً، لأسباب عدّة، من بينها أن لا مواقف لدى بطريركية موسكو من خارج إطار السياسة الروسية الرسمية. فضلاً عن أن الكنيسة الأوكرانية المُنشقّة عن كنيسة موسكو، مُنحازة للحكومة الأوكرانية، لأسباب سياسية أيضاً. وهذا يعني فقدان أي مرجعيّة أرثوذكسية روسية أو أوكرانية، قادرة على تحقيق أي اختراق".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "البطريركية المسكونية في القسطنطينية (اسطنبول حالياً)، وافقت على انفصال جزء من الكنيسة الأوكرانية عن بطريركية موسكو، قبل سنوات. وبالتالي، هي عاجزة عن أن تلعب دوراً موضوعياً، في هذا الإطار أيضاً".

 

مساعي؟

ولفت المصدر الى أنه "إذا أخذنا البطريركيات الأرثوذكسية، نجد أن معظم الوازنة منها موجودة في دول أرثوذكسية تنتمي الى حلف "الناتو"، والإتحاد الأوروبي، كاليونان مثلاً. وبالتالي، هي غير مُحايِدَة، وعاجزة عن أن تكون طرفاً توفيقياً".

وأضاف:"رغم ما سبق ذكره، إلا أنه لا بدّ من الانتظار قليلاً بَعْد، قبل معرفة ما إذا كانت بعض المساعي جارية على مستوى بلغراد ربما، أو جورجيا. لكن لا شيء مؤكّداً على هذا الصّعيد، حتى الساعة".

 

مُعطيات مُتضارِبَة

وشدّد المصدر على أن "الحرب ما كان يجب أن تندلع أصلاً. أما توصيفها، فتُحيط به وجهات نظر كثيرة، بين من يحمّل مسؤوليتها للروس، أو للأوكرانيّين".

وختم:"توجد استحالة واضحة في الحصول على الحقائق، من خلال البروباغندا الصّادرة عن طرفَي النّزاع. أما تأثير الحرب على النّظرة الأوكرانية للروس في عقول الأجيال (الأوكرانية) القادمة، فهو مرهون بمدى استمرار العمليات العسكرية طويلاً، وتحوّلها الى واقع مُستدام، أو لا. بالإضافة الى ضرورة النّظر لمدى تقبُّل الشعب الأوكراني للروس، في المناطق التي سقطت بيد روسيا مؤخّراً. ولكن هذا صعب حالياً، وسط مُعطيات إعلامية مُتضارِبَة، يقدّمها كل فريق من أفرقاء الصّراع، كما يحلو له".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة