أميركا تفتح البحار والحدود لإيران وتُقفل الأبواب لنظام "الثورة الإسلامية"!؟ | أخبار اليوم

أميركا تفتح البحار والحدود لإيران وتُقفل الأبواب لنظام "الثورة الإسلامية"!؟

انطون الفتى | الإثنين 23 مايو 2022

مصدر: لعبة الغاز العالمية مهمّة ويشكّل "الإيراني" أحد أبرز أدواتها

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"


سحابتان مختلفتان، إحداهما مُظلِمَة، والأخرى بيضاء، خيّمتا على الأجواء الإيرانية أمس.

إيديولوجيا
فبُعَيْد الإعلان عن إعادة إحياء مشروع خط أنابيب لضخّ الغاز الإيراني إلى سلطنة عمان، بعد توقُّف دام لنحو عقدَيْن تقريباً، أُعلِنَ عن اغتيال الضابط برتبة عقيد في "الحرس الثوري"، صياد خدائي، بإطلاق نار في شرق طهران.
ففي الوقت الذي تُكافِح فيه إيران لسَحْب "الحرس الثوري" عن لوائح الإرهاب الأميركية، لتشريع الإيديولوجيا الإيرانية في الشرق الأوسط والعالم، والوجه العقائدي للنّظام الإيراني، من حيث المبدأ والسلوك، تمّت عملية الاغتيال، وسط كمّ هائل من المعلومات حول الأنشطة العسكرية والأمنية للقتيل، خارج الحدود الإيرانية.

لعبة الطاقة
إذا أخذنا في الاعتبار أن إتمام أي مشروع إيراني، على مستوى النّفط والغاز (في ما لو تمّ) مع سلطنة عمان، الى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية الإيرانية - العمانية، يحتاج الى موافقة أميركية، نجد أن الاتّفاق النووي المنشود أميركياً مع طهران، لا يتجاوز حدود لعبة المصالح الأميركية - الإيرانية - الدولية، من دون أن ينزلق الى تشريع البُعْد العقائدي للنّظام الإيراني، فيما يبحث الأخير عن شرعيّة رسمية له، بتوقيع أميركي، جنباً الى جنب المصالح.
فبحسب بعض المُعطيات، خفّفت واشنطن الكثير من العقوبات المفروضة على طهران، منذ العام الفائت، وبطريقة غير مُعلَنَة، وهو ما يسمح لإيران ببَيْع كميات لا بأس بها من نفطها، مقابل الحصول على العملات الصّعبة. وهذا الواقع، الى جانب الاستعداد الأميركي للتوقيع على اتّفاق مع إيران في فيينا، هو في الفكر الأميركي من ضمن إطار المساحة المخصّصة للّعبة الدولية في مجال الطاقة، وذلك في سياق البحث عن إقفال أسواق الطاقة الغربية في وجه روسيا.

حصانة؟
ويأتي اغتيال خدائي، بحسب خبراء، بمثابة إشارة الى أن هذه هي حدود اللّعبة، التي لن تصل الى حدّ شرعنة القواعد الإيديولوجية الإيرانية. وهي الإشارة الأقوى الى أن لا نفع أبداً من أي مُطالبة بإزالة "الحرس الثوري" عن لوائح الإرهاب، لا اليوم، ولا غداً، ولا في اليوم الذي بعدهما، لأن لا شيء سيمنح هذا التنظيم أي حصانة، ضدّ عمليات الاغتيال، والاستهداف.

رسالة
أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "طبيعة ما يحدث في المنطقة، بين الأميركيين والإسرائيليين والإيرانيين، ينسجم مع صراع المصالح بين واشنطن وتل أبيب من جهة، والمشروع الإيراني الإقليمي من جهة أخرى، والذي يتمحور ظاهره حول الملف النووي، بأدوات كثيرة".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "العقيد الإيراني الذي اغتيل بالأمس، هو أبرز شخصيّة إيرانية يتمّ استهدافها بعد العالِم النووي الإيراني محسن فخري زاده، في قلب إيران، وبعمليّة معقّدة. وهو ما يعني رسالة كبيرة لطهران".

صراع مصالح
ورأى المصدر أن "الحرب الروسية على أوكرانيا، هي الحدث الأبرز الذي يدفع الولايات المتحدة الأميركية الى محاولة الإسراع في التضييق على روسيا، لإجبارها على وقف إطلاق النار. ولعبة الغاز العالمية مهمّة في هذا الإطار، والتي يشكّل الغاز الإيراني أحد أبرز أدواتها".
وأضاف:"صراع المصالح، هو الذي يتحكّم بتوقيع اتّفاق نووي مع إيران. وهو صراع مُمتدّ، يدور على أراضٍ عدّة في المنطقة، منها لبنان. كما أنه (صراع) ينعكس على العلاقات الأميركية - الخليجية، وعلى مستقبل التحالفات بين الطرفَيْن، وانعكاساتها على لبنان في هذا الإطار أيضاً، كما على دول المنطقة عموماً، بسلبياتها وإيجابياتها، عاجلاً أم آجلاً".
وختم:"الشؤون الإقليمية لم تَعُد محصورة باتّفاق نووي فقط، ولا بواشنطن وطهران وحدهما، بل بإطار عام ذات أبعاد دولية، يرتبط بالتصارُع بين الدول الكبرى، بشكل أساسي".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار