لا جدري قردة في لبنان حتى الساعة... والحذر واجب! | أخبار اليوم

لا جدري قردة في لبنان حتى الساعة... والحذر واجب!

| الثلاثاء 24 مايو 2022

ابو شرف طلب من الاطباء ألا يتحدثوا الى الاعلام

"إلا بعد الحصول على إذن مسبق من النقابة وإلا سوف يتعرّضون للملاحقة التأديبية"

" النهار"

يبدو أن منسوب الخوف من انتشار فيروس جدري القردة أثار الرعب في نفوس اللبنانيين، خصوصاً بعد ورود معلومات من أحد الأطباء عن وجود حالتين مشتبه فيهما في لبنان. الاشتباه في الحالة أمرٌ، وتأكيده أمرٌ آخر، ولا نريد الوقوع في فخّ "التخويف"، بل من واجباتنا الحرص على نقل الأمور بدقّة وحذر؛ فصحّة الناس ليست "مادة تراند" يُمكن التلاعب بها، والدقّة واجبة.
وبعد إثارة الجدل حول الاشتباه في حالتين في لبنان، نفت وزارة الصحة لـ"النهار" هذا الخبر، مؤكّدة أن "لا وجود لأيّ حالة إصابة بفيروس جدري القردة حتى السّاعة في لبنان".

نعرف تماماً أنّه لا مهرب من تسجيل الحالات عاجلاً أم آجلاً طالما أنّ الحدود مفتوحة، ولا قيود على السّفر، كما نعرف أن فيروس جدري القردة يختلف تماماً عن فيروس كورونا، سواء من ناحية سرعة نقل العدوى وانتشارها، أو من ناحية نسبة الاستشفاء والوفيات؛ لذلك يبقى الحذر واجباً، والتقيّد بالإجراءات والتوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية أساسية؛ وحتى اللحظة يجب أن نتذكّر جيّداً أن "لا شيء يتّسم بالخطر".

وبينما يتوالى إعلان الدول عن تسجيل إصابات بفيروس جدري القردة، بلغ العدد الإصابات حتى تاريخه 92 حالة مؤكّدة، و28 حالة في دائرة الاشتباه، في 12 دولة، بحسب منظّمة الصحة العالمية، وآخرها كانت في فلسطين المحتلّة. لكنّه حتى الساعة في لبنان "لا وجود لأيّ حالة مصابة بفيروس جدري القردة" وفق ما أكّدته رئيسة مصلحة الطبّ الوقائي في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة بري لـ"النهار"، وتشرح بري بالقول: "اننا كوزارة لم نبلغ رسمياً عن أيّ حالة من أيّ مصدر صحيّ. ووفق القوانين الموجودة، على أيّ طبيب يشتبه في أيّ حالة مصابة بمرض انتقاليّ التواصل مباشرة مع الترصّد الوبائي في وزارة الصحة لتأكيد أو نفي الحالة. هذه الطريقة العلميّة التي تسلكها أيّ جهة صحيّة لتثبيت أو نفي هذه الحالات".


وتشدّد بري على أنه "عند الاشتباه باي حالة تُرسل الوزارة فريقاً لأخذ العيّنات اللازمة التي تنطبق عليها case definition، التي تضعها منظمة الصحة العالمية، وعليه يقرّر إرسالها إلى مختبر "باستور" في فرنسا للتثبت أو نفي هذه الشكوك".


وفق منظمة الصحة العالمية تندرج ضمن case definition:
- الحالة المشتبه فيها
-الحالة المحتملة
- الحالة المؤكّدة.

كذلك تسعى الوزارة في الوقت نفسه إلى تأمين الفحص ليصبح متاحاً في لبنان في اسرع وقت".
وعن إجراءات خاصّة في المطار، توضح رئيسة مصلحة الطب الوقائي في الوزارة أنه "لم تصدر أيّ توصية من منظمة الصحة العالمية حتى السّاعة حول اعتماد اي اجراءات على المعابر، خصوصاً أنّ هذا الفيروس لا ينتقل في الهواء مثل فيروس كورونا، والعدوى تكون عبر الرذاذ التنفسي او سوائل المريض أو مشاركة اغراض او ملاءات الاسرة للمصاب ا".

وأمام حالة الذعر والهلع، تطلب بري إلى المواطنين "الوعي وعدم نشر أيّ معلومة خاطئة، وانتظار الخبر اليقين من الجهة الرسمية. وعلى كلّ من هو قادم من بلد موبوء أو فيه حالات من جدري القردة أخذ الحيطة والحذر. وفي حال ظهور أيّ عوارض من حرارة أو طفح جلدي أو تضخّم في الغدد الليمفاوية مراجعة الطبيب أو وزارة الصحة".
كذلك أصدرت وزارة الصحة بياناً توضيحياً أعلنت فيه " "عطفا على ما يتم تداوله عن وجود حالات مشتبهة من مرض جدري القردة في لبنان، يهم وزارة الصحة العامة-مصلحة الطب الوقائي ان توضح ما يلي:

- ليس هناك اي حالة مؤكدة او مشتبه فيها من هذا المرض في لبنان حتى تاريخه، وسوف يتم الاعلان عن اي حالة رسميا من قبل وزارة الصحة العامة في حال ثبوتها".

واوضحت ان "مرض جدري القرود هو مرض فيروسي ينتقل عبر: مخالطة مباشرة لحيوانات مصابة (دم، افرازات مخاطية...) ، مخالطة مباشرة لانسان مصاب عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادةً فترات طويلة من التواصل وجهاً لوجه ، أو من خلال إفرازات الجهاز التنفسي لشخص مصاب بعدوى المرض أو لآفاته الجلدية أو ملامسة أشياء لُوِّثت خيراً بسوائله وافرازاته".
.واشارت الى ان "فترة حضانة المرض تراوح بين 5 أيام و21 يوماً ولا ينتقل المرض خلال هذه الفترة .تتلخص اعراض المرض بحمى وصداع وتضخّم العقد اللمفاوية وآلام في الظهر والعضلات ووهن شديد بالاضافة الى ظهور طفح جلدي".


"معلومات مغلوطة"
من جانبه، أكّد نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف أبو شرف عدم وجود حالات جدري القردة حتى الآن في لبنان، نافياً ما ذكره طبيب أدلى بما اعتبره "معلومات مغلوطة". ولفت إلى أنّ النقابة قد حاولت الاتصال بالطبيب لاستيفاء المعلومات التي نقلها عن الموضوع، لكن "تبيّن أنه ارتكز فقط على وسائل الإعلام لنشر ما لديه من معلومات".

وأشار أبو شرف إلى أنّ "هذا الطبيب غير مسجّل في النقابة، وبالتالي لا يحقّ له العمل في لبنان"، مطالباً الوسائل الإعلامية جميعها "استضافة الاختصاصيين الرسميين من نقابة الأطباء أو من وزارة الصحة العامة فقط للتحدّث عن هذا الموضوع، لأنّ لدى الوزارة المعلومات والمستجدات المتعلّقة به كافّة. وهي التي يقع على عاتقها نشرها والقيام بالتوعية حول التدابير والإجراءات الوقائية، بالتعاون مع النقابة".

وطلب من الأطباء عدم التحدّث عن الموضوع "إلا بعد الحصول على إذن مسبق من النقابة، وإلا سوف يتعرّضون للملاحقة التأديبية".

وشدّد أبو شرف على أنّ "الأشخاص الذين ولدوا قبل العام 1977 قد تلقّوا اللقاح ضدّ الجدري وهم بالتالي محصّنون، وتشمل التدابير الوقائية عدم الاقتراب من المصاب بالدرجة الأولى، إضافة إلى غسل اليدين"، داعياً إلى "عدم الخوف والهلع، لأنّ هذا الجدري يختلف كثيراً عن فيروس كورونا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار