البيان الوزاري... لن يصلح لإطعام "قنّ دجاج" ولا لمعالجة مواشي "زريبة الضّيعة"! | أخبار اليوم

البيان الوزاري... لن يصلح لإطعام "قنّ دجاج" ولا لمعالجة مواشي "زريبة الضّيعة"!

انطون الفتى | الثلاثاء 24 مايو 2022

حبيقة: المرحلة القادمة لن تكون مرحلة إنجازات بل حقبة توزيع حصص

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

مؤسف حقّاً أننا نتوغّل شيئاً فشيئاً، في وضعيّة البلد الأقرب الى أن يكون جزيرة معزولة عن الكرة الأرضية، بكلّ ما للكلمة من معنى.

الأزمات الآتية
فمشاكل التغيّر المناخي تعصف بمنطقتنا وبالعالم، بين عواصف ترابية، ومعاناة بسبب الشحّ في المياه (كما هو الحال في العراق مثلاً)، وأخرى تجعل من حبّة البَرَد أقرب الى الحجارة، وهي تحطّم زجاج المنازل والسيارات، (كما هو الحال في أوروبا مثلاً، مؤخّراً)، الى جانب ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف، والحروب، التي تؤثّر على المحاصيل الزراعية، وعلى كمياتها، في أكثر من مكان... بينما تغوص المكوّنات السلطوية في لبنان بإعلان "انتصارات"، هي أقرب الى انتصار على أوهام، في الوقت الذي يتوجّب فيه بَدْء العمل سريعاً على تشكيل حكومة جديدة، تكون أقرب الى "خليّة أزمة" قادرة على وضع الخطط استعداداً للأزمات الآتية الى لبنان، من باب تغيُّر المناخ وغيره، مهما طال الزّمن.

أي حكومة
فنحن بقعة جغرافية ضمن هذا العالم. وإذا كنّا لا نشعر الآن بآثار التغيُّر المناخي علينا، فإن لا شيء يؤكد أننا لن نبدأ بتلمُّس مفاعيله غداً، أو بعد أسبوع، أو بعد شهر ربما، في بلد يتوغّل في الفقر، وفي انخفاض الأمن الغذائي.
فأي حكومة قادرة على مواجهة المخاطر الآتية؟ وما نفع حكومة، "محشوّة" بوزراء دولة، "لا بيهشّوا ولا بينشّوا"، إلا على صعيد استكمال لَمْلَمَة بعض الحصص السياسية لهذا الفريق أو لذاك، على طاولة مجلس الوزراء؟

أفكار بالية
الكرة الأرضية في مكان، ونحن في آخر، حيث نعيش بأفكار سياسية بالية، كان يجب التخلّي عنها منذ عقود. فمن يضعنا على خطّ ما يحصل على مستوى العالم؟ ومن هو ذاك الذي يمكّننا من أن نكون جاهزين للأزمات الآتية؟ ومن يمتلك استراتيجيا فعليّة، لمواجهة تغيّرات المناخ مثلاً، بدلاً من التباري في تقديم وتقبُّل "التبريكات" السياسية، وفي الإمعان بأسر الحكومات اللبنانية، ببيانات وزارية عاجزة عن إطعام "قنّ دجاج"، وعن توفير العلاجات لمواشي "زريبة الضّيعة".

خيار واحد
دعا الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة الى "ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة أولاً، فيما الأمور ليست سهلة على هذا الصّعيد، كما يبدو".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على "أننا نحتاج الى وزراء يمتلكون الخبرة اللازمة بمعالجة الأزمات التي يُعاني منها العالم. ولكن تحقيق ذلك لا يزال بعيداً، وسط رفض واضح لوزراء تكنوقراط من قِبَل بعض الجهات السياسية. وأي حكومة إذا شُكِّلَت، يصعب أن تكون أكثر من تقاسُم حصص، وسط مساعٍ لشدّ حبال سياسي كبير في شأنها، وذلك بهدف حصول بعض الأطراف على أهمّ الحقائب الوزارية فيها، خصوصاً إذا كان الهدف منها هو جعلها تستلم الأوضاع في مرحلة فراغ رئاسي قد يبدأ بعد أشهر، بحسب البعض. وهو ما يعني أن المرحلة القادمة لن تكون مرحلة إنجازات، بل حقبة توزيع حصص. والإشارة الأوضح الى ذلك، هو انحسار الهموم حالياً بانتخاب رئيس لمجلس النواب، بمعايير محصورة بخيار واحد مُتاح للجميع، ولا شيء سواه".

الجوع
وأكد حبيقة أن "الأمل الأساسي هو بإمكانية أن ينجح نواب التغيير، الى جانب نحو 15 نائباً جديداً من أولئك المُنتمين الى الأحزاب، (أن ينجحوا) بإدخال تغيير نوعي في النّقاش السياسي، بما يُبعد البلد عن الشخصانية والمصالح، ويساعد على إحداث نقلة نوعية".
وأضاف:"المخاوف المستقبلية لا تتعلّق بحصول جوع، بل باستمرار تدنّي مستوى المعيشة في البلد. فلبنان بلد مفتوح، ولطالما كان اللبناني ناجحاً في تدبير شؤونه، الى جانب أن المغتربين يُرسلون الدولارات والمساعدات لأهلهم. وبالتالي، لن نصل الى حدّ الوفيات بسبب انعدام توفُّر الطعام".

شركة
وأكد حبيقة أن "دولة مثل مصر، حيث النموّ السكاني السنوي الهائل، معرّضة لأزمة غذاء أكثر منّا، لا سيما أن معظم مناطقها الأساسية صحراوية، وهي أكثر دولة تستورد قمحاً في العالم. ولكن وضع لبنان مختلف، حيث لا كثافة سكانية سريعة بهذا الشّكل، وحيث يُمكن للسلّة الغذائية أن تنخفض من دون مُلامسة الجوع الفعلي".
وختم:"المشكلة اللبنانية الرئيسية هي أننا نعيش في ظلّ حكم سلطة، لا تمتلك ذهنية الدولة، بل مجرّد تقاسُم حصص مجلس إدارة شركة. وهذه المعايير بعيدة جداً من أُسُس إنقاذ أي بلد".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار