5 أيام تحوّلت الى 90 يوماً... روسيا لا تنتصر في أوكرانيا ولا تُوقِف الحرب!؟ | أخبار اليوم

5 أيام تحوّلت الى 90 يوماً... روسيا لا تنتصر في أوكرانيا ولا تُوقِف الحرب!؟

| الثلاثاء 24 مايو 2022

مصدر: التوقُّف عن استيراد مصادر الطاقة الروسية سيجعل موسكو تنهار بضربة واحدة

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

تطوي الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الثالث اليوم، وسط فشل روسي واضح على مستويات عدّة، من بينها:

90 يوماً
* رفض موسكو استخدام كلمة حرب حتى الساعة، وإصرارها على تعبير "عمليّة خاصّة"، بينما لا يجب أن تتجاوز المدّة الزمنية المقبولة للعمليات الخاصّة، الأيام المعدودة فقط، بحسب خبراء. وها نحن اليوم، بعد 90 يوماً من حرب حقيقية، يُعاني الجيش الروسي خلالها، من مشاكل واضحة.
* زوال الأهداف الروسية للحرب، وتفريغها من مضمونها. فقد برّر الروس حربهم على أوكرانيا، بحماية أراضيهم وأمنهم القومي من حلف "الناتو"، فيما بات هذا الحلف على حدودهم، من خلال استعداد فنلندا، (والسويد أيضاً) للانضمام إليه.

الشعوب الأوروبية
ولكن رغم ذلك، والى جانب العقوبات الغربية القاسية على روسيا، تبدو بعض الدول الأوروبية خائفة من الذّهاب بعيداً في كَسْر موسكو. وهو ما يُساهم في إطالة مدّة الحرب، وفي استنزاف الاقتصادات الأوروبية، وذلك رغم تأكيدات بأن الشعب الأوروبي أكثر استعداداً لتحمُّل الخسائر والآلام، من حكومات بلدانه.
فالشعوب الأوروبية، عاشَت أقسى الحروب العالمية في مدّة زمنية قليلة، لم تتجاوز الـ 21 عاماً، وهي المدّة الفاصِلَة ما بين نهاية الحرب العالمية الأولى في عام 1918، وبداية الحرب العالمية الثانية، في عام 1939، مع كلّ ما حملته تلك الحقبات من مآسٍ كبرى.
هذا فضلاً عن أن أكثر من مصدر مُطَّلِع يؤكّد أن الشّعوب الأوروبية، بمعظمها، تُدرك أن كلفة خسارة أوروبا والغرب لحرب أوكرانيا أمام روسيا، ستكون أكبر من كلفة الكوارث التي لا بدّ من تحمّلها، في طريق الوصول الى تحرير الجناح الشرقي لأوروبا، والى التحرُّر من الديكتاتورية الروسية التي لن تقف عند حدود كييف، خصوصاً أن لا أحد يخدع نفسه بأن موسكو أخرجت من حساباتها، ضرورة احتلال أوكرانيا كلّها، ومهما طال الزّمن، لكونها تنظر إليها كجزء طبيعي من الأراضي الروسية.

معاً
روسيا ارتمت في حضن الصين كلياً. والأحاديث الروسية المتكرّرة عن تعميق الشراكات الروسية - الصينية واضحة، وما عاد لدى أوروبا ما تخشاه على هذا الصّعيد. وبالتالي، ما من حجّة بعد اليوم للتأخُّر الأوروبي بالمضيّ في دروب العقوبات الأقسى على روسيا، وصولاً الى حدّ تسريع وتيرة تسليح أوكرانيا أكثر، بأسلحة أكثر تطوُّراً، وذلك كطريق للإسراع في إنهاء الحرب التي "تُميت" أوروبا وأوكرانيا، معاً.

تسريع
هذا ما يتوجّب أن تقتنع به فرنسا وألمانيا، على حدّ سواء، بموازاة التخفيف من شروطهما "الاسترضائية" لموسكو، في عرقلتهما انضمام أوكرانيا الى "الاتحاد الأوروبي". فالتسريع من هذا المسار، ومساعدة كييف على توفير بعض المعايير في شأنه، سيُساهم في وضع حدّ للروس في أوروبا الشرقية، بشكل أسرع من المتوقّع، بحسب بعض الخبراء.
وهنا لا نتحدّث عن فرض حظر نفطي على روسيا فقط، الذي له ما له من أخذ وردّ على الاقتصادات الأوروبية، بل (نتحدّث) عن عقوبات أقسى على جميع المصارف الروسية. بالإضافة الى ضرورة دفع جميع الشركات الأجنبية الى مغادرة الأراضي الروسية، وترك أعمالها فيها (وهو ما لم يحصل تماماً حتى الساعة، رغم العقوبات الغربية)، الى جانب قطع جميع العلاقات التجارية مع الروس، كطريق لوقف النّزيف الدموي في أوكرانيا اليوم، وفي أوروبا غداً، وقبل فوات الأوان.

الروبل
هذا فضلاً عن ضرورة فرض مزيد من العقوبات على روسيا، بسبب سيطرتها على الكثير من الموارد الطبيعية، ومن المحاصيل الزراعية الأوكرانية، كما بسبب عملها على تغيير الخريطة الجغرافية لأوكرانيا، والأوضاع المالية في المناطق التي سقطت تحت الاحتلال الروسي، وذلك عبر إدخال الروبل الروسي، كعملة تداوُل فيها.
فعَدَم الالتزام بكامل العقوبات المفروضة على روسيا، يُساهم في ارتفاع الروبل مؤخّراً، سواء أمام اليورو، أو أمام الدولار الأميركي، مُحقّقاً المكاسب، وذلك بمعزل عن العوامل المُصطنعة التي تُساهم في "تعافيه" مؤخّراً، والتي لن تدوم طويلاً، بحسب خبراء.

العقوبات
أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "الولايات المتحدة الأميركية تستخدم الأداة الاقتصادية في صراعها مع روسيا في أوكرانيا، بفاعلية واضحة. وما على الأوروبيّين إلا انتهاج الطريقة نفسها، بطُرُق عدّة، خصوصاً أنهم يمتلكون الكثير من الهوامش لإزعاج الروس، بمعزل عن صعوبة تخلّيهم عن الغاز الروسي، بسهولة".
وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن " لولا العقوبات الاقتصادية، الى جانب تزويد أوكرانيا بالسلاح، لكانت كييف نفسها سقطت بيد الروس، منذ شباط الفائت".

دعاية
وأكد المصدر أن "لا شيء يُساهم بصمود روسيا الاقتصادي، إلا قطاع الطاقة لديها. أما الحديث عن إمساكها أوروبا باليورانيوم المخصَّب، ففيه الكثير من الدعاية الإعلامية لصالح روسيا. فقطاع الطاقة الروسي هو الأساس، ولا شيء سواه".
وختم:"معاقبة قطاع الطاقة الروسي هو ضربة قاضية للصادرات الروسية كلّها. وآثار العقوبات الغربية المفروضة على موسكو لن تبدأ بالظّهور بطريقة ملموسة، إلا بعد توقُّف أوروبا عن استيراد مصادر الطاقة من روسيا، بالكامل. ففي تلك الحالة، سينظر العالم الى موسكو تنهار بضربة واحدة".

اقرأ ايضا: واندلعت الحرب... بايدن أطلق الرّصاصة الأولى و"تزييت" المدافع بدأ؟!

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار