إسرائيل ستزول اليوم وقبل حلول المساء... ما الذي سيتغيّر غداً أو بعد أسبوع؟! | أخبار اليوم

إسرائيل ستزول اليوم وقبل حلول المساء... ما الذي سيتغيّر غداً أو بعد أسبوع؟!

انطون الفتى | الخميس 26 مايو 2022

درباس: بماذا استفاد فريق "المُمَانَعَة" بمقاومته وسط حملاته على دول الخليج؟

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ماذا لو زالت إسرائيل من الوجود اليوم؟ وما هو الوضع "المُحيي" الذي قد نصحو عليه غداً، في مثل تلك الحالة؟

 

كَسَر المشروع

فبمعزل عن أن ما حَسَم توقيت انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، في أيار عام 2000، كان بحسب بعض الخبراء اقتراب وفاة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في ذلك الوقت، وسط نصائح استخباراتية أميركية - إسرائيلية لتل أبيب، بوجوب إتمامه (الانسحاب) في مرحلة ما بين استقرار أو عَدَم استقرار المشهد السياسي في سوريا من جديد، بعد وفاته، وسط مخاوف من إحداث فوضى كبرى في جنوب لبنان آنذاك، (بمعزل عن ذلك) نتوقّف قليلاً عند حديث فريق "المُمانَعَة" في لبنان والمنطقة عن "انتصار" عام 2000، من باب أنه كسر مشروع "إسرائيل الكبرى".

 

تفكُّك

في هذا الإطار، نسأل، أي "إسرائيل الكبرى" هذه التي كُسِرَت، فيما هي تتوسّع أكثر فأكثر، والى أن تخطّى توسّعها حدود "من الفرات الى النّيل"؟

وإذا أردنا حَصْر كلامنا بمنطقتنا فقط، وبما يُحيط بها قليلاً، نجد أن:

* إسرائيل باتت في منطقة ومياه الخليج العربي، وفي أذربيجان، وتركيا... أي على حدود إيران، ومن أكثر من جهة، أي بما يتجاوز الفرات شرقاً، وصولاً الى المغرب العربي، وهو ما يتجاوز النّيل بكثير، غرباً.

* مشروع "سوريا الكبرى" هو الذي تفكّك، ويتفكّك أكثر فأكثر. فلا حاجة لنا للتذكير بما حصل في العراق (باتّفاق أميركي - إيراني)، وبسوريا (التي أُعدِمَت بالحديد والنار، والتي صارت أقرب الى الأرض المضروبة بالأرواح، كقصاص لها على "حرب تموز" 2006...). هذا الى جانب ما حلّ بلبنان "المنكوب"، على المستويات كافّة.

* ارتفاع الفُرَص المتعدّدة لـ "المواطن الإسرائيلي"، داخل إسرائيل وعلى مستوى المنطقة، بينما تتضوّر شعوب لبنان، وسوريا، والعراق، وإيران... جوعاً، وهي تموت فقراً، ومَرَضاً.

 

أقليات؟

فأين هو "الزّوال الإلهي" لـ "إسرائيل الكبرى"، بفعل حروب قوى "المُمانَعَة" في المنطقة؟

قد يكون الحديث عن أن إسرائيل بدأت تعيش عقدة بلوغ "الثمانين" (عام 2028، سيكون قد مرّ 80 عاماً على تأسيس دولة إسرائيل الحاليّة)، (قد يكون) مُستنداً الى أبعاد "أُخرويّة" لدى البعض. ولكن ماذا لو زالت إسرائيل من الوجود اليوم، وليس قُبَيْل، أو بُعَيْد عام 2028؟ وماذا لو رُمِيَ اليهود في البحر؟ ما الذي سيتغيّر غداً، أو بعد أسبوع، في لبنان والمنطقة؟

من سيحكم من، وكيف، في فلسطين وخارجها؟ ومن هي الجهات التي ستُعلِن إعادة إحياء "الخلافة" مثلاً؟ وبأي وجه؟ وماذا عن التصارُع على الفوارق العقائدية في ما بين مذاهب المسلمين، في تلك الحالة؟ وهل يوجد من هو قادر على توحيدها؟ كيف؟ وبأي ثمن؟ وما هو مصير الأقليات غير المُسلِمَة في المنطقة، بعد زوال اليهود منها؟

 

ليس إنجازاً

هذا مع العلم أن الحديث عن زوال إسرائيل، أو عن إزالتها من الوجود، ليس "إنجازاً"، إذ إن كثيراً من الحاخامات وعلماء اليهود حول العالم، ومنذ ما قبل عقود، يرفضون أن تكون إسرائيل الحالية، هي إسرائيل التوراة. وهم يؤكّدون أن الحالية زائِلَة، لأن انتصار إسرائيل وسيادتها لا يحتاجان الى الولايات المتحدة، ولا الى غيرها، و(يؤكّدون) أن اتّكال إسرائيل على أحدث الأسلحة، أو على أي دولة قويّة لضمان أمنها، هو خيانة، لأن انتصارها ومواعيده هي في يد الله، وأنه عنصر من عناصر الوعود الإلهية للشعب العبراني.

 

وسيلة

أوضح الوزير السابق رشيد درباس أن "إسرائيل، وكما كانت دائماً، هي وسيلة وذريعة لبقاء الكثيرين في السلطة، في دول المنطقة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "أسوأ ما في الأمر، هو أن كثيرين حقّقوا لإسرائيل أهدافها، من دون حرب. فعلى سبيل المثال، أين هو لبنان الرسالة، والتعايُش، الذي كان يُقلِق النّموذج الإسرائيلي، بعدما تحوّلنا الى بلد الطوائف المُتناحرة؟ وأي مُستثمر يرغب بالاستثمار على شواطىء البحر المتوسّط حالياً، يأتي الى لبنان، أو الى سوريا، بدلاً من إسرائيل؟

 

عضلات

وشدّد درباس على أن "النّجاح في أي صراع، يتطلّب أوّلاً أن تكون دولنا قوية بجيوشها، كمدخل لدول اقتصادية مُزدهرة، تحمل مشروعاً تنموياً قوياً، يعبّر عن نفسه. وبغير ذلك، تُصبح الصراعات عمليّة "نَفْش عضلات"، لأجساد تعوم على أرجل من فخّار".

وأضاف:"تحتاج الصّراعات الى توازن أيضاً. ففريق "المُمانَعَة" لم يوازن بين مصالحه، ومصالح العرب. وبالتالي، بماذا استفاد هذا الفريق بمقاومته لإسرائيل، وسط حملاته المُركّزة على دول الخليج العربي؟ فهذا يُشبه من يدفع الشعوب الى الطيران والتحليق، من دون أجنحة".

 

أخطاء

ولفت درباس الى أن "التعويل على الارتباك السياسي الداخلي في إسرائيل للقول إن زوالها اقترب، ليس دقيقاً. فالارتباك بالمفهوم "المُمانِع" هو احتكام للّعبة الديموقراطية، بالنّسبة الى الإسرائيليين، الذين يمارسون لعبة انتقال وتداوُل السلطة الموجودة في المجتمعات الأوروبية والغربية".

وختم:"استمرّت الجيوش العربية بانقلاباتها العسكرية المتكرّرة داخل دولها، وباستعمالها فلسطين وقضيّتها كذريعة تبرّر بها انقلاباتها، الى أن مُنِيَت تلك الجيوش بهزائم كبيرة. لماذا؟ لأن أهدافها ما كانت الاهتمام بالشعوب، والبلدان، والاقتصادات، بل بناء سلطات وأنظمة بوليسية. وعندما تغيّر هذا الواقع، تمكّن الجيش المصري من تحقيق مكاسب على الجيش الإسرائيلي، في عام 1973. والأخطاء نفسها عاد وسقط فيها فريق محور "المُمانَعَة"، مع ما لذلك من نتائج على المنطقة بأسرها".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار