فوضى السلاح... ماذا يحصل داخل المنازل وفي جلسات الأصدقاء؟! | أخبار اليوم

فوضى السلاح... ماذا يحصل داخل المنازل وفي جلسات الأصدقاء؟!

انطون الفتى | الخميس 26 مايو 2022

مصدر: الظّلم الصّامت هو وجه من وجوه الديكتاتورية والجريمة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل هي فوضى الأسلحة، وامتلاكها، والبحث بمستقبل "لوبياتها"، والفئات العمرية المسموح لها بشرائها... هي وحدها ما يتوجّب التقصّي عنه، والتفكير بقوننته، عندما تكثر الجرائم في أي مجتمع؟

 

قلّة الإحساس

فماذا عن الحريات الفوضوية والنّفاقيّة، والمبادرات الفردية المتوحّشة، التي لا قيمة للإنسان فيها، ولا للعدالة، ولا للحياة، والتي تتسبّب بالإكثار من الظّلم، ومن التوزيع غير العادل للمقدّرات والثروات، وانعدام الإنسانية، وقلّة الشعور بالمسؤولية، وقلّة الإحساس مع الآخرين، بإسم الحرية والديموقراطية والمبادرة الفردية... وانعكاسات ذلك على زيادة عدد الجرائم، والاضطرابات الاجتماعية؟

 

هجمات

صحيح أن الولايات المتحدة الأميركية هي بلد الحريات، مقارنة مع ما هو موجود في روسيا والصين، مثلاً، إلا أنها بلاد الفوضى الكثيرة أيضاً، وبإسم الحريات.

ليس سهلاً الإعلان عن أن أكثر من 300 ألف طالب أميركي تعرضوا لهجمات في مدارسهم، باستخدام الأسلحة النارية، منذ عام 1999، وحتى الأمس القريب. كما أنه ليس بسيطاً الإعلان عن أكثر من 40 هجوماً على مدارس، في الولايات المتحدة الأميركية، في عام 2021.

 

تطوُّر

أطفال، أو شبّان... كثير من الضحايا لعنف قد يبدأ بإطلاق النار والاعتداء، وينتهي بالانتحار، أو بقتل المُعتدي، ضمن مشهد يفتح الكثير من الجدل حول سياسة امتلاك السلاح هناك. هذا فضلاً عن الصّدمات النفسية العميقة، في بلد من المُفتَرَض أنه أحد أهمّ أعمدة التطوّر والحداثة في العالم، لا سيّما في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

 

في المنازل

فماذا يحصل في المنازل الأميركية، وسط معطيات موثوقة عن أن نسبة ساحقة من المُهاجمين، في مثل تلك الحوادث، تمكنوا من الحصول على السلاح من منازلهم، أو عبر بعض الأصدقاء والأقارب؟

وماذا عن المدارس الأميركية أيضاً؟ فهل يكفي البحث عن تطوير البرامج التربوية، و"شحنها" بالأفكار التحرّرية، بموازاة عَدَم التنبّه والانتباه لما يحصل في اليوميات، حيث الكثير من الحريات "المبدئية" ربما، العائمة على بحار فاقِدَة للكثير من الإنسانية؟

 

اضطرابات

وإذا ذهبنا في فرضيّة أن منفّذي تلك الهجمات، يُعانون من اضطرابات نفسية، أفلا بدّ من السؤال في مثل تلك الحالة، عن سبب زيادة عدد أولئك الذين يُعانون من تلك الاضطرابات داخل المجتمع الأميركي، وبما يجعل مهمّة ضبط الأمن، وإرساء الاستقرار، أشدّ صعوبة؟ (إذ ليس كلّ الذين يُعانون من اضطرابات نفسيّة، يقومون بأعمال مخلّة بالأمن).

وماذا عندما نتحدّث عن أن أولاداً ما بلغوا عامهم العاشر، يعتدون على زملائهم في المدرسة، بطُرُق مُميتة؟

 

"شريعة غاب"

شدّد مصدر خبير في الشؤون الدولية على أن "فقدان المبادىء الحقيقية، القادرة على جعل الحريات والديموقراطية حقيقة فعلية في المجتمع الأميركي، حوّل كل تلك العناوين الجذّابة الى "شريعة غاب".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هذا هو السبب الرئيسي للاضطرابات الاجتماعية والأمنية، داخل أكثر المجتمعات ازدهاراً، وتطوّراً".

 

ظلم صامت

وأوضح المصدر:"عندما تُصبح المبادرة الفردية عنواناً للقوي، يستعمله ليأكل من خلاله الضّعيف، وسط انعدام قدرة هذا الأخير على الدّفاع عن نفسه، فهذا يعني استفحال الظّلم في المجتمع. وصحيح أن الترجمة الفعلية لكلّ تلك الأمور، قد لا تكون بالعنف القاتل لدى جميع الناس، إلا أن قلّة قليلة قادرة على تحويل لحظة واحدة الى كابوس، إذ لا شيء مضموناً على هذا الصّعيد، بالكامل".

وختم:"المجتمع الاستهلاكي هو سبب من أسباب الجريمة. والرأسمالية المتوحّشة، هي سبب من أسباب الجريمة. والليبرالية المتوحّشة هي سبب من أسباب الجريمة. وحيث تغيب العدالة، تزول الحريات، والديموقراطيات، والليبراليات. والظّلم الصّامت هو وجه من وجوه الديكتاتورية، والجريمة، وعَدَم الاستقرار الاجتماعي، حتى داخل أكثر المجتمعات تطوّراً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار