شَلَلٌ سيمتدّ لسنوات طويلة... الانهيار الكبير بدأ "وعلى لبنان الخراب"! | أخبار اليوم

شَلَلٌ سيمتدّ لسنوات طويلة... الانهيار الكبير بدأ "وعلى لبنان الخراب"!

انطون الفتى | الجمعة 27 مايو 2022

 

سعيد: عرض "حزب الله" غير قابل للتنفيذ مع سعر صرف دولار يزيد من الفقر

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يقولون في العادة، إفعلوا كذا أو كذا، أو "على الدّنيا السلام". وأما في لبنان، فكل المعادلات تنقلب، وهي تتحوّل الى "سواء فعلتُم كذا أو كذا، أو لم تفعلوه، فإن "على لبنان الخراب".

 

تحت السيطرة

صحيح أن المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية، ديفيد هيل، لا يتمتّع بصفة رسمية في الوقت الرّاهن، إلا أنه لا يُمكن المرور من أمام تحذيراته، مرور الكرام.

فالديبلوماسي الأميركي السابق، عبّر عن اعتقاده بأنّ احتمال استمرار الشلل السياسي في لبنان كبيرة، وبأنها قد تمتدّ لسنوات طويلة. وهذا هو الكلام الذي يرفض اللبنانيون تصديقه، منذ خريف عام 2019، وهم يصرّون على الغَرَق في اليوميات "الانهيارية"، تماماً كما لو أن كل شيء تحت السيطرة.

 

"زعران"

يؤكّد كلام هيل أن لبنان بات بلداً غير قابل للحياة، وأن لا لزوم لأي سلطة أو رئاسة فيه. فضلاً عن أنه قد يحمل إشارة معيّنة، الى عَدَم رغبة دولية بمدّ يد المساعدة الخارجية للسلطة اللبنانية، التي لا تغيِّر، ولا تتغيّر، ولا تقبل نتائج التغيير، حتى ولو خرج من صناديق الاقتراع.

هنا نقول إنه ليس أمام الفئات اللبنانية المسكينة، والأكثر ضعفاً، إلا أن تتقبّل الواقع، وأن تحكّ جلدها بأظافرها، على قدر استطاعتها، وذلك رغم أنها قد تفنى على يد "الزّعرنات" و"التشبيحات" الرسمية الصّادرة عن السلطة، من داخل الدولة، أي عبر زيادة الضّرائب. كما من خارج الدولة، أي على يد أتباع تلك السلطة، الذين يضيّقون الخناق على كل شيء، وفي كل شيء. بالإضافة الى ضرورة التحذير من العصابات التي سوف "تفلت" على الشعب، بالسرقات، والنّهب، وأعمال السّطو، خلال سنوات الشّلل القادم، بدعم من "حُكم الزّعران".

 

عرض

أشار النائب السابق فارس سعيد الى أن "كلام ديفيد هيل يمثّله هو، وليس وجهة نظر الإدارة الأميركية. ولكن طبعاً، يجب أن يتمّ التعامل مع كلامه بطريقة جديّة، نظراً الى خبرته في ملفات لبنان والمنطقة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المعادلة واضحة. فـ "حزب الله" يقول للّبنانيين، إسحبوا موضوع السلاح من التداول لمدّة معينة، ولنأخذ البلد الى إجراءات إدارية تنقل لبنان من الأزمة التي يتخبّط فيها الى مرحلة أفضل. وهذا عرض قدّمه الزّعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات للبنان، في عام 1969، والرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، في عام 1992، عندما وضع يده على لبنان".

 

وعود

وأوضح سعيد:"قُبِل عرض عرفات لبنانياً، مع سعر صرف دولار سمح بذلك آنذاك، ولكن البلد عاد وانفجر في عام 1975. كما أن غالبية اللبنانيين قبلت عرض الأسد في عام 1992، مقابل وعود بسعر صرف دولار بقيمة 1500 ليرة لبنانية، وبحقبة نهوض اقتصادي. ولكن عاد الوضع لينفجر في عام 2005".

وأضاف:"العرض الذي يقدّمه "حزب الله" اليوم، غير قابل للتنفيذ، مع سعر صرف دولار يزيد من الفقر والانهيار. وبالتالي، لا يُمكن للشعب اللبناني أن يقبل بالتكيُّف مع سلاح غير لبناني، من دون وعود بملموسات تُريحهم مالياً، واقتصادياً، وعلى مستوى الاستقرار الاجتماعي، والاستشفاء، والتربية، والعلاقات مع العالم العربي والخارج".

 

مستحيل

وشدّد سعيد على أنه "لا يُمكن إلغاء نتائج الانتخابات النيابية بالسلاح، والقول إن الأمور تسير في الاتّجاه الصّحيح، في وقت واحد. وهذا ما يدفعنا الى التمعُّن في كلام هيل، إذ إن "حزب الله" لن يتنازل عن سلاحه، ولا الشعب اللبناني سيقبل بهذا السلاح الذي يعطّل قيام الدولة. وهو ما يعني أننا سندخل في مرحلة شَلَل، نأمل بأن لا تأخذ لبنان باتّجاه العنف".

وأضاف:"مهما كانت التوازنات الخارجية، فلبنان بات أمام حالة مستحيلة. قيام دولة مع سلاح "حزب الله"، تحت سيطرة إيران، هو أمر مستحيل. وقيام دولة من دون "حزب الله"، هو أمر مستحيل أيضاً. وبالتالي، كل الحديث الذي حُكي خلال الموسم الانتخابي عن أن الانتخابات النيابية ستُخرج لبنان من مرحلة الى أخرى، تبيّن أنه غير صحيح. ونحن حذّرنا من ذلك بوضوح، منذ ما قبل الانتخابات".

وختم:"حزب الله" يرفض جوّ التغيير في كل شيء، وفي كل الرئاسات. وأمام هذا الواقع، فليستلم هو لبنان، وليتّجه كل من يعارضه الى مقاعد المعارضة، وليتوقفوا عن تأمين الشراكة معه، بالانهيار. وبالتالي، فليتحمّل هو مسؤولية إدارة شؤون هذا البلد، وحلّ أزمات اللبنانيين مع الإتحاد الأوروبي، و"صندوق النّقد الدولي"، ومع الأمم المتّحدة، وحيداً، وكما يحلو له".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار