جيلٌ "روسي" يُقاتل في أوكرانيا... نارٌ ستُحْرِق بوتين في روسيا وبيلاروسيا! | أخبار اليوم

جيلٌ "روسي" يُقاتل في أوكرانيا... نارٌ ستُحْرِق بوتين في روسيا وبيلاروسيا!

انطون الفتى | الجمعة 27 مايو 2022

طبارة: بوتين يرغب بإنهاء الحرب ولو بأي انتصار سريع

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل ضجر الغرب من مواجهة روسيا في حربها على أوكرانيا بالفعل؟ وهل بدأ التحالف الغربي ضدّ موسكو بالتدهوُر، بسبب تفاقم أزمات الغذاء والطاقة عالمياً، وارتدادات الحرب على الاقتصادات الأوروبية، تحديداً؟

 

الأراضي

قد يكون ما سبق ذكره صحيحاً، ولكن لا قدرة روسيّة حقيقية على ترجمته بتراجُع غربي فعلي، وسط سلوكيات (غربية) تزيد من صعوبات الجيش الروسي في الأراضي الأوكرانية، وذلك بمعزل عن بعض رسائل "الغَزَل" الغربي، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

التخلّي عن الأراضي، اقتراحات تصدر في بعض الصّحف الغربية، ووسائل الإعلام الغربية، وعن بعض الشخصيات الغربية (من مستوى وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر مثلاً)، مؤخّراً. ورغم أنها لا تعبّر عن مواقف دول، إلا أنها قد تكون رسائل، تتضمّن ما يقول إن الغرب يوافق على ضرورة مَنْح بوتين ولو أي نوع من الانتصار، وذلك مقابل وقف الحرب، ووضع حدّ للأزمات الدولية النّاجمة عنها.

 

القرم

ولكن المسؤولين الأوكرانيين، وعلى رأسهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يرفضون هذا النّوع من الأفكار بشدّة، خصوصاً أن المزاج الشعبي الأوكراني يرفضها بدوره، وبشدّة أيضاً، بعد تَعَب ثلاثة أشهر في تحمُّل الوحشيّة الروسية.

هذا فضلاً عن أن التنازُل عن بعض الأراضي للروس رسمياً، والتسليم بذلك، يعني فتح شهيّة موسكو على وسط وغرب أوكرانيا، وعلى كييف مجدّداً، ولو بعد سنوات. وهذا غير قابل للنّقاش بالنّسبة الى الأوكرانيّين.

 

سرّاً

يؤكّد بعض الخبراء، أنه رغم صعوبات إنشاء مقاومة أوكرانية محصورة في الشّرق الأوكراني، إذا وقع تحت الاحتلال الروسي الكامل، إلا أن هذا الاحتمال هو أبرز ما يُقلِق بوتين.

فالرئيس الروسي يعمل على تغيير الهوية الأوكرانية في كلّ المناطق والمدن التي تسقط بيد جيشه، بدءاً باللّغة، مروراً بالتعليم، وصولاً الى قرارات بتسهيل إجراءات منح الجنسية الروسية. ولكن يُمكن لهذا السلاح أن يرتدّ على روسيا سلبياً، في ما لو تمّ تشكيل مقاومة أوكرانية في الشرق، ستتألّف من شعب أوكراني روسيّ اللّغة، والجنسية، والتعليم... في العَلَن، وبحُكم الاحتلال، وذلك جنباً الى جنب التدرُّب سرّاً على كيفية مقاومة الجيش الروسي.

 

ضربة

هذا يعني أن جيلاً "روسيّاً" كاملاً في أوكرانيا، سيُقاتل الجيش الروسي، مع ما لذلك من تبعات ستنعكس على تقوية المعارضة الروسية في الدّاخل الروسي، و(تقوية) المعارضة في بيلاروسيا أيضاً. وهو ما سيُدخِل الحرب الروسية على أوكرانيا في متاهات جديدة، أخطر من السابقة، قد تشكّل ضربة حقيقية وقاسية لبوتين، ولجيشه، ولنظام حكمه، مستقبلاً.

 

تنازلات

لفت سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة الى أن "اقتراح كيسنجر حول سماح أوكرانيا لروسيا بالاحتفاظ بشبه جزيرة القرم، هو رأي شخصي، لا يعبّر عن السياسة الأميركية الرسمية. وما يصدر من مواقف غربية حتى الساعة، يُفيد بأن الغرب لا يزال مُصرًّا على عَدَم مَنْح روسيا الانتصار".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا تغيير غربياً شاملاً في الملف الاوكراني مؤخّراً. فكل ما يريده بوتين حالياً، هو تنازلات عن بعض الأراضي، خصوصاً بعدما أدرك أن احتلال أوكرانيا كلّها، وتغيير نظام الحكم فيها، ليس مُمكناً. ولذلك، يركّز الرئيس الروسي همّه بإحكام قبضته على مناطق شرق البلاد هناك، ومن دون أن يتقاسمها مع الأوكرانيين. وعندها، سيكون انتصر بالنسبة إليه".

 

حرب عالمية؟

وأوضح طبارة أن "منح بوتين هذا الانتصار، والتفاوض معه على ممرّ برّي فقط، ليس مقبولاً لأوكرانيا، ولا للغرب. وردّة فعل زيلينسكي كانت قويّة، وعلنيّة، رفضاً لمنطق التنازل عن أي أرض أوكرانية. فالتنازُل لروسيا عن أراضٍ اليوم، سيُشبه تنازُل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا عن أراضٍ في تشيكوسلوفاكيا، للزّعيم النازي أدولف هتلر، قبل عقود. وهو ما لم يمنع اندلاع الحرب العالمية الثانية، آنذاك".

وأضاف:"يُدرك الغرب أنه تساهل مع بوتين في جورجيا، ومن ثمّ في القرم، وفي سوريا. والتساهُل معه في شرق أوكرانيا أيضاً، ما عاد مُمكناً، وسط حاجة ماسّة الى خطوط حمراء، لأن أي تسامُح غربي إضافي قد يرفع حظوظ اندلاع حرب عالمية ثالثة، مستقبلاً".

 

في الشرق

وأكد طبارة أن "بوتين يرغب بإنهاء الحرب ولو بأي انتصار سريع في شرق أوكرانيا حالياً، لأنه يخاف من انعكاسات تطوّرها أكثر على المعارضة في قلب روسيا، خصوصاً إذا طالت مدّتها الزمنيّة، وتحوّلت الى حرب عصابات بالكامل، ضدّ الجيش الروسي. فهذا يذكّره بما عانى منه الاتحاد السوفياتي في أفغانستان قبل عقود".

وختم:"صحيح أنه من الصّعب التأسيس لمقاومة في المناطق الأوكرانية الشرقيّة التي تحوي ثقلاً موالياً لروسيا، ولكن الروس يخافون من هذا الاحتمال. ولذلك، هم يركّزون على المناطق التي يُمكنهم أن يحموا احتلالهم فيها، كمقدّمة للاتّجاه نحو اتفاق دولي، يعترف بالأراضي التي احتلّتها موسكو، وذلك ضمن معاهدة يتفادى فيها الروس دعم الغرب لأي مقاومة في شرق أوكرانيا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة