وقف مسار الانهيار يحتاج الى اكثر بكثير من انتخابات

ارتفاع الدولار يندرج في اطار الضغط من اجل تأليف الحكومة

رانيا شخطورة - وكالة أخبار اليوم

عُوّل كثيرا على الانتخابات النيابية كمحطة للتغيير... ولكن وقف مسار الانهيار يحتاج الى اكثر بكثير من انتخابات... لا بل يبدو ان طريق المجلس الجديد معبدة بالالغام وليس فقط بالاشواك... وما يلوح في الافق حتى اللحظة هو "حياة مديدة" لحكومة تصريف الاعمال، الامر الذي ينعكس على مجلس النواب وان كان سيد نفسه. حيث اي تشريع على الحكومة أن تطبقه من خلال المراسيم التطبيقية او من خلال القرارات التنفيذية يبقى معلقا.

ويرى مرجع سياسي انه اذا لم تؤلف حكومة جديدة يكون الاتجاه نحو المزيد من الفراغات، خصوصا انه ليس هناك ما يؤكد ان الاستحقاق الرئاسي سيحصل في موعده على ابعد تقدير في تشرين الاول المقبل، وعندها لا بدّ من حكومة تصرف الاعمال وتدير البلاد انطلاقا من التوازنات القائمة في المجلس النيابي، اذ ان عددا من النواب لا يعتبرون ان الحكومة تعبر عن المجلس النيابي.

ويشدد المرجع على ان الحكومة العتيدة ستكون نسخة معدلة عن الحكومة الحالية، ولن تخلق نفسا جديدا، فالامر صعب، وخير دليل كلام وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل امس، حيث توقع استمرار الشلل السياسي في لبنان، معتبرا ان عدد مقاعد النواب المستقلين يساوي نحو 13 نائباً، لكن هذا غير كاف لوحده لاحداث تغييرات، ويبقى صوتهم مهماً بالطبع، ويعتمد نجاحهم على قدرتهم في التحالف وتقديم التسويات، مشيراً إلى ان بلاده ما تزال تعتبر حزب الله «منظمة ارهابية»

وردا على سؤال، يلفت المرجع الى ان التغييريين ليسوا كتلة واحدة، ما يدفع الى اعتبار ان قدرتهم على التأثير على القرار الاساسي والتوازنات في المجلس متدنية.

ويخلص المرجع الى القول: ارتفاع الدولار يندرج في اطار الضغط من اجل تأليف الحكومة.

وفي سياق متصل، يعتبر مصدر وزاري ان الخروج من الاجواء التي يمر بها لبنان تكمن في تأليف حكومة لا يتمثل فيها حزب الله او على الاقل لا يكون مسيطرا عليها، لافتا الى ان الاتصالات التي اجريت قبل الانتخابات وافضت الى خلاصة مفادها اعادة تكليف الرئيس نجيب ميقاتي قد تبددت في ضوء نتيجة الانتخابات.

ويشير المصدر الى ان حماسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لتشكيل حكومة بشكل سريع، قد تراجعت. على الرغم من المعلومات التي تفيد ان عون لن يبقى دقيقة واحدة في قصر بعبدا بعد انتهاء ولايته، الا ان ما ادلى به النائب جميل السيد بعد زيارته الاخيرة الى قصر بعبدا عن انه "لا يمكن تسليم صلاحيات الرئاسة الى حكومة تصريف أعمال "يطرح علامات استفهام" خصوصا انه موضوع كان محور بحث مع الرئيس.

واذ يلفت الى ان الهدف راهنا التوصل الى "اخراج" يحفظ ماء وجه الجميع في رئاسة المجلس ونائب الرئيس، يختم المصدر: الدستور يتحدث عن تشكيل حكومة فور انتهاء ولاية المجلس بغض النظر عن المهلة، ولكن المصالح الخاصة والتجاذبات تتقدم على ما هو معمول به وفقا للدستور.