أموال "إسلاميّة" تدعم حروب روسيا فهل تُشعِل موسكو أوروبا بالمسلمين؟! | أخبار اليوم

أموال "إسلاميّة" تدعم حروب روسيا فهل تُشعِل موسكو أوروبا بالمسلمين؟!

انطون الفتى | الإثنين 30 مايو 2022

مصدر: من يُحارب معها اليوم يُمكنه أن يحارب ضدّها غداً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بالتزامُن مع إحراز الجيش الروسي مكاسب عسكرية في الشرق الأوكراني مؤخّراً، وسط تراجُع في الحماسة الغربية لإمداد أوكرانيا بالسلاح، بنسبة معيّنة، بدأت التحذيرات تتصاعد من خطط روسيا لمهاجمة كييف مجدّداً في وقت لاحق، وذلك بعد إحكام سيطرتها على مناطق الشّرق.

 

"الناتو"

ولكن يتحدّث بعض الخبراء عن الأخطر، وهو إمكانيّة أن لا تتوقّف شهيّة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عند حدود "مَسْح" أوكرانيا عن الخريطة مستقبلاً، مع تبرير ذلك بأنها الحدود الغربية لروسيا.

فبوتين يريد كَسْر حلف "الناتو"، وهذا هو أحد أبرز أهدافه. ولكن تحقيق ذلك بالمباشر، هو أقرب الى الانتحار، فيما الطُّرُق غير المباشرة لذلك، تبقى مُمكنة.

 

ورقة

يؤكّد خبراء أن روسيا قادرة على إعلان الحرب مستقبلاً على حلف "شمال الأطلسي"، من خلال اعتماد ورقة الإسلام والمسلمين، وعبر التحشيد لها على أنها دفاع الشرق عن نفسه، و"الجهاد" بوجه الغرب الظّالم والمُعتدي، والمنحلّ أخلاقياً. ويشرح هؤلاء، كيف أن موسكو عمّقت وتعمّق علاقاتها وشراكاتها مع العالم الإسلامي، حتى ذلك الحليف للولايات المتحدة الأميركية تقليدياً.

 

رسالة

يفنّد أحد المراقبين، ما حقّقته روسيا في هذا الإطار، خلال السنوات القليلة الماضية. ويقول إن تعميق العلاقات والشراكات النفطية والاستثمارية والتجارية، الروسية - العربية، خصوصاً مع الدول العربيّة النّفطية، هو أحد أبرز مصادر التمويل للاقتصاد الروسي، الى جانب تأسيس بعض الاستثمارات الخليجية في الشيشان، خلال السنوات القليلة الماضية، في طريق بحث بعض العرب عن تعميق صداقتهم مع الكرملين كرسالة الى واشنطن، خصوصاً في مرحلة ما بعد إبرام الاتّفاق النووي مع إيران، في عام 2015.

 

ضدّهم

فالاستثمارات الخليجية في الشيشان هي تمويل "إسلامي" للاحتلال الروسي للأراضي الشيشانية، بما هو كفيل بإبطال أي معارضة حقيقية لهذا الاحتلال (الروسي) من قِبَل الفريق الشيشاني الذي كان يرفض إلقاء السلاح، ووقف القتال ضدّ الجيش الروسي، في عام 2000.

ويُكمِل هذا المُراقِب كلامه، بالإشارة الى تعميق العلاقات الروسية - التركية، منذ عام 2016 تحديداً، وبما يستفيد من حدّة التبايُنات التركية - الأطلسية في أحيان كثيرة، بشكل يجعل تركيا العضو "المسلِم" في "الناتو"، والمستعدّ للقتال ضدّ "الأطلسيين" في أي حرب مصيرية أو وجودية. وهي الحالة التي يجد فيها الرئيس الروسي، ضالّته.

 

تصاعُدياً

ويحذّر هذا المُراقِب نفسه، من الهجوم الكلامي المتكرّر للزّعيم الشيشاني "المُقاتِل" تحت راية بوتين، رمضان قديروف، (هجومه المتكرّر) على بولندا، العضو في "الناتو"، وتهديدها بأنها ستجد مصير أوكرانيا إن لم تَعُد الى "رشدها" (وقف الدعم البولندي لأوكرانيا، والذي يزعج موسكو كثيراً). فهذا الكلام "التهديدي" يعبّر عن رسائل يودّ بوتين إيصالها الى وارسو، شخصياً.

ويؤكّد مراقبون أن كل تلك المعطيات السابق ذكرها، والتي لا يجب إهمالها أبداً، هي من إشارات الحرب الروسية ضدّ "الناتو"، التي يخوضها بوتين بالمسلمين حالياً، بين نفط واستثمارات وشراكات وأموال، ومرتزقة، وإزعاج لـ "الأطلسي" من داخله ( عبر تركيا)، وذلك ضمن حالة قد تتدرّج تصاعُدياً، أكثر فأكثر، مستقبلاً، وبطريقة تجعل الجيش الروسي في مساحة خلفيّة للمواجهة.

 

تتوسّع

أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "الحرب مُشتعِلَة بين الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا من جهة، وروسيا من جهة أخرى، حالياً. ولو كان الأمر في يد أوروبا، لما كانت اندلعت تلك المواجهة. ولكن واشنطن حشرت الجميع".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأعمال القتالية تكبر وتتوسّع، ولكن لا مصلحة لأحد بأن تصل الى مرحلة اللاعودة. والعمل جارٍ لإيجاد طريقة، توقف هذا الجنون".

 

الحرب؟

وأوضح المصدر أن "تركيا، وحتى لو أرادت ذلك، إلا أنها عاجزة عن أن تحارب ضدّ "الناتو"، فيما هي من ضمنه، لأن ذلك سيُزيل الغطاء "الأطلسي" عنها. وهذا الغطاء هو الذي يوفّر الحماية الأمنية لأنقرة في الشرق الأوسط وأوروبا معاً، ومن دونه سيدخل الأتراك في مشاكل إقليمية كثيرة".

وأضاف:"الحرب الروسية على أوكرانيا باتت مُكلِفَة ومُؤذِيَة لكلّ الأطراف، والخوف هو من أن تفلت من يد الجميع. ولذلك، يبحث الجميع عن حلّ في الوقت الراهن. والأطراف التي ساعدت كييف على الدّفاع عن نفسها، هي نفسها قادرة على أن تشجّعها على الاتّفاق مع الروس. فالمعارك لن تتوقّف إلا باتّفاق أوكراني - روسي، حتى ولو اضطّرت أوكرانيا الى التخلّي عن بعض أراضيها. والحلّ هو بإعطاء بعض الأراضي الأوكرانية لروسيا، ولكن بنسبة معقولة، وليس بالقدر الذي تطالب به موسكو، طبعاً".

وختم:"الشيشانيون كانوا يحاربون روسيا قبلاً، وها هم يحاربون معها اليوم. ولكن لا يُمكن لموسكو أن تستخدمهم كوقود لأي حرب مع "الناتو"، حتى ولو كان ذلك تحت ستار أو عنوان الحرب الدينية، أو الحضارية... فموسكو تُدرك جيّداً أن لا شيء مستقرّاً في علاقاتها مع الشيشانيّين، ولا مع غيرهم، ومن يُحارب معها اليوم، يُمكنه أن يحارب ضدّها غداً، ومن يُصادقها اليوم، قد يكون عدوّاً لها غداً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار