تحقّقت الأهداف و"انتصروا"... هلمّوا نجوع ونموت و"راسنا مرفوع"! | أخبار اليوم

تحقّقت الأهداف و"انتصروا"... هلمّوا نجوع ونموت و"راسنا مرفوع"!

انطون الفتى | الثلاثاء 31 مايو 2022

مصدر: لبنان هو بلد "الجود من الموجود" في كل المجالات

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ليس مهمّاً كيف فازوا، ولا كميّة الأصوات التي حصلوا عليها، بل المهمّ أن هذا أو هذا، وذاك أو ذاك... "انتصروا". فـ "الانتصار"، و"إذلال "الأعداء"، هما من أبرز البرامج والملفات "الحيوية" في بلدنا، في أي استحقاق كان، بدءاً من المناصب العليا، وصولاً الى تلك الصّغرى، والأصغَر منها.

 

برأس مرفوع

ولكنّنا نسأل جماعات "المُبتهجين" بالانتصارات تلك، ماذا في جعبتهم لصالح الفئات الأكثر ضعفاً في البلد، التي ورغم اكتمال "مناصب" مجلس النواب، لم تستَفِد من شيء، سوى أنه بات بإمكانها ربما أن تجوع، وتعطش، وتمرض، وأن تتوغّل بالفقر، وأن تموت... برأس مرفوع. فكيف لا يكون الموت برأس مرفوع، طالما أن البرلمان موجود، فيما تشكيل حكومة بشروط إصلاحية هو من المشاريع المؤجَّلَة، وبينما انتخاب رئيس ناجح في لعبة التوازنات الداخلية والخارجية، ومُلتزم بالثوابت "التحريرية" للبنان، ليس مضمونا؟

 

"وباء"

نعود الى الأساس، وهو أن المنتصرين انتصروا، والصّورة البرلمانية اكتملت، وذلك رغم الكثير من الثّغرات التي كان يجب معالجتها في فترة ما بين 16 و30 الجاري، أي منذ ما قبل الجلسة البرلمانية اليوم.

هذا هو "وباء" التأجيل، وشراء الوقت في هذا البلد.

 

هدف

في أي حال، هذه هي الصّورة التي تتحكّم بكلّ المسارات "الديموقراطية" في لبنان. فأوبئة التأجيل، والصّفقات... تطال كل شيء، بدءاً من الاستحقاقات الكبرى، وصولاً الى الصّغرى منها.

ففي خروج من "الفضاء السياسي"، وبما يُشبه "جردة" بسيطة لبعض النقابيّين الأكثر حظّاً بالفوز في أي انتخابات نقابية مثلاً، نجد أن أكثر الذين يفوزون، حتى الساعة، هم أولئك الذين يرفعون شعارات تحسين الظّروف المالية للعاملين في هذا القطاع أو ذاك، ورغم معرفة الجميع بأن تحقيق هذا الهدف غير مُمكن إلا من جيوب الناس، في بلد "الهَرَيان المعيشي"، والانهيار.

أما أولئك الذين يرفعون عناوين وجوب معالجة الثّغرات الفاسدة الموجودة داخل هذه النّقابة أو تلك، أو داخل هذا القطاع أو ذاك، في حملاتهم الانتخابية، فهم قد لا ينجحون في الحصول إلا على صوتهم وحده.

هذه هي ثقافة الانتخابات، وممارسة السلطة في لبنان، على أي مستوى كان. فهل نسأل بَعْد، لماذا نعجز عن تحقيق أي هدف؟

 

من هناك يبدأ

لفت مصدر سياسي الى أن "لبنان هو بلد "الجود من الموجود"، في كل المجالات. وما نراه في الانتخابات النيابية، أو الرئاسية، أو في تشكيل الحكومات، من مخالفات أو تعدّيات، يبدأ عملياً في الشارع، والطريق، والمنزل. فهذا هو اللبناني، ومن هناك يبدأ، قبل أن يصل الى البرلمان، أو الى طاولة مجلس الوزراء، أو الى رئاسة الجمهورية".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "للديموقراطية مساراتها الضرورية، وشروطها. فهي ليست مجرّد عمليّة انتخابية، ولا خطوات شكلية، بل انها تُقاس بمدى قدرتها على تنمية الدول، أو النّقابات، والقطاعات. أما ما نراه في لبنان، فهو ليس أبْعَد من مجرّد تغيير هامشي، في كل شيء، يُبقي السلبيات في مكانها، مع تبديل اللاعبين فيها ومن ضمنها، فقط".

 

يشاركون

وأشار المصدر الى أنه "رغم كل شيء، يبقى الأسوأ هو التسليم ببقاء الأمور على حالها. فلا يُمكن قبول السّير بما هو موجود، بحجّة أن لا بديل مُمكناً منه. كما ليس مقبولاً أبداً العَيْش بحسب البورصة، أي الاتّجاه الى حيث تميل القوّة حالياً، أو المصلحة الآنية في الوقت الرّاهن".

وختم:"ثقافة السّير بالموجود، متجذّرة لدى الشعب اللبناني. فهي تطبع حياته بكلّ شرائحه، وقطاعاته، واستحقاقاته. ولذلك لا مجال لإحداث تغيير كبير، طالما أن المواطنين يشاركون بما هم فيه من انهيار".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار