خطف أحد كبار الوزراء في العاصمة وتخديره قبل أن يتمكّن من رؤية "الرئيس"!!! | أخبار اليوم

خطف أحد كبار الوزراء في العاصمة وتخديره قبل أن يتمكّن من رؤية "الرئيس"!!!

انطون الفتى | الأربعاء 01 يونيو 2022

نادر: طرح التخلّي عن الأراضي فيه الكثير من الخطورة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل وصلت روسيا الى مرحلة "العُقْم" السياسي، والديبلوماسي، وذلك رغم تقدّم جيشها الواضح في الشرق الأوكراني؟

ولماذا تزداد علامات "الهستيريا" لدى موسكو، في أوان التقدّم العسكري؟

 

خطف؟

عضو كبير في البرلمان الروسي، هو أوليغ موروزوف، اقترح قبل يومَيْن فكرة خطف وزير دفاع لإحدى دول حلف "شمال الأطلسي" في أوكرانيا، ونقله إلى موسكو لاستجوابه بخصوص "الأوامر" (بحسب تعبيره) التي أعطاها الغرب لكييف.

وقال موروزوف إن "إمدادات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا تشكل تهديداً مباشراً لروسيا، وقد يتطلب الأمر مراجعة موسكو لأهدافها العسكرية". وأضاف:"مخطّط خيالي هو ما أفكر فيه. في المستقبل القريب، في مرحلة ما، سيذهب "وزير حرب" (بحسب تعبيره، والمقصود وزير دفاع) من إحدى دول حلف "شمال الأطلسي" بالقطار الى كييف، للتحدُّث الى (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي. ولكنه لن يصل إلى هناك، وسيستيقظ في مكان ما في موسكو".

وعندما سألَتْه الصحافية "هل تعني أن نخطفهم؟، ردّ عليها بـ "نعم. وعندها سنعرف من أعطى أي أمر لمن، ومن المسؤول عن ماذا تحديداً".

 

مراهقة

مهما تعدّدت الرسائل الروسية للغرب من جراء مضمون كلام موروزوف، إلا أن الأساسي فيه هو أنه يعبّر عن ردّات فعل مرحلة المراهقة، لا النّضوج.

كما أنه التصريح الرئيسي الذي يدلّ على أن "إنجازات" الجيش الروسي في شرق أوكرانيا، ورغم تصاعُدها، إلا أنها لا تُشبِع مكوّنات الحُكم الروسي تماماً، كما يبدو.

 

مناورات

ويستمرّ "التخبيص" الروسي "الهستيري"، بطُرُق أخرى أيضاً. فالقوات النووية الروسية تُجري تدريبات في مناورات مكثّفة، تشمل قاذفات صواريخ عابرة للقارات، ضمن إطار استعراضي لا حاجة له، ولا هدف منه سوى إظهار قوّة موسكو، التي لا ثقة داخلية (روسيّة) بأنها تامّة، بحسب بعض الخبراء.

 

زيارة

أمر آخر على هامش "المراهقة" الديبلوماسية والعسكرية الروسية السابق ذكرها، وهو أنه يبدو مُثيراً للاهتمام، أن لا زيارة روسية لشخصية من مستوى سياسي رفيع، لأي منطقة من المناطق الأوكرانية التي باتت تحت الاحتلال الروسي. بينما الزيارات الغربية لكييف، ولمناطق أوكرانية أخرى، تتوالى منذ أكثر من شهر ونصف، وبموازاة خطر الصواريخ الروسية الذي لا يتوقّف عن تهديد كل أوكرانيا، حتى الساعة.

وهذا دليل إضافي، بحسب المراقبين، على أن لا ثقة روسيّة رسمية بقدرة الجيش الروسي على حماية احتلاله، وذلك رغم القصف الروسي التدميري، الذي لا يتوقّف ليلاً ونهاراً، في الشرق مؤخراً.

 

تخفيض أهداف

أوضح العميد المتقاعد جورج نادر أن "المناطق الأوكرانيّة المحتلّة، غير آمنة للروس. فهُم سيطروا على معاقل أساسية في شرق أوكرانيا، ولكن سيطرتهم ليست تامّة، لأن الشعب الأوكراني ضدّهم، وهو يقاوم الى جانب ما تبقّى من جيش أوكراني هناك. وبالتالي، لا يمكن الحديث عن سيطرة روسيّة تامّة، وهو ما يعني أنه لا يُمكن لأي شخصية روسية كبيرة أن تكون مرتاحة في زيارة منطقة أوكرانيّة محتلّة".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الحرب تنتهي عند احتلال روسيا لإقليم دونباس. فهذه المنطقة تحوي مُكوِّناً شعبياً يتحدّث اللّغة الروسية، وهو كان أعرب عن رغبته بالانفصال عن أوكرانيا في عام 2014. فضلاً عن أنه عندما رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أوكرانيا كلّها تقاتل الجيش الروسي، خفّض أهدافه الاستراتيجية فيها بطريقة غير مُعلَنَة، وحصرها باحتلال دونباس، الغنيّة بالفحم الحجري، والمعادن، والسهول، والمحاصيل الزراعية، والمُتاخِمَة لحدود روسيا جغرافياً".

 

كييف

وأكد نادر أن "المناورات النووية الروسيّة، رغم التقدّم العسكري في الشرق، ليست أكثر من تهديد إعلامي، هدفه إخضاع أوكرانيا، ودفعها الى القبول بالتخلّي عن أراضي إقليم دونباس. فهذا هو المخرج اللائق للهزيمة الروسية في أوكرانيا، أي تخلّي كييف عن أراضٍ في شرق البلاد".

وأضاف:"انفتاح شهيّة الروس على احتلال كييف مجدّداً في المستقبل، باتت صعبة. فالعاصمة الأوكرانية آمنة بنسبة كبيرة، ويزورها كبار المسؤولين الدوليّين، فيما عادت السفارات الكبرى إليها. وهذا دليل على أن مُهاجمة الجيش الروسي لكييف ما عادت مُتاحَة تماماً".

 

خطورة

وأشار نادر الى أن "الحرب مُكلِفَة جدّاً للروس، إذ إن كثيراً من صغار ضباطهم (في السنّ) قُتِلوا في أوكرانيا، وسط خسائر عسكرية كبيرة، وتغييرات في القيادات الميدانية، واتّساع بقعة العمليات، وخدمة لوجستية صعبة جدّاً. ولذلك، الانتقال الى مُهاجَمَة كل أوكرانيا لم يَعُد سهلاً".

وختم:"طرح التخلّي عن أراضٍ أوكرانية فيه الكثير من الخطورة. فإذا طُبِّق، ماذا سيكون موقف حلف "الناتو" إذا احتلّت الصين تايوان قريباً؟ وماذا لو قالت سوريا في أي يوم من الأيام مستقبلاً، إنها تمتلك أكثرية نيابية أو حاكمة مُوالِيَة لها في لبنان، وإنها تريد احتلاله مجدّداً لضمان أمنها فيه؟ من سيمنعها عن فعل ذلك، في تلك الحالة؟ التخلّي عن الأراضي هو تغيير لقواعد السلوك العالمي كلّها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار