عندما يحين "وقت الجدّ"... هذا ما ستسمعه إيران من البابا فرنسيس! | أخبار اليوم

عندما يحين "وقت الجدّ"... هذا ما ستسمعه إيران من البابا فرنسيس!

انطون الفتى | الأربعاء 01 يونيو 2022

مصدر: تسعى طهران لزيادة صداقاتها وللتقليل من مشاكلها

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

نقل مدير الحوزة الدينية في إيران علي رضا أعرافي، رسالة شفهيّة من مرشد "الجمهورية الإسلامية" علي خامنئي، الى "الحبر الأعظم" البابا فرنسيس، وذلك على هامش مشاركته (أعرافي) في حفل لإحياء ذكرى الخميني في روما.

 

جسور

وبين مضامين ما تضمّنته الرسالة من توقُّع إيراني بأن يساهم البابا فرنسيس في الدفاع عن الشعب الفلسطيني واليمني (مع أن البابا والفاتيكان يُطالبان أصلاً، وكما دائماً، بحفظ حقوق كل الشعوب، وبضرورة حلّ النّزاعات بطُرُق سلمية، وهو ما لا يتوافق مع السياسة الإيرانية)، ربط بعض المراقبين الرسالة بمحاولة إيرانية لمدّ مزيد من الجسور مع الغرب، في لحظة إيرانية حرِجَة، تتأرجَح بين تعثُّر اختتام مسار فيينا بسلام، وتصاعُد الاحتجاجات الشعبية من جراء الغلاء، في الداخل الإيراني.

 

تحت السيطرة

وبتعبير آخر، يحاول النّظام الإيراني الإيحاء بأن كل شيء على ما يرام، وبأن كل شيء تحت السيطرة، وبأنه قادر على التواصُل مع الجميع شرقاً وغرباً، وذلك جنباً الى جنب العزف على وتر تحسين العلاقات المسيحية - الإسلامية، التي وردت إشارة ترتبط بها، في الرسالة الإيرانية تلك، عبر الإشادة بمواقفه (البابا فرنسيس) الهادفة الى تحسينها (العلاقات بين المسيحية والإسلام).

 

لا شرعيّة

وفي سياق متّصل، علّق مُراقِبون على ما أُعلِنَ من جانب الوفد الإيراني، عن أن البابا فرنسيس يؤيد تصريحات علي خامنئي، مؤكّدين أنه من المستحيل حصول ذلك، خصوصاً أن القاعدة الإيديولوجية التي ينطلق منها الفاتيكان في عمله السياسي، تختلف عن تلك التي تتحكّم بما هو موجود في طهران، بنسبة مليار في المئة، وليس مئة في المئة، فقط.

وشدّد هؤلاء على أن الفاتيكان يُبقي على تواصله "المدني" مع الإيرانيّين، كما مع غيرهم حول العالم، بما يدعو دائماً الى إرساء السلام العالمي. ولكن عندما يحين "وقت الجدّ"، أي في حال برزت الحاجة الى اعتماد لغة إيديولوجية، فإن لا طرف دولياً صارماً أكثر من بابا روما على هذا الصّعيد، وهو ما سيدفع البابا الى إسماع الإيرانيين الأمور بكلام مباشر، وهي أن لا شرعيّة كنسيّة مُمكِنَة لا اليوم، ولا غداً، ولا في أي يوم من الأيام مستقبلاً، للحروب الميليشياوية المُتوالَدَة، كطريق للدّفاع عن "المُستضعفين".

 

خطوط

لفت مصدر مُطَّلِع الى أن "إيران، ومن خلال رسالتها الشفهيّة، تحاول أن تفتح مزيداً من الخطوط لها في العالم، وذلك بموازاة خطوطها التي لا تزال مفتوحة حتى الساعة، مع الولايات المتحدة الأميركية، والتي لم ولن تُقفَل يوماً، مهما تعثّر الاتّفاق النووي".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "في عزّ الشّعور بعَدَم القدرة على الإمساك بأي خيط فعلي، تسعى طهران لزيادة صداقاتها، وللتقليل من مشاكلها، وذلك بمعزل عن القدرة أو عَدَم القدرة على النّجاح في ذلك".

 

معايير

ورأى المصدر أن "تلك الجسور الإيرانية قد تنعكس على لبنان والمنطقة بشيء، ولكن بطريقة غير مباشرة. فهي محاولات لتحقيق بعض الأهداف والمصالح الإيرانية أوّلاً، عبر العزف على أوتار التنسيق المسيحي - الإسلامي العالمي، في الوقت الذي تمرّ فيه علاقات الدول الغربية مع الدول العربية الخليجية بشيء من الفتور، بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، والاصطفاف العربي الى جانب موسكو فيها، وإن كان ذلك بطريقة غير مُعلَنَة".

وختم:"أي حوار هو جيّد بحدّ ذاته. ولكن لا يُمكن للنظام الإيراني أن ينجح في شيء، سواء مع البابا فرنسيس، أو مع غيره، لأن هذا النّظام يفتقر الى المعايير الواضحة في العمل. والمثال الأبرز على ذلك، هو رفضه (النّظام الإيراني) الاعتراف ببطولات المقاومة الأوكرانية للروس، وبحقّها في الدّفاع عن أرضها، وذلك رغم أنه (النّظام الإيراني) يصوّر نفسه على أنه نظام مقاومة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار