المعركة المُنتَظَرة قاسية جدّاً فهل يسقط لبنان تحت خطّ النار؟! | أخبار اليوم

المعركة المُنتَظَرة قاسية جدّاً فهل يسقط لبنان تحت خطّ النار؟!

انطون الفتى | الخميس 02 يونيو 2022

شحيتلي: نتّجه الى نظام عالمي جديد مُتعدِّد الأقطاب

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

العالم يتغيّر، والمنطقة أيضاً، منذ ما قبل اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، بأشهر، فيما ظهّرت وتظهّر تلك الحرب، ما في الخفايا.

 

جَدَل

فمُعطيات كثيرة تُفيد بتزايُد التعديلات والتعقيدات التي تدخل الى التحالفات والعلاقات الأميركية - الخليجية التقليدية، وسط ارتفاع بحدّة الجدل في الأروقة الإقليمية والدولية حول الضّمانات الأمنية الأميركية لدول الخليج العربي، الغاضِبَة من الولايات المتحدة الأميركية، بسبب مُهادنتها لإيران وعَدَم رغبة واشنطن بكَسْر طهران بحسب "المُشتهى" الخليجي العربي، سواء في حرب اليمن، أو في منطقة الخليج، والمشرق العربي.

 

ضمانات

وما سبق ذكره، يدفع بعض المراقبين الى طرح أسئلة حول آفاق تطوّر العلاقات بين دول الخليج العربي من جهة، وروسيا والصين، من جهة أخرى، وتلاقي المصالح التجارية والنفطية والاستثمارية في ما بينها، والقدرة على ترجمتها بعيداً.

فأكثر من خبير في الشؤون الدولية، يؤكّد أن ما لم تحصل عليه الدول الخليجية من واشنطن، على مستوى كَسْر إيران يمنياً وإقليمياً، لن تنجح في الحصول على ضمانات بشأنه لا من موسكو، ولا من بكين، لسبب بسيط، وهو أن إيران تبقى الحليف الأساسي للصينيّين والروس، على خطّ تصارُعهم العام مع الغربيّين، وهي (إيران) ليست مجرّد طرف إقليمي يُمكن تطويقه أو تغيير سلوكياته باتّفاق من هنا، أو بتلاقي مصالح، من هناك.

 

أوروبا

أوضح اللواء الرّكن المتقاعد عبد الرّحمن شحيتلي أن "الحرب في أوكرانيا لن تقف عند حدود الأراضي الأوكرانية، كما يبدو. فالروس يثبّتون أقدامهم في الشرق الأوكراني حالياً، تمهيداً للتوسّع أبْعَد من هناك".

وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "تبيّن للروس في خطّتهم الأولى، وهي الهجوم السريع والكبير على كامل الأراضي الأوكرانية، أنهم شتّتوا قوّاتهم، وعجزوا عن تحقيق أهدافهم. فعادوا الى تركيز أنفسهم بقاعدة قويّة في الشرق، تمهيداً للانطلاق من هناك بعملية تقدّم تدريجي، لقضم الأراضي الأوكرانية كلّها، وصولاً الى أوروبا".

 

تركيا

وأشار شحيتلي الى أن "الأميركيين، ومن خلال مساعدتهم للأوكرانيين، يريدون تأخير روسيا عن الوصول الى أبواب أوروبا، وتمكين الدول الأوروبية من اكتساب الوقت الكافي لتطوير قواها الدفاعية الذاتيّة، وللوقوف في وجه روسيا بميزان قوّة أوروبية مشتركة، ومُتعادِلَة مع القوّة العسكرية الروسية".

وأضاف:"يرفض الأميركيون إرسال أي جندي أميركي ليموت في أوروبا، ولكنّهم يدعمون تطوير القوى الأوروبية. وسيُصبح حلف "الناتو" القوّة التي ستنبثق منها القوّة الأوروبية المشتركة. وأمام هذا الواقع، نرى أن تركيا خارج اللّعبة. فلن يكون بمقدور أوروبا إرسال جيوش لتدافع عنها (تركيا)، رغم أنها (تركيا) تتمتّع بحدود كبيرة مع روسيا. كما أن أنقرة لن تتمكّن من مواجهة موسكو لوحدها، ولذلك ستبحث عن حلفاء آخرين".

 

لبنان

ورأى شحيتلي أن "الأتراك سيعودون الى مخطّطهم القديم، وهو مشروع "الجامعة الإسلامية" التي تمتدّ من تركيا الى السعودية. وسيشكّل هذا الشريط قوّة جديدة مشتركة. ونلاحظ الى أي مدى تحسّنت العلاقات التركية - الإسرائيلية، وكيف تتعمّق التحالفات العربية - الإسرائيلية، بموازاة الانفتاح التركي على الدول العربية بشكل كبير، والمصالحة القطرية مع السعودية، ومع دول الخليج العربي".

وتابع:"إذا لم تتقارب إيران مع العرب وتركيا، فسيكون الأتراك والعرب وإسرائيل في تحالف شرق أوسطي قائم بذاته، وحليف للغرب، مقابل تحالف شرق أوسطي آخر، هو إيراني، وحليف للصين ربما. ومن يثبّت أقدامه في سوريا والعراق ولبنان، هو الذي سينجح في تقوية تحالفه أكثر. والتهديد التركي بدخول شمال سوريا، هو جدّي، وقد لا تكون أهدافه البعيدة هي الوقوف عند الشمال السوري فقط. أما الخشية الكبرى، فهي أن يسقط لبنان تحت أرجُل الخيول".

 

العملة

ولفت شحيتلي الى أننا "نتّجه الى نظام عالمي جديد، مُتعدِّد الأقطاب، هو نظام تحالفات أو أمبراطوريات جديدة. وهذه التحالفات هي التحالُف الأوروبي الصّديق والشريك لواشنطن، والذي سيُقابله التحالُف الروسي المُكوَّن من روسيا، والدّول الصّغيرة التي ستنجح موسكو في ضمّها الى أراضيها مجدّداً، مع الدّول والقوى التي تشارك وستشارك الروس بحروبهم في أوروبا مستقبلاً، كالشيشان مثلاً، وغيرها. فضلاً عن تحالُف الشرق الأقصى، بزعامة الصين، والذي سيضمّ القوى الحليفة لبكين. بالإضافة الى تحالُف شرق أوسطي، قد ينقسم الى تحالُفَيْن، أحدهما لتركيا والعرب وإسرائيل، والثاني لإيران".

وختم:"سيُحارب الجيش الأوكراني روسيا، وسيؤخّر وصولها الى أوروبا، مُمكِّناً بذلك الدول الأوروبية من استكمال تجهيز جيوشها. أما التحالفات العالمية الجديدة التي ستُبصر النور، فهي ستكون سياسية - اقتصادية - عسكرية، وستعتمد كلّ واحدة منها العملة المُناسِبَة لها، كعامل مُوجِّه للتحالُف، وللتكامُل الاقتصادي، والعسكري، والسياسي، في ما بين دولها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار