هل تُصبح قطر "الرّاعي الرّسمي" للمصالح الأميركية - الإيرانية في لبنان؟! | أخبار اليوم

هل تُصبح قطر "الرّاعي الرّسمي" للمصالح الأميركية - الإيرانية في لبنان؟!

انطون الفتى | الخميس 02 يونيو 2022

الحجار: عندما تقتنع إيران بأن دولنا تتمتّع بسيادة كاملة فعندها لا مشكلة لدينا معها

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

الحرية، والسيادة، والاستقلال، لا تكتمل إلا بتحقيق مصالح لبنان. وقد يكون الانفتاح "السيادي" على إيران مستقبلاً، أحد الطُّرُق المسهّلة لهذا المسار.

 

طبيعي

كل الدول تبحث عن تحقيق مصالحها، وهذا أمر مشروع، ومطلوب. وإذا نظرنا الى ما حولنا في المنطقة، نجد أن الجميع، وبمن فيهم أصدقاء وأشقّاء لبنان، يغيّرون، أو يعدّلون، أو يُعيدون توجيه، تحالفاتهم وعلاقاتهم وصداقاتهم، الغربيّة والشرقيّة، بأولوية واحدة، وهي تحقيق مصالحهم الذاتيّة أولاً، ودون الأخذ في الاعتبار إذا ما كان ذلك سيكون مُفيداً بالضّرورة، أو مطلوباً أصلاً، لما هو خارج حدودهم الخاصّة. وهذا أكثر من طبيعي، ويحقّ لهم بذلك.

 

توازُن

وأمام هذا الواقع، نجد أنه ربما حان الوقت لاعتماد نهج مختلف، لدى المعارضة "السيادية"، في الطريق لتحقيق استقلال لبنان، تدريجياً، وببرامج المدى القريب، والمتوسّط، والبعيد.

قطر. هي إحدى أهمّ الدول في منطقتنا، بعلاقاتها القويّة والمتينة مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب من جهة، ومع الشرق من جهة أخرى، ومع العرب وإيران أيضاً. ولن يكون صعباً على الدوحة، التي تنجح في رعاية المصالح الأميركية في أفغانستان (حيث التعقيدات الكثيرة)، أن تشكّل ضامناً للمصالح الأميركية - الإيرانية في لبنان، بتوازُن في ما بين الطرفَيْن.

 

لهجة مقبولة

فبحسب بعض المراقبين، تمتلك الدوحة، بسياستها الإقليمية الهادئة، وبلهجتها المقبولة لدى طهران، والبعيدة من لغة التحدّي، الأدوات اللازمة، والمقدّرات المطلوبة، لإسماع الإيرانيّين أن لبنان يحوي من لا يمتلكون السلاح الإيراني على أرضه فقط، ومن يُمكنهم أن يكونوا أصدقاء لطهران، و(وإسماعهم) أنه سيكون مُفيداً لإيران، كما للمنطقة عموماً، اعتماد نهج إيراني مختلف في بيروت، عن ذاك المُعتمَد في دمشق مثلاً، أو في بغداد.

وهذا قد يساعد في "الإفراج" عن لبنان، ولو جزئياً في البداية، لينطلق في فضاء "صندوق النّقد الدولي"، وترسيم الحدود الجنوبية البحرية، وتأمين الكهرباء، واستعادة بعض الثّقة به، بموازاة المساعدة على ضبط الحدود.

 

مصالح

قد تكون تجربة "اتّفاق الدّوحة" 2008 غير مشجّعة، على مستوى أنها تُظهر بوضوح أن لا قدرة لأحد، ولا حتى لقطر نفسها، على سَحْب أي شيء من إيران، لا تريد تلك الأخيرة أن تُفرج عنه.

ولكن الظّروف تغيّرت عمّا كانت عليه قبل 14 عاماً. وإيران 2008، هي غير إيران 2022، كما يؤكّد بعض الخبراء، إذ باتت جاهزة لنقاشات من نوع آخر، مهما أظهرت طهران العكس، خصوصاً أن لعبة المصالح هي التي تتحكّم بكلّ شيء، في النّهاية.

 

لبنان أوّلاً

شدّد النائب السابق محمد الحجار على "حاجة لبنان الأساسية لتقديم المصلحة الوطنية على كلّ ما عداها، ولأن يتمتّع بأفضل العلاقات مع محيطه العربي، وتحديداً الخليجي، طبعاً مع الاحتفاظ بأفضل العلاقات مع دول العالم، انطلاقاً من مصلحة لبنان أولاً".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "صراع محاور واضح يحصل في المنطقة العربية، وسط مشروع إيراني يأخذ لبنان والساحة العربية رهينة لمصالحه. وأمام هذا الواقع، يبقى دورنا هو كيف يمكننا أن لا نضيع في هذا الصراع، وبين المشاريع التي تتزاحم في المنطقة".

 

"شطارة"

وأكد الحجار "ضرورة أن يُدرك لبنان بدقّة، كيفية التعاطي مع كل الأطراف المؤثَرة. فقطر لها دورها الإقليمي، وعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية، وإيران. ولكن "الشطارة" هي في كيف يمكننا أن نستفيد من هذا الدور، بما يحفظ عروبتنا، ويخرجنا من أزماتنا، ويحافظ على صداقاتنا الخليجية الأخرى أيضاً".

وأضاف:"العالم كلّه تقريباً يرغب بمساعدتنا، وبتسهيل طريقنا لبرنامج مع "صندوق النّقد الدولي". ولكن يتوجّب علينا أن نقوم بالإصلاحات المطلوبة، التي تتردّد بتكرار على ألسنة كلّ من يريد الخير للبنان. وهذا ما لا يحصل حتى الساعة، ولا شيء يبشّر بالخير، مع الأسف".

 

جاليات

وردّاً على سؤال حول ضرورة تشكيل جبهة "سيادية"، منفتحة على إيران، وقادرة على التواصُل معها، أجاب الحجار:"لا أحد يصنّف إيران على أنها دولة عدوّة. ولكن مشكلتنا معها، هي أنها تبحث عن مصالحها في المنطقة العربية، على حساب المنطقة العربية، والعرب. وهي تتعامل مع المسلمين الشيعة العرب، كما لو كانوا جاليات إيرانية تابعة لها في العالم العربي، وتعمل لحسابها. وهنا خلافنا الأساسي معها".

وختم:"عندما تقتنع إيران بأن دولنا تتمتّع بسيادة كاملة، فعندها لا مشكلة لدينا معها. ولكن المهمّ هو أن تقتنع هي بذلك، وأن توقِف مشروعها الذي يؤسّس لفتن في المنطقة العربية عموماً".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار