ماذا عن "تسميم" وملاحقة المعارضين كطريق للنّظام الجديد... و"العظيم"؟! | أخبار اليوم

ماذا عن "تسميم" وملاحقة المعارضين كطريق للنّظام الجديد... و"العظيم"؟!

انطون الفتى | الجمعة 03 يونيو 2022

مصدر: الخوف هو من نظام هيمنة عالمية تحت إسم "النّظام العالمي الجديد"

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل يكفي تحالُف "المنتقمين" من الغرب، ومن الولايات المتحدة الأميركية، أو أولئك الذين يسعون الى الانتقام منهما، للحديث عن نظام عالمي جديد، يُطلق العنان للقوّة الروسية - الصينية الضّاربة؟

 

حماسة

وهل يجب أن نتحمّس لمثل هذا النّظام الجديد، حتى ولو كان لا يهتمّ أصلاً بحاجات الشّعوب والدول الفقيرة، وتلك التي تحتاج الى مساعدات هائلة على المستويات كافّة، فيما لا قدرة لموسكو على تقديم أي شيء على هذا الصّعيد، وبينما لا تعمل بكين في الدول الفقيرة إلا بما يحقّق أهدافها الخاصّة، وينمّي اقتصادها الذاتي، حصراً؟

 

بديل

طبعاً، لا نقصد بكلامنا هذا أن الولايات المتحدة الأميركية "قدّيسة"، لأنها ليست على تلك الحالة، ولا هي نجحت أو أظهرت استماتة في يوم من الأيام، لحلّ مشاكل الفقر والجوع حول العالم. ولكن من يريد أن يتحدّث عن تأسيس نظام عالمي جديد، أو أن يتحمّس له، يتوجّب عليه أن يكون بديلاً صالحاً من واشنطن، ومن الغرب، للنّجاح في مثل تلك المهام.

 

إيديولوجيا

فمن يبني النّظام العالمي الجديد، فيما الشرق نفسه بألف رأس، حيث ذاك الذي يميل نحو الإلحاد مثل الصين، أو الى "الإيمان المُلحِد" (المُستثمِر في الدّين لأهداف سياسية) مثل روسيا، أو الى التديُّن السياسي والعسكري (أنظمة كثيرة ومتعدّدة الأوجُه في الشرق الأوسط)...؟

فما سبق ذكره، يؤكّد أن لا حاضنة إيديولوجية قادرة على توحيد الشرق ضمن إطار مُتجانس، يسمح له بقيادة العالم. فهذه المنطقة من العالم تحتاج الى أن تتّفق على إطار إيديولوجي واحد، يسمح لها بالتكامُل السياسي والاقتصادي والعسكري أوّلاً، كطريق لتأسيس نظام عالمي جديد، يكون بديلاً من "العصر الأميركي"، أو "العصر الغربي".

 

تعليب

وانطلاقاً ممّا سبق، هل يكفي اعتماد الدولار الأميركي كـ "عدوّ"، والغرب كلّه معه، للنّجاح في حُكم العالم بنظام بديل؟ ومن هو ذاك "الشرقيّ" الذي يعمل على حمل الأمن، والأمان، والغذاء، والدواء،... الى فقراء هذا العالم، كهدف من أهداف النّظام العالمي الجديد؟

 

تذويب

وماذا عن ثقافة تسميم، وقتل، وملاحقة المعارضين والأعداء في الشرق؟ فهل هذا هو الطريق للنّظام العالمي الجديد "العظيم"، والبديل من العصر الأميركي والغربي؟

وماذا عن تعليب الآراء والأفكار والمواهب في الشرق، وتسخيرها لخدمة الدّعاية للنّظام، وللسلطة، والدولة، وذلك بدلاً من إطلاق العنان للإبداع؟ فهل هذا هو النّظام العالمي الجديد الذي يتوجّب أن نتحمّس له؟

 

الكبت الشعبي

أوضح مصدر واسع الاطلاع أن "النّظرة الروسية والصينية تجاه النّظام العالمي، تختلف كلياً عن النّظرة الأميركية والأوروبية له".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الصين، ومهما أظهرت تقدّماً وتطوّراً، إلا أنها تبقى دولة شيوعية. والنّظام العالمي الجديد الذي تحلم به، هو ذاك الذي يندرج ضمن إطار النّظام الشيوعي، والكبت الشعبي، واستعمال الناس لخدمة نظام الحكم".

 

خوف

وشدّد المصدر على "وجوب الحَذَر من أن الاقتصاد الصيني هو اقتصاد مُوجَّه، فيما (الاقتصاد) الروسي ليس حرّاً تماماً، وهو ممسوك بقبضة حديدية، لا سيّما خلال السنوات الأخيرة. فموسكو توجّه اقتصادها ليكون مُتوافِقاً مع اقتصادات دول ذات أنظمة شيوعية أو اشتراكية، أو "مُمانِعَة"، أو غير ديموقراطية عموماً، أي بعيداً من بيئة النموّ في الأنظمة الديموقراطية، وفي دول الاقتصاد الحرّ".

وأكد أن "لكلّ تلك الأسباب، لا يمكن الحديث عن عولمة روسية - صينية، ولا عن نظام عالمي جديد بقيادة موسكو وبكين، يمكنهما أن يشكّلا بديلاً من الغرب. والخوف كلّ الخوف، هو من تأسيس نظام هيمنة عالمية جديدة من قِبَل روسيا والصين، على شعوب الدول الفقيرة والضّعيفة، كما على شعوب الدول التي تُعادي الولايات المتحدة الأميركية والغرب، وحيث يكون القرار للديكتاتور الواحد، وذلك تحت إسم "النّظام العالمي الجديد".

 

انتصار؟

وأشار المصدر الى أن "روسيا خسرت حربها على أوكرانيا، إذ بعد 100 يوم من العمليات العسكرية، لم تنجح موسكو في إسقاط نظام الحُكم هناك، ولا في السيطرة على القرار الأوكراني، ولا في احتلال كييف، بينما كانت هذه أهدافها الحقيقية والرئيسية، عندما بدأت حربها في شباط الفائت".

وختم:"أي حديث عن انتصار روسي في أوكرانيا، هو من دون قيمة، إلا إذا كانت عدوى انتصارات محور "المُمَانَعَة" في حرب تموز 2006، انتقلت الى الكرملين، وأصابت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فبهذا المعنى، قد يتحدّث بوتين عن الانتصار، ويرفع العلم الروسي على خراب ودمار المناطق الأوكرانية التي يحتلّها الجيش الروسي، وعلى جثث الشعب الأوكراني. ولكن هذا ليس نجاحاً يمكّنه من الحديث عن بَدْء نظام عالمي جديد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار