غسّان سكاف جرّاح العمود الفقري... كيف سينقذ جسم الوطن المشلول؟ | أخبار اليوم

غسّان سكاف جرّاح العمود الفقري... كيف سينقذ جسم الوطن المشلول؟

| الإثنين 06 يونيو 2022

 البروفسور الذي فرض معركة نيابة الرئيس


 "النهار"- منال شعيا

النائب غسان سكاف. اسم حفظه اللبنانيون جيداً. الأسبوع الماضي، هو من تبارى في معركة ديموقراطية على منصب نائب رئيس مجلس النواب، وخلال دورتين، من دون أن يحالفه الحظ، لكنه أخذ موقعه، بفرق أصوات ضئيل جداً، وهو الآتي حديثاً الى عالم السياسة.

من الطبّ الى النيابة، ومن دون أن يتكل على أيّ إرث عائلي، وصل رئيس قسم جراحة الأعصاب والدماغ والعمود الفقري في الجامعة الأميركية في بيروت الى الندوة البرلمانية، مطيحاً بسلف له باع طويل في السياسة اللبنانية.

عن معركة انتخاب نائب الرئيس، يقول: "لي علاقات ممتازة بالطائفة الأرثوذكسية. من هنا، أولاً، فكرت بالترشح. وبعدما أجريت بعض الاتصالات مع مستقلين، لمست تأييداً لا بأس به. عندها، توسّعت الاتصالات في اتجاه بعض الأحزاب التي تشبه اقتناعاتي، ولاحقاً، اتجهت نحو التغييرين".

من هنا وُلدت فكرة الترشح. وعن نتيجة المعركة، يعلق: "ثمة فرق 7 أصوات أتت لمصلحة منافسي النائب الياس بو صعب، من المستقلين والتغييرين. هذا تصوّر واستنتاج ولعبة حسابية بسيطة".

هو لا يحب الغوص أكثر في لعبة الانقسامات أو تصويت الكتل. يكتفي بالقول: "ربما منذ الطائف لم نشهد معركة مماثلة كالتي حصلت. وهذا فخر لموقعي المستقل".

في الأساس، هو أراد أن يخوض تلك التجربة منطلقاً من استقلاليته فهو يؤمن بأن من يتولى منصب نيابة رئيس مجلس النواب عليه ألا يأتي من خلفية حزبية ضيقة، بل أن يكون جسر تواصل بين الجميع وعلى مسافة واحدة منهم، ولأنه أراد أيضاً أن يحفظ لمنطقة البقاع مكانتها، مذكراً بأن من سبقه، وهو النائب إيلي الفرزلي ليس الوحيد ابن البقاع الذي تولّى هذا المنصب بل كثر تنقلوا فيه، وأبرزهم أديب الفرزلي وميشال معلولي.

هو البروفسور الذي حقق إنجازات عديدة، وحاز البورد الأميركي والزمالة الملكية الكندية في جراحة الأعصاب والعمود الفقري، فكيف يمكن أن تستهويه السياسة أو أن يقرّر دخول "وحولها"، وخصوصاً في بلد مثل لبنان، وفي فترة زمنية أكثر من حسّاسة، وطنياً وسياسياً ومعيشياً؟!

يعلق: "أعطي نفسي فرصة أخيرة لخدمة هذا الوطن". فهو أيضاً كزملائه الأطبّاء فكّر ملياً بالهجرة وبالعودة الى أميركا حيث كان، "فالوضع الطبّي لا يُحسد عليه في البلاد". وربّما لأنه كان على تماسّ كبير بكمّ من التجارب الطبّية القديمة يدرك جيداً حجم التراجع والمرارة التي يعانيها حالياً عدد كبير من الأطبّاء مع توالي الأزمات والمعاناة على المرضى والجسم الطبّي ككل.

25 عاماً أمضاها سكاف، ولا يزال، في مستشفى الجامعة الأميركية. يعي تماماً أن الكادر الطبّي كله ينزف ولا بدّ من العمل الجدّي للإنقاذ.


انهيار ومسبّبات
لا يحبّذ سكاف الدخول كثيراً في الاصطفافات السياسية، فهو حين ترشّح على "لائحة القرار الوطني المستقل" عبّر عن مواقفه السياسية علناً، حين قال في إحدى المناسبات إن "أخذ لبنان إلى محور آخر مرفوض وسنحاربه بكلّ قوتنا"، وحذر من "الوصول الى الارتطام الكبير بسبب الفساد السياسي الذي أدّى الى هذا الانهيار الاقتصادي والمالي".

وحين فاز، مسقطاً بذلك خصماً قوياً، وشكّل فوزه مفاجأة بقاعية ولبنانية، قال صراحة: "أنا نائب مستقلّ، ولكن هذا لا يمنع أن أنضمّ الى كتلة أو تكتل نيابي لا يكون بعيداً عن اقتناعاتي، وإلا يمكن أن أبقى مستقلاً".

من المناصب "الطبّية" والمهنية التي تولّاها أنه كان مدير تعليم في #مجلس الشرق الأوسط ورئيس اللجنة العلمية في نقابة الأطباء، كما ترشح لمركز النقيب مرّات عدة، وهو فخور جداً بالإنجازات الطبية التي طبعت مسيرته، ولا سيما تلك التي لها علاقة بحالات معيّنة كالشلل الرباعي وكسور في العمود الفقري، بالإضافة إلى حصوله على براءة اختراع في مجالات عدة في جراحة العمود الفقري. أما الهمّ الذي سينقله الى ساحة النجمة فهو: "الفساد والانهيار الاقتصادي أولاً. الانهيار والفساد ملموسان لكننا لم نتوصّل بعد إلى أيّ مسبّب من هذه المسبّبات"، لافتاً الى أن "الكابيتال كونترول بالصيغة التي قدّمت، شرعنة جديدة للقضاء على ما بقي من أموال المودعين".

ليس محسوماً بعد ما إن كان سكاف يمكن أن يتولى رئاسة لجنة الصحّة النيابية، في المعركة الجديدة التي سيشهدها البرلمان الأسبوع المقبل، لكن ما هو مؤكد لديه "أننا وصلنا الى قعر الهاوية. لبنان مهدّد بالزوال ولا نملك ترف التفكير أو التجارب الفاشلة. لا بدّ من استعادة ثقة الشعب اللبناني أولاً وثقة المجتمع الدولي والعربي كي ننهض بالبلد".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار