الغرب يتشدّد في العقوبات وروسيا "تتوحّش" في الحرب... ماذا بَعْد؟! | أخبار اليوم

الغرب يتشدّد في العقوبات وروسيا "تتوحّش" في الحرب... ماذا بَعْد؟!

انطون الفتى | الإثنين 06 يونيو 2022

عجاقة: موسكو ستخرج خاسرة على صعيد الاستثمارات وتآكُل الثقة الدولية بها

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

عقوبات كثيرة، وقاسية، ولكنّها غير فعّالة بما يكفي حتى الساعة (كما يبدو في الظّاهر على الأقلّ)، لوقف الهجوم الروسي المتوحّش على أوكرانيا، والذي يقتل ويجرح ويدمّر ويهجّر، بعدد الثواني والساعات.

 

صامدة

فروسيا تكتسب مزيداً من الأوراق التي تمكّنها من الإمساك بالكرة الأرضية كلّها في أيديها، وليس بأوكرانيا وحدها، وتجعلها (روسيا) قادرة على القتال في أوروبا الشرقية، وربما في غيرها بعد وقت قليل، لسنوات. ومن بين تلك الأوراق، "المسروقات" الروسية من الأراضي الأوكرانية، على مستوى السّلع الزراعية والمعادن، والتحكّم باستعمالها، مع ما لذلك من نتائج على ارتفاع الأسعار عالمياً، وزيادة احتمالات حدوث مجاعات.

الأوكرانيون يدافعون عن أنفسهم وعن بلدهم ببطولة. والغربيّون يشدّدون عقوباتهم على روسيا، على قدر المُمكن لهم ولبلدانهم ولشعوبهم. أما موسكو، فهي صامدة في القتال والقتل والتدمير والتهجير.

 

ثغرة

لفت الباحث في المجال الاقتصادي، والأستاذ الجامعي البروفسور جاسم عجاقة، الى أن "ممّا لا شكّ فيه هو أن الثّغرة الغربية الاستراتيجية في حرب أوكرانيا، هي أن الغرب لم يحسب حساباً فعّالاً لمفاعيل الصّراع على المواد الغذائية، والقمح، منذ وقت سابق".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "من الواضح أن الغرب كان يمكّن أوكرانيا من الوقوف في وجه روسيا عسكرياً، منذ عام 2014. ونتيجة ذلك تظهر من خلال أنه رغم مرور أكثر من 100 يوم على الحرب، إلا أن موسكو عاجزة عن السيطرة إلا على جزء محدود من الأراضي الأوكرانية، بالوسائل العسكرية الروسية. ولكن تُرِكَت الأمور كما هي، تقريباً، على مستوى تبعيّة بعض مناطق ودول العالم للقمح الروسي والأوكراني، ومن دون إيجاد مخرج ملموس لأمر واقع قدرة موسكو على الإمساك بمحاصيل أوكرانيا الزراعية".

 

ورقة

وأشار عجاقة الى أن "موسكو لعبت ورقة السيطرة على الأراضي الأوكرانية الخصبة، والأكثر إنتاجاً من الناحية الزراعية، وهي تلك الموجودة على الحدود مع روسيا، ومع بيلاروسيا. كما أنها ضغطت على منطقة نهر دنيبرو، بما أثّر على طُرُق نقل السلع والبضائع الأوكرانية الى البحر الأسود، لتصديرها في ما بَعْد. كما هاجم الروس المدن الأوكرانية الموجودة على البحر، والتي تحوي المؤسّسات الصناعية الأوكرانية، وذلك بهدف تحويل أوكرانيا الى دولة فاشلة اقتصادياً. ولكن كييف لا تزال تتلقّى مساعدات هائلة من الغرب".

وأضاف:"المخازن الأوكرانية ممتلئة بالقمح حالياً. وبدأت الأصوات تعلو، مُطالِبَةً الأمم المتحدة بالتحدّث الى روسيا، في هذا الشأن. وهذا يمنح موسكو ورقة مناقشة سياسية معها، في حرب أوكرانيا، على خلفيّة الغذاء والقمح".

 

اختبار

وعمّا إذا كان ذلك يعني أن أوكرانيا والغرب خسرا الحرب لصالح روسيا، أجاب عجاقة:"حتى ولو توقّف القتال اليوم، وبالشروط الروسية، إلا أنه لا يمكن لروسيا أن تربح. فموسكو ستخرج من الحرب خاسرة على صعيد الاستثمارات، والاحتياطي الإلزامي، وتآكُل الثقة الدولية بها. هذا فضلاً عن خسارة أساسية للروس، وهي أن الأوروبيين لن يكونوا رهينة لمصادر الطاقة الروسية، بعد الحرب الروسية على أوكرانيا. هذا مع العلم أن الدول الأوروبية أمام تحدٍّ كبير حالياً، وهو استكمال تجهيز مخزونها من مصادر الطاقة، من الآن ولغاية تشرين الثاني القادم، منعاً لحدوث أزمات كبرى خلال الشتاء القادم، في المنازل والشركات، من باب الصّقيع والبرد".

وتابع:"تُفيد بعض التحليلات ووجهات النّظر العالمية بأن حرب أوكرانيا تسمح للولايات المتحدة الأميركية بإجراء اختبار استنزاف للاقتصاد الروسي، الذي يحتلّ المرتبة 11 عالمياً، بطريقة أو بأخرى، لمعرفة آفاق أي حرب استنزاف اقتصادية على الاقتصاد الصيني مستقبلاً، الذي يحتلّ المرتبة 2 عالمياً، وذلك في ما لو هاجمت بكين تايوان. فحرب أوكرانيا، واستنزاف روسيا اقتصادياً فيها، قد تسمح للغرب بتحسين "سيناريوهات" أي حرب اقتصادية مع الصين، في المستقبل".  

وختم:"التسليم باحتلال أراضٍ، حتى ولو كانت (تلك الأراضي) تابعة للمحتلّ تاريخياً، يفتح المجال أمام الدّول لتتبادل نَهْش بعضها البعض. ومن هذا المُنطَلَق، يتركّز التوجُّه الدولي على أنه في حال وجود غالبية سكانية في منطقة معيّنة، داخل بلد معيّن، تابعة لدولة أخرى على الحدود، تاريخياً، فإنه لا بدّ من اتّباع نهج يُتَّفَق عليه، ضمن عملية انتقال سلمية واضحة، وطويلة الأمَد، تمنحهم الاستقلال، وبموافقتهم. ويكون ذلك بعيداً من القوة العسكرية، وبما يمنع تغيير مصير البلدان وجغرافيّتها، بالفوضى العسكرية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار