الواقع السُّني ورئاسة الحكومة... حذار من شخصية مستوردة! | أخبار اليوم

الواقع السُّني ورئاسة الحكومة... حذار من شخصية مستوردة!

عمر الراسي | الثلاثاء 07 يونيو 2022

الواقع السُّني ورئاسة الحكومة... حذار من شخصية مستوردة!
لـ profil سياسي واقتصادي واخلاقي وفكري ينال ثقة كل الطوائف

عمر الراسي - أخبار اليوم"

لا ينفصل ملف تكليف رئيس للحكومة العتيدة عن الواقع السُّني، لا سيما بعدما أفرزت الانتخابات – التي جرت للمرة الاولى دون تيار المستقبل وآل الحريري- تحولات كثيرة على المشهد التمثيلي، دون ان تفرز زعيما او قائدا.
في المقابل، لم تعكس ارقام الاقتراع جوا من المقاطعة، بل كانت متقاربة للدورات الانتخابية السابقة، لكن نتائج المقاعد الـ27 توزعت على اربع مجموعات: نحو 10 نواب يدورون في فلك المستقبل و 14 آذار سابقا، و8 نواب سنة من حلفاء قوى 8 آذار، فيما توزع نحو 9 نواب بين مستقلين وتغييريين.
ويرى الوزير السابق رشيد درباس، عبر وكالة "أخبار اليوم" انه في الازمات التي ضربت لبنان عبر التاريخ كان العقلاء -الذين يعتبرون انفسهم مسؤولين عن ثبات الدولة واستقرارها - يلجأون الى رجال الدولة الكبار لترميم الصدأ واجتياز المراحل الصعبة. لذلك كانت الاسماء التي تطرح لرئاسة الحكومة معروفة انطلاقا من رصيدها الوطني ومواقفها الواضحة وقدراتها.
ويضيف درباس: كان يحصل احيانا خروج عن هذا الواقع حين يكون هناك مشروع يجب ان يستند على رؤية على غرار ما حصل بين الرئيس الراحل الياس سركيس والرئيس سليم الحص حين طرحت رؤية مختلفة عما كان سائدا اثناء الحرب وكان وقتذاك لا بد من مرحلة انتقالية لا بد لشخصية مخضرمة ناضجة ان تملأها بميزانها وان لم يكن لديها شعبية، فوقع الخيار على الحصّ الذي بادائه الراقي الذي مارسه خلق شعبية له.
ويأسف درباس الى ان الكلام يأتي راهنا بطريقة مختلفة، لان هناك من اعتبر ان انكفاء رؤساء الحكومات السابقين عن الترشح يعني ان الطائفة السنية اصبحت مستباحة، ولكن في المقابل الطائفة كانت قد ردت على هذا الظن او التكهن بطريقة لافتة للنظر، بمعنى ان البعض توقع ان تستنكف الطائفة السنية ويجلس ابناؤها في بيوتهم لكن تبين ان نسبة الاقتراع لم تقل عن سابقاتها، ما تغير ان نتائج الانتخابات كانت مغايرة لكل ما هو متوقع. حيث ان التغييريين الـ13 ، خمسة منهم سنة ومنهم من فاز بالاصوات التفضيلية وليس بالحواصل، وتحديدا في بيروت، وكذلك في صيدا حيث فاز النائبان اسامة سعد وعبد الرحمن البزري لم ينتسبا الى الاستقطاب السياسي. هذا يدل على ان الصوت السُّني اكد ان هذه الطائفة لا زالت موجودة كطائفة تمارس الدور الوطني والتلاقي لانه باصواتها حصل تغيير في البرلمان ما كان احد يتوقعه.
ويتابع: على الرغم من ان الامر مؤشر على حيوية الطائفة الا انه في الوقت عينه انذار ان لا يستسهل احد هذه الفترة فيتم تكليف رئيس حكومة من "المجهولين" او "المستتبعين" او "الطيعين".
ويقول: تكليف رئيس حكومة "مستورد" سيؤدي الى نتيجتين سيئتين:
اولا: قد يعتبر عند الطائفة السنية وبقية الطوائف ان الامر استهزاء بمكون اساسي من مكونات البلد.
ثانيا: يجب ان ننظر ليس فقط الى مدى تمثيل رئيس الحكومة لدى السنة، بل الى مدى ايحائه بالثقة للبلد ككل انطلاقا مما لديه من بروفيل profil سياسي واقتصادي واخلاقي وفكري والتجربة وبالتالي ينال ثقة كل الطوائف.
ويختم درباس محذرا من تكليف حكومة على قاعدة تمرير اربعة اشهر من اجل انجاز ما لم ينجز خلال اربعة سنوات، فان الامر سيكون دليلا على مزيد من التقهقر والتدهور وتعقيد المسائل.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة