لا وألف لا... لبنان ليس "مقاومة الشّرق" ولا هو "كرخانة الشّرق"!؟ | أخبار اليوم

لا وألف لا... لبنان ليس "مقاومة الشّرق" ولا هو "كرخانة الشّرق"!؟

انطون الفتى | الأربعاء 08 يونيو 2022

 

مصدر: يحتاج الى أن يجد لنفسه هيكلية جديدة ضمن إطار جديد

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

من المُفتَرَض أن تشكّل الحروب، والأزمات، والثورات... فرصة في الدول "المُحتَرَمَة"، لإعادة رسم السياسات، ولإعادة النّظر بالخيارات، والتحالفات، ولوضع هيكليات اقتصادية وأمنية جديدة. وهذا ما لا بدّ من حصوله في منطقتنا، وفي لبنان تحديداً.

 

من جديد

فلبنان الذي دمّرته مجموعة الأدوار التي أُعطِيَت له سابقاً، بين أن يكون "مقاومة الشرق"، أو مدرسة وجامعة ومستشفى ومصرف... الشرق، وصولاً الى حدّ تباهي بعض "الأصدقاء" بنظرتهم الى بيروت على أنها "كرخانة الشرق"...، وهي أدوار أوصلتنا الى الجوع، والفقر، والمرض...، يحتاج (لبنان) اليوم ليس فقط الى ما يُخرجه من جحيم أزماته، بل الى أن يجد هويّته، والى أن يعرف ماذا يريد من نفسه أوّلاً، قبل أن ينطلق نحو الآخرين من جديد.

 

امتحان

الحرب الروسية على أوكرانيا فضحت الجميع، وفي كل مكان. وهي الامتحان الذي "أهان" الكثير من صداقات لبنان في المنطقة، التي ورغم التحذيرات الدولية المتكرّرة من بُؤَر "مجاعية" موجودة بالفعل، أو مُحتَمَلَة، سواء في لبنان، أو سوريا، أو العراق، أو اليمن، أو السودان، أو ليبيا، أو حتى في بعض مناطق دول المغرب العربي... إلا أننا نجد معظم الدول الغنيّة في منطقتنا ماضية في الاستفادة من الحرب الأوروبية، بما يوافقها هي، وبما يناسب اقتصاداتها حصراً، ومن دون الأخذ في الاعتبار أن بعض مصالحها تؤذي مصالح وحاجات الدّول الأضعف.

 

أموال

يحقّ لكلّ طرف أن يقوم بما يتوافق مع مصلحته. ولكن حان الوقت لنهتمّ بمصالحنا نحن أيضاً.

فهل نحن بحاجة الى أموال الأصدقاء والأشقاء، فقط؟ ومقابل ماذا؟ وماذا عندما تتضارب المصالح في ما بيننا، تماماً كما هو حاصل منذ عام 2015، وحتى اليوم؟ هل نجوع، ونعطش، ونمرض، ونموت، كما هو الحال حالياً؟

 

ماكينة حرب

وهل نحن "الولد المُطيع" الذي يأخذ المال من أبوَيْه، ليلتزم الصّمت، وليكون من دون رأي، أو فكر، أو قدرة على المراقبة، والتحليل، والتمييز؟...

وهل نحن ماكينة حرب مثلاً؟ وهل نحن عاجزون بالفعل عن الوجود، إلا إذا كنّا ساحة دائمة للحروب الإقليمية، أو لـ "البَصْم" الإقليمي؟

لا أحد من الدول الصّديقة لنا في المنطقة "يخجل" من الجوع اللبناني، أو من انهيار الخدمات الاستشفائية والحياتية في لبنان، وذلك رغم أنهم استفادوا منه، لعقود وعقود. فالجميع "آخر همّو"، وهم أحرار في أي حال. وبالتالي، آن الأوان لنجد ذواتنا نحن، ولنؤسّس أنفسنا من جديد، وذلك بعيداً من حنين من يحنّون، الى أزمنة قديمة تبيّن بالخبرة ومع مرور السنوات، أنه لا يُحَنّ إليها، أصلاً.

 

مصادر لبنان

لفت مصدر سياسي الى أن "كل دولة تمتلك موقعاً جغرافياً دقيقاً مثل لبنان، تتعبها المشاكل والعصبيات الداخلية والخارجية، إذا لم تنجح في تحديد دور ثابت لها".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "لبنان بحاجة الى أن يجد لنفسه هيكلية جديدة، ضمن إطار جديد يفرضه على الخارج. فالدّور الجديد الذي نحتاجه هو ذاك الذي يمكّننا من الاحتفاظ بأفضل العلاقات مع الدّول الصّديقة والشقيقة، شرط أن نكون خارج كلّ الأحلاف الإقليمية، حتى ولو كانت عربية".

 

دور كبير

وأكد المصدر أن "لبنان لن ينهض إلا إذا وُضِعَ خارج كل المحاور. ومقدّمة ذلك تبدأ بإيجاد سياسة خارجية جديدة. فهذا أبرز ما سيجعلنا نتقدّم في علاقاتنا مع أركان "العالم الحرّ" أيضاً".

وختم:"رأينا جيّداً كيف نجحت دولة مثل قطر، في استلام المفاصل الأساسية للمنطقة، في مرحلة ما بَعْد الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وذلك نظراً الى نجاحها في نَيْل ثقة "العالم الحرّ" بها على مدى سنوات. طبعاً، قد يكون هذا الدّور كبيراً جدّاً علينا نحن في لبنان. ولكن يُمكننا الوصول الى شيء منه تراكُمياً، على قدر ما ننجح في رسم حالة خاصّة بنا، في المنطقة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار