اللبنانيون "أزالوا" بعض الوجوه "من الوجود البرلماني" ولكن تلك الأخيرة... "لَبْصَة"!؟ | أخبار اليوم

اللبنانيون "أزالوا" بعض الوجوه "من الوجود البرلماني" ولكن تلك الأخيرة... "لَبْصَة"!؟

انطون الفتى | الخميس 09 يونيو 2022

مصدر: يحتفظ المجتمع الدولي بأوراق ليستعملها ضدّ المسؤولين في لبنان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

متى تنتهي ثقافة "اللّبصة" السياسية على قلوب وصدور الناس، في هذا البلد؟ ومن هو المسؤول عن بشاعة الممارسة السياسية في لبنان؟

 

انتصار

فاللبنانيون يقترعون، ويقومون بما يتوجّب عليهم، ويستعملون حقّهم الديموقراطي، فيما تُظهر الأرقام (بغضّ النّظر عن بعض الغشّ ومفاعيله) أن هناك شيئاً مختلفاً خرج من صناديق الاقتراع، لننظر من حولنا ونسمع هذا أو ذاك يُعلنون أنهم انتصروا، وأنهم "جمعوا" أكبر كتلة نيابية، وأنهم يحضّرون لمزيد من الطّعون التي ستمنحهم المزيد من المقاعد، من دون الأخذ في الاعتبار استفزاز مشاعر الذين اقترعوا وغيّروا، وتسبّبوا بـ "تراجُعات" واضحة لهذا "المُنتصِر".

 

"فهموا بقا"

ثقافة "اللّبصة" على قلوب وصدور اللبنانيين مستمرّة، بين تسريب يُفيد بإمكانيّة توزير فلان أو فلان، بعدما خسر الانتخابات النيابية، أو بين من يُنادي بتوزير من هو، أو من هما، أو ربما من هم من فلكه السياسي، أو من حزبه، أو من تياره، أو من هو محسوب عليه، ولو بحدّ أدنى، باستفزاز إضافي لمشاعر الناس، و"عادي عادي"... "عادي".

"يا عمّي فهموا بقا"، أن اللبنانيين اقترعوا لصالح "إزالة" بعض الوجوه والشخصيات "من الوجود البرلماني"، لأنهم لا يريدونهم، ولا يقبلون بهم، ولا يثقون بأنهم يمثّلونهم. فكيف "تتواقحون" بتوزيرهم، على طريقة أن "ما في مشكلة"، فمن يخرج من باب مجلس النواب، يُمكنه أن يدخل من شبّاك مجلس الوزراء؟

 

عصا

متى يبدأ احترام الشعب في هذا البلد؟ وما هي هذه السلطة الوقِحَة، بمعظم مكوّناتها تقريباً، التي "تركّب" صورتها على حساب إرادة الشّعب الخارجة من صناديق الاقتراع؟

وما هي هذه السلطة الوقِحَة التي تتمسّك بعض مكوّناتها ببعض الحقائب الوزارية حصراً، ورغم أنها أوْدَت بها الى "الهلاك" الإنتاجي، وذلك على طريقة "اللّبْصَة"؟

وما هو هذا المجتمع الدولي الذي لا يرفع العصا، حتى رغم أنه رأى، ولَمَسَ، و"تذوّق"... الغشّ الانتخابي "الترهيبي"، وحتى "الترغيبي"، خلال فترة الانتخابات النيابية؟ وما هو هذا المجتمع الدولي الذي لا يُعلن صراحة، ولو عبر مسؤول من الدّرجة العاشرة ربما، في وزارة خارجية إحدى الدول الصّديقة للبنان، عن أنه آن أوان خروج بعض من "لفظتهم" الإرادة الشعبية، من الحياة السياسية، في ما لو أراد هذا البلد أن يتقدّم، ويتطوّر، بصدق؟

 

فساد

كشف مصدر سياسي أن "أوان استخدام العصا الخارجية ضدّ أي مسؤول أو جماعة سياسية لبنانية، يتعلّق بمدى نضوج بعض الظّروف، وبما يُمكن للمجتمع الدولي أن يستفيد به في لبنان، في ما لو هزّ تلك العصا".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "دول الخارج تجذب السياسيّين في البلدان التي تُشبه لبنان، وتسمح لهم بالاسترسال بفسادهم، لتوقعهم في الفخّ. وعندما يسقطون، تبدأ القصّة".

 

الإرادة الدولية

وسأل المصدر:"لماذا لا يضغط المجتمع الدولي لكشف الحقيقة في ملف انفجار مرفأ بيروت مثلاً؟ الجواب بسيط، وهو أن لا مصلحة لديه في ذلك، الآن. ولماذا لم تضغط الدول الغربية، في عزّ فترة الانهيار الاقتصادي والمالي، للإعلان عمّن ساهموا في الانهيار والإفلاس، وللكشف عمّن هرّبوا أموالهم الى الخارج؟ السبب هو أنه لم تَكُن لدى أحد في الخارج، مصلحة بذلك".

وأضاف:"يحتفظ المجتمع الدولي بأوراق كثيرة في يده، ليستعملها ضدّ المسؤولين في لبنان، منها التفاصيل الموثّقة والدّقيقة حول أموالهم المهرّبة. وها ان وقت استعمالها قد حان الآن، بإجبارهم على القبول بالخط 23 لترسيم الحدود اللبنانية البحرية جنوباً، وذلك تحت طائلة فضح فسادهم، وفتح الأبواب المُغلَقَة عليهم، من باب الأموال المنهوبة والمهرَّبَة".

وختم:"مسؤولو السلطة السياسية في لبنان باعوا البلد، وخانوا الجيش اللبناني، وفرّطوا بالسيادة الوطنية، بفسادهم. وحتى إن الحديث عن مساعٍ داخلية لمقايضات ترفع العقوبات الأميركية عن بعض الشخصيات اللبنانية، بأي ثمن، لا يشكّل نقطة في بحر الفساد الكثير الذي يُمكن للمجتمع الدولي أن يكشفه عن مكوّنات السلطة الحاكمة، في ما لو قرّروا أن يُعارضوا الإرادة الدولية في أي شيء".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار