القمح في "سجون" الحرب فهل يشتدّ "لهيب" البحر الأسود في وجه الروس قريباً؟! | أخبار اليوم

القمح في "سجون" الحرب فهل يشتدّ "لهيب" البحر الأسود في وجه الروس قريباً؟!

انطون الفتى | الخميس 09 يونيو 2022

داوود: النزيف قد يسهّل التوصُّل الى تسوية في وقت لاحق

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

طُرُق تزويد أوكرانيا بمختلف أنواع الأسلحة الغربية مفتوحة، وذلك جنباً الى جنب التقدّم الروسي التدريجي في الشرق الأوكراني.

وبين ما يقول إن الغرب يُسلّم بسقوط الأقاليم الشرقية، أو ما يؤكّد العكس، يعيش العالم "حبس أنفاس" على خلفيّة أزمة الغذاء، والحبوب، والقمح، والطاقة، وارتفاع الأسعار.

 

معركة البحر

فروسيا "المُعاقَبَة" غربياً، تريد رفع العقوبات عنها، وفتح الأسواق الغربية أمام سلعها مجدّداً، مقابل "الإفراج" عن الموانىء الأوكرانية المُحاصَرَة. وأمام صعوبة معظم الحلول، في المدى المنظور على الأقلّ، تزداد الشّكوك حول إمكانيّة أن لا تصل أزمة تصدير القمح والحبوب الأوكرانية الى خواتيمها "السّعيدة"، إلا بعد تسريع وتيرة معركة البحر الأسود، وبما يكبّد روسيا خسائر عسكرية ومعنوية إضافية، في الحرب.

 

زيارة

أوضح العميد المتقاعد، وقائد عملية "فجر الجرود"، فادي داوود، أن "حلقات معركة البحر الأسود تتقارب من بعضها، وسط تضارُب في ما بين مصالح مختلف الأطراف المُتصارِعَة فيها. فأوروبا تريده لتأمين السيطرة على خطوط إمدادها بالنّفط والغاز عبره، مروراً برومانيا وبلغاريا، وصولاً الى الدول الأوروبية. فيما ترغب روسيا بالسيطرة عليه، لكونه مياهها الدافئة، وممرّها الى المياه الدافئة في البحر المتوسّط. وإذا فقدت موسكو السيطرة عليه، فإنها ستخسر معنى احتلالها لشبه جزيرة القرم، ولسيطرتها على ميناء سيفاستوبول، بما سيؤثّر على مستقبل قواعدها في اللاذقية وطرطوس على المتوسط".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "عنصرَيْن مهمَّيْن يتحكّمان بأزمة القمح، وبمساعي إيجاد حلول لها. أوّلهما، هو زيارة رئيس السنغال (ماكي سال) روسيا الأسبوع الفائت، وهي الدولة التي لم تأخذ موقفاً سلبياً تجاه روسيا في الأمم المتحدة، منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، وذلك بصفته رئيساً للاتحاد الأفريقي، طالباً الأمن الغذائي لأفريقيا".

وأضاف:"أما العنصر الثاني، فهو الردّ الأميركي على تلك الزيارة، بحديث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبل أيام، عن أن روسيا تسرق الحبوب الأوكرانية، وأن هدفها هو بيعها للرّبح منها".

 

الى رومانيا؟

وشرح داوود:"هذا الاختلاف في المشهد حول أزمة القمح، يكمّل الصّورة المُتضارِبَة حول كل الأزمات العالمية. فالسنغال، وبعدما كانت أكبر قاعدة فرنسية في أفريقيا، بات عدد أفراد الجيش الفرنسي فيها لا يتجاوز الـ 350، وتراجع الحضور الفرنسي فيها بشكل هائل. فهي (السنغال) انتقلت الى الحضن الروسي - الصيني، وصارت الصين ثاني أكبر مورّد لها، وضمّتها الى مبادرة "الحزام والطريق"، فيما باتت روسيا ثالث أكبر مورّد لها".

وأضاف:"تلعب روسيا حالياً لعبة إخضاع الجغرافيا للديموغرافيا، أي لعبة حماية الأقليات الروسية في كل مكان. وبالتالي، إذا أنهى الروس معركة البحر الأسود، وأوديسا، فإنهم سيتنقلون الى رومانيا لحماية شريط يحوي أقليّة روسيّة هناك".

 

استنزاف

وأشار داوود الى أن "الحرب تستنزف موسكو، وقد تستمرّ لأكثر من عام. وهي ستُحسَم لصالح روسيا في الشرق الأوكراني، على الأرجح. ولكن في أي وقت تماماً؟ لا أحد يعلم. فالغرب يدعم أوكرانيا بالسلاح، ليمكّنها من أن تقاتل لسنوات، وهو لا يُسلّم بسقوط شرقها، رغم معرفته بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مستعدّ لكلّ الاحتمالات في سبيل معركة الشرق".

وختم:"حرب أوكرانيا هي الجرح الروسي النّازف. ويستعمل الغرب هذا الجرح لجعل روسيا تنزف أكثر. ومن جرّاء النزيف، قد يسهل التوصُّل الى تسوية في وقت لاحق. ولكن عودة الأمور الى ما قبل شباط الفائت، وانسحاب روسيا من الأراضي التي احتلّتها، باتت صعبة، لا سيّما أن بوتين يعمل للتعويض عن زوال الاتحاد السوفياتي، بتقوية دور روسيا الاتّحادية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار