يريدون الانتقام من أميركا و"دولارها" ولكنّهم "يدمّرون" "صحوننا" وحياتنا!؟ | أخبار اليوم

يريدون الانتقام من أميركا و"دولارها" ولكنّهم "يدمّرون" "صحوننا" وحياتنا!؟

انطون الفتى | الجمعة 10 يونيو 2022

مصدر: هذا يُساهم في حالة "عَدَم اليقين" العالمية وفي التأثير على الأسعار في كل مكان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

على وقع الآثار الكارثية لارتفاع أسعار الطاقة على "صحوننا"، وصحتنا، ومختلف حاجات حياتنا اليومية... يتفاخر المسؤولون الروس بالعائدات الضّخمة التي يجنونها رغم العقوبات الأميركية والغربية المفروضة على روسيا، بعد بَدْء حربها على أوكرانيا، وذلك من جراء ارتفاع أسعار "الذّهب الأسود" عالمياً. وهم يتباهون بأن اقتصادهم ينمو، وعملتهم أيضاً، رافعين تلك الأوراق في وجه الغرب عموماً، وواشنطن خصوصاً.

 

هل يجوز؟

وجنباً الى جنب روسيا، تحصر بعض الدّول النّفطية الأخرى اهتماماتها بالأموال "اليومية" التي تدخل الى خزائنها من جراء ارتفاع أسعار النّفط، ومن دون اي اعتبار لما يتركه هذا الواقع على اقتصادات الدول الفقيرة.

نفهم أنه بعد عامَيْن من حالات "عَدَم اليقين" التي سبّبتها جائحة "كوفيد - 19"، تسعى الدول النّفطية الى تعويض الخسائر التي تكبّدتها على صعيد الطاقة، خلال فترات الإغلاقات المتكرّرة. ولكن هل يجوز استمرار ارتفاع أسعار النّفط من دون ضوابط واضحة، طويلاً، رغم أنه ينعكس ارتفاعاً على الأسعار كافّة، ويزيد فقر الفقراء في الدّول الفقيرة، وذلك قبل أن يكون ورقة من أوراق الضّغط متعدّدة الأوجُه والرسائل والمصادر، في وجه الولايات المتحدة الأميركية والغرب؟

 

مجاعات

عندما يفرض الأميركيون عقوباتهم على بعض الشخصيات، أو الكيانات، أو الدول، حول العالم، يفعلون ذلك بطريقة تُصيب الفئة المُستهدفة، لأسباب سياسية وغير سياسية، وعندما تتوافق تلك العقوبات مع المصلحة الأميركية. ولكن ورقة أسعار النّفط "المُحلِّقَة"، والتي تفتخر روسيا وغيرها من الدّول النّفطية، بالنّجاح في رفعها مؤخّراً، لا تُصيب الولايات المتحدة والغرب وحدهما، بل الدّول الضّعيفة، وتلك الأكثر ضُعفاً أيضاً، والتي يوجد الكثير منها في الشرق الأوسط وأفريقيا، فترفع احتمالات حدوث مجاعات.

 

ترهيب

العالم "الفقير" يفقد صوابه. ففيما تعلو أصوات رؤساء بعض الدول الفقيرة، للإسراع في تصدير القمح الأوكراني، نلاحظ تركيزاً محصوراً بالمطالبة بإزالة الألغام من البحر الأسود، وبرفع العقوبات عن روسيا، وذلك مُقابل تجاهُل ذكر أي شيء واضح عن ضرورة وقف الحرب الروسية على أوكرانيا. وكأن الدول الفقيرة والمهمّشة باتت مستعدّة للتسليم بالحروب، والقتل، والدمار... بحثاً عن سُبُل العَيْش ولو بأي ثمن، ورغم أن شعوب تلك الدول تُعاني بدورها من الاضطرابات السياسية، والأمنية، والغذائية المُزمِنَة، التي تنعكس على شعوبها، والتي من المُفتَرَض أن تجعل المُطالَبَة بوقف الحرب الروسية على أوكرانيا أولوية على "أجنداتها".

وهذا دليل على الخوف من روسيا، ومن قدرتها على التأثير في الأسواق. وهو ما يعني أن "الترهيب" الروسي بدأ يفعل فعله، انطلاقاً من "العالم الفقير"، وفيه، بطريقة خطيرة جدّاً.

 

أسباب تقنيّة

أكد مصدر مُطَّلِع أن "لا حاجة لفرض عقوبات على الدّول التي لا تساهم بتخفيض أسعار النّفط، عبر زيادة إنتاجها بالكميات المطلوبة. فالعقوبات غير مُمكِنَة أوّلاً، كما أن عدداً من الأسباب التقنية يمنع زيادة الإنتاج بالنِّسَب الضرورية لإحداث تخفيض مهمّ في الأسعار، وبما ينعكس على الصُّعُد كافّة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "إذا وضعنا الخلافات والتباينات الدولية التي ظهّرتها الحرب الروسية على أوكرانيا، والتي تسبّبت بارتفاع إضافي لأسعار الطاقة وكل السّلع، جانباً، نجد أن لا أحد قادراً على تلبية احتياجات أوروبا البديلة من مصادر الطاقة الروسية، بين يوم وآخر. وهذا يُساهم في حالة "عَدَم اليقين" العالمية، وفي التأثير على الأسعار في كل مكان، أيضاً، وإن بنِسَب متفاوتة، ولأسباب مختلفة".

 

الغاز

ولفت المصدر الى أن "تعديل الأسعار قد يكون مُمكناً، عندما تُصبح مجموعة "أوبك" قادرة على رفع إنتاجها الى نحو 7 مليار برميل من النّفط يومياً. وهو ما لا يزال غير مُمكن من الناحية التقنية، حالياً".

وأضاف:"هذا الإجراء سيخفّض أسعار النّفط، وسيزيد الفائض في الأسواق ويريحها، رغم العقوبات الغربية على روسيا".

وختم:"أما بالنّسبة الى الغاز، فالإسراع في مشاريع منطقة شرق المتوسّط، الى جانب تفعيل خطوط التصدير بين أذربيجان وتركيا الى أوروبا، وتعميق المجهود اليوناني، ستزيد الإنتاج أكثر. هذا فضلاً عن أن زيادة محطات إنتاج الطاقة النووية في دول أوروبيّة كبيرة مثل فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، الى جانب تسريع العمل على الاستفادة من الطاقة النّظيفة، من الشمس والمياه والرياح... هي خطوات ستُريح البلدان تدريجياً، وستترك أثراً إيجابياً على الجميع، مع مرور الوقت".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار