العثمانيون أسقطوا القسطنطينية وروسيا ترسم مصير الأرثوذكس مع الأتراك! | أخبار اليوم

العثمانيون أسقطوا القسطنطينية وروسيا ترسم مصير الأرثوذكس مع الأتراك!

انطون الفتى | الجمعة 10 يونيو 2022

تشديد السيطرة التركية على بطريركية القسطنطينية الأرثوذكسية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في الذّكرى 569 لسقوط القسطنطينية (29 أيار 1453، يوليانياً، أي 11 حزيران غريغورياً)، يُستكمَل إسقاط المدينة اليوم، ولكن على أيدي "العثمانيّين الجُدُد".

 

خليفة

"روس بوتين"، أو أعداء المسيحية الأرثوذكسية. هؤلاء هم آباء النّسخة الجديدة من "الإبادة" الروسية للأوكرانيّين. حرب يلبس فيها البطريرك الروسي عمامة "شيخ الإسلام"، أو "المفتي الأكبر" للسلطنة العثمانية، فيما يجلس الرئيس الروسي على كرسيّ الخليفة.

 

وقاحة

بحربها على أوكرانيا، تنكر روسيا مسيحيّتها، وتتخلّى عن معموديّتها، وهذا ليس كلاماً سياسياً.

فالعثمانيون قتلوا، وذبحوا، ونحروا، وأحرقوا، واغتصبوا... في القسطنطينية، قبل 569 عاماً. ومثلهم فعل ويفعل "روس بوتين" في أوكرانيا. "روح واحد" عمل ويعمل في الفريقَيْن، بفارق خمسة قرون تقريباً.

 

الفصح

أبرز ما يريده الكرملين، هو احتفال "سلطانه الغازي" بعيدَي الميلاد والفصح في كييف، العام القادم، أو في الأعوام اللاحقة. ولكن تلك الاحتفالات ستكون "أثيمة"، لا مكان لذبيحة المسيح على الصّليب فيها، بل لذبائح دموية غير مرضيّة لدى الرب.

 

واحد

العثمانيون الذين بنوا "سلطنتهم" على عقائد "الأجداد الكبار" لمؤسّسي السلطنة (العثمانية)، والتي إحداها هو استئصال روح المسيح من الأرض، غيّروا هويّة كاتدرائية "آجيا صوفيا" قبل 569 عاماً. أما "روس بوتين"، فيتجاهلون تدنيس الكاتدرائية، ويفضّلون التفاوُض على مصير "الأخوة" في أوكرانيا مع الأتراك، و(يفضّلون) الاستثمارات الشرق أوسطية في الشيشان، وفي آسيا الوسطى، التي تشتري التوسّع الروسي هناك، وتبيع الإيمان بالسيّد المسيح في روسيا، "عا السّكت".

"روسيا بوتين" تتخلّى عن معموديّتها. وأحد الأدلّة على ذلك، هو أن واحداً بمستوى الشيشاني رمضان قديروف، يتفاخر بقتل الأوكرانيّين، ويهدّد بـ "فَتْح" كييف، التي هي بمثابة "أورشليم أوروبا الشرقية" في نفوس عدد لا بأس به من شعوب تلك المنطقة، معتبراً (قديروف) أن هذه "الحرب هي من أجل الخير، وسعادة الناس"، وأن "القتال متعة، ونحن نحظى بها"، وذلك بكلّ وقاحة، وتحت العلم الروسي.

 

عدالة

طبعاً، نحن لا نقول إن أركان الحُكم الأوكراني المُعارِض لروسيا، هم "ملائكة" نازلة من السماء. ولكن من العدالة القول، إن على هامش وصف الآخرين بـ "المهرّجين"، و"العملاء"، و"الأعداء"، و"الخَوَنَة"... فإن هؤلاء كلّهم صمدوا تحت نيران أقوى جيش شرقي (الجيش الروسي)، لا لـ 33 يوماً، بل لـ 107 أيام (حتى اليوم)، من دون التلطّي بوعود "إلهية"، وبعيداً من الخطابات الدينية "التكفيرية" للآخرين، و(بعيداً) من اللّباس الديني، وبلحًى "أُرخِيَت" تضامناً مع معاناة الشّعب، وليس لاكتساب صفة "إلهيّة" تحشيدية للناس.

 

مشكلة

يوجد في روسيا من يدفع الى الإيمان بأن السماء تدعم الحرب، وبأنها مقدّسة. فعندما يكون البطريرك مشكلة، يفسد كل شيء.

فهل يعتقد "الأب الأكبر" الحنون، والأمين على النّفوس في روسيا، أنه قادر على إخفاء أن أحد أهداف الحرب، هو نشر الأرثوذكسية "الدّعائية" للكرملين؟

وهل يعتقد البطريرك الروسي أن مسيحيّي العالم لا يرون جيّداً مصلحة موسكو في تشديد السيطرة التركية على بطريركية القسطنطينية الأرثوذكسية، باتّفاق روسي - تركي؟

 

دين جديد

وهل يخدع البطريرك الروسي نفسه، بأن مسيحيّي العالم لا يفقهون سرّ العلاقة الممتازة بين "الترامبيّة" الأميركية، وبوتين، على مستوى السّعي الى التأسيس لمشروع تحالف غربي - شرقي، يقوم على "المتعصّبين" حول العالم، في محاولة لإنشاء "دين جديد" يغذّي القوميات و"المشرقيّات" في العالم المسيحي، ويفكّك مكانة بابا روما، والفاتيكان، ويضرب الكراسي البطريركية الأرثوذكسية التي لا تعجب موسكو؟

فهذا المشروع يؤسّس لكيان عالمي برئاسة روسيا، التي لا يتغيّر ولا يتجدّد نظام الحُكم فيها دورياً وديموقراطياً، كما هو الحال في الغرب. كيان يبسط سيطرته على العالم بتحالفات وشراكات، خلفياتها قوميّة ودينية متعصّبة، وذلك تحت ستار مواجهة "الانحلال الأخلاقي" العالمي.

 

من الخارج؟

في أي حال، سقطت أهداف الحرب الروسية على أوكرانيا، بانفصال الكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية التي كانت لا تزال تحافظ على وحدتها مع روسيا، عن بطريركية موسكو، مؤخّراً.

فالبطريرك الذي يقدّس الحرب، لأي سبب كان، لا يستحقّ تاجه. والبطريرك الذي يحمل الأقداس في يدَيْه، ويبرّر القتل، لا يستحقّ عرشه، ويُصبح من الواجب انتخاب غيره لرئاسة الكنيسة في روسيا، يعمل ولو من الخارج، قبل أن تزول المسيحية من "البلاد الروسية" على يدَيْه. وهو بطريرك لا حاجة الى فرض عقوبات "مدنيّة" عليه، قد تعارضها بعض الدول، بل عقوبات "مسيحيّة" عبر مقاطعته من كل بطاركة العالم.

فكيف يُمكن لأي بطريرك، أن يُصافح في أي يوم من الأيام، ذاك الذي يعتبر أن حِمَم القاذفات الروسية، هي "بركة" من الرب؟

 

تبشير

البطريرك الذي يستحقّ الجلوس على عرش المسيح في روسيا، هو ذاك الذي يُعلِن أن فصح 2022 لم يتمّ في موسكو، بسبب دماء الأوكرانيّين المسفوكة، حتى ولو كلّفه ذلك الاستشهاد. وهو ذاك الذي يُعلن تمديد الصّوم و"الإماتات"، الى حين انتهاء الحرب، ولو استغرق ذلك سنوات وسنوات. وهو ذاك الذي يطالب "سيّد القصر" في موسكو، و"حاشيته المقدّسة"، بتخصيص ميزانيات لإرسال بعثات تبشيرية روسيّة، بالمسيحية الأرثوذكسية، الى الدول الحليفة و"الصّديقة" لروسيا، بدلاً من الانشغال بـ "تعريب" البشر بين من يستحقّون الطعام والحبوب، ومن لا يستحقّونها. وهو ذاك الذي يُطالب باستعادة كاتدرائية "آجيا صوفيا" من مدنّسيها، بدلاً من دعم "استعادة" الأراضي هنا وهناك، بحجّة حماية "القوميات" الروسية فيها، بالدّماء.

 

حقوق الإنسان

فبعثات التبشير الروسية بالمسيحية "الأرثوذكسية" في شوارع الصين مثلاً، أو إيران، وتركيا، وغيرها من دول منطقتنا "المفتونة" بروسيا، ستشكّل الدّليل الأكبر على "تسامُح" و"ديموقراطية" مكوّنات المعسكر الشرقي، "اللّي طاوش الدّني" بعصريّته، وبفرادته، وباحترامه لحقوق الإنسان.

فاعملوا هذا، وبرهنوا لنا أنّكم أفضل من "أعدائكم". فالرّجال بالأفعال، لا بالكلام، فقط. وعندها، ستستحقّون أن تكونوا "أحفاد" القسطنطينيّين.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار