هل قصفت إسرائيل بطاريات صواريخ روسيّة في مطار دمشق وأوصلت الرسالة لموسكو؟! | أخبار اليوم

هل قصفت إسرائيل بطاريات صواريخ روسيّة في مطار دمشق وأوصلت الرسالة لموسكو؟!

انطون الفتى | الإثنين 13 يونيو 2022

قاطيشا: حرب إيران في اليمن ودعمها لميليشياتها لا تُحَلّ بضمانات أمنية روسيّة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

بين الإدانة الروسية "بشدّة" للغارة التي شنّتها إسرائيل على مطار دمشق الدولي قبل أيام، ومطالبة موسكو تل أبيب بوقف "هذه الممارسة الشريرة"، والملفات التي ستتحكّم بالتحرّكات الأميركية في الشرق الأوسط مستقبلاً، سواء من خلال الرئيس الأميركي جو بايدن شخصياً، أو من دونه، على صعيد إيجاد إطار جديد للسّوق النّفطي العالمي، إنتاجاً، وتوزيعاً، وتسعيراً،... نسأل عن المصلحة الروسية بإشعال حرب إقليمية، لتأخير أو عرقلة كل تلك الملفات، بضربة واحدة.

 

توقيت

فمستقبل المنطقة ليس منفصلاً عن مستقبل العالم، الذي بات مضبوطاً على توقيت التخلّي الأوروبي والغربي عن مصادر الطاقة الروسية. فيما المشاريع البديلة ماضية في طريقها، بين مفاوضات، ومحادثات، وتوقيع اتفاقيات... وذلك جنباً الى جنب دفع أوروبا المليارات، مقابل الحصول على مصادر الطاقة الروسية، حتى الساعة، وطالما أن البدائل الضّرورية غير جاهزة بَعْد.

 

أسلحة روسية؟

فماذا عن مرحلة ما بَعْد زيارة بايدن المنطقة (إذا تمّت)؟ وهل تستبق موسكو التحرّكات الأميركية، بتساهُل معيّن في الملف السوري، قد يتسبّب بإشعال فتيل حرب إقليمية تقلب الطاولة، وتخلط الأوراق، وتجعل من شراء الأمن أبرز ما تطلبه واشنطن، وذلك بدلاً من تفرّغها لرسم مرحلة ما بعد التخلّي عن مصادر الطاقة الروسية في أوروبا والغرب؟

وهل من المُمكن أن تكون إسرائيل قصفت بطاريات صواريخ روسيّة في مطار دمشق قبل أيام، (وليس أسلحة إيرانية) دخلت سوريا لإزعاج حركة الطائرات والصواريخ الإسرائيلية في الأجواء السورية، أو أسلحة روسيّة نوعيّة دفعت طهران ثمنها لموسكو "كاش"، وأدخلتها الى سوريا تحضيراً لحرب مع تل أبيب؟

 

فيينا

أكد النائب السابق، والعميد المتقاعد وهبه قاطيشا أن "إشعال حرب في المنطقة ليس سهلاً، حتى ولو كان الهدف منها عرقلة مشاريع النفط والغاز البديلة من مصادر الطاقة الروسية، والمفاوضات حولها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "زيارة بايدن المنطقة لها علاقة ببحث كيفية التعويض عن النّقص في الإنتاج والتصدير الروسي من النّفط والغاز، بعد العقوبات الغربية على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، ولحثّ دول الخليج على زيادة إنتاجها بهدف التعويض عمّا فقده وسيفتقده العالم من روسيا، على هذا الصّعيد، في مدى بعيد. كما أن لزيارته علاقة بالملف النووي الإيراني، ووضع دول المنطقة في صورة ما توصّل إليه مسار فيينا، من طريق مسدود".

 

حرب مفتوحة

وأشار قاطيشا الى أن "الأرض السورية هي حقل رماية إسرائيلية يوميّة، تقريباً. أما إمكانية أن تكون إسرائيل استهدفت أسلحة روسية في مطار دمشق، كرسالة منها لموسكو في سوريا، فهذا ليس واضحاً. وفي مثل تلك الحالات، قد تتكتّم الدول عن كشف المعلومات، وتترك توقيت الإعلان عنها لأجهزتها الاستخباراتية".

وأضاف:"في العادة، لا يبيع الروس أسلحة للسوريين بطريقة سرّية. والإسرائيليون يعلمون نوعيّة السلاح الآتي الى سوريا، ولا يعترضونه لأنهم يعلمون محدوديّته. وأما إذا باع الروس أسلحة متطوّرة الى إيران، والأخيرة أرسلته الى سوريا، أو الى "حزب الله"، فهذا يولّد أزمة بين روسيا وإيران. ولكن من غير المرجّح أن يبيع الروس أسلحة متطوّرة كثيراً الى الإيرانيين. وبالتالي، قد يكون إنزال معدّات إيرانية لا روسيّة، لسوريا، أو لـ "حزب الله"، في مطار دمشق، هو الذي دفع الى القصف الإسرائيلي هناك. فالحرب مفتوحة بين إسرائيل من جهة، وبين سوريا وإيران و"حزب الله"، من جهة أخرى، ساحتها العسكرية هي الأراضي السورية، فيما ساحتها الاستخباراتية وفي الاغتيالات، هي الأراضي الإيرانية".

 

ضمانات أمنية

وردّاً على سؤال حول الدّور الذي قد تبحث عنه روسيا مستقبلاً، كضامن لأمن دول الخليج، بدلاً من الولايات المتحدة الأميركية، أجاب قاطيشا:"لا، هذا صعب. فروسيا تحتاج في الأساس الى أن تضمن أمنها الذاتي أولاً. والدول العاجزة عن ضمان أمن ساحاتها أولاً، لا تستطيع أن تضمن الأمن في أماكن بعيدة من حدودها، خصوصاً أن دولاً مثل دول الخليج، لديها ارتباطات اقتصادية وأمنية شاملة وكاملة مع الأميركيين، مقابل علاقات أقلّ مع الروس، وذلك منذ مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى".

وتابع:"لا يُمكن لروسيا أن تضمن أمن أحد. فالدول التي كان الروس يضمنون أمنها في أوروبا الوسطى سابقاً، تعاملوا مع تفكّك الاتحاد السوفياتي مثل من تخلّص من حمل ثقيل. بالإضافة الى أن الجمهوريات السوفياتية السابقة، هي بمعظمها في حالة نزاع مع روسيا".

وختم:"أمر أساسي أيضاً، وهو أن حرب إيران في اليمن، ودعمها لميليشياتها في المنطقة، ونقلها المسيّرات والصواريخ بين الحدود، هي أمور لا تُحَلّ بضمانات أمنية روسيّة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار