مطاعم "مفوّلة" والسيارات تزيد زحمات السّير رغم الغلاء... شعب جائع؟؟؟ | أخبار اليوم

مطاعم "مفوّلة" والسيارات تزيد زحمات السّير رغم الغلاء... شعب جائع؟؟؟

انطون الفتى | الأربعاء 15 يونيو 2022

مصدر: كيف يُمكن للشعب اللبناني أن يعوّل على مساعدات تأتي من المغتربين؟

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

غريب فعلاً، كيف أن "الدّني خربانة" في البلد، فيما يصرّ البعض على "التسويق السياحي"، والتعويل على موسم صيفي واعد، سيدرّ المال في السوق، و...، و...، و...، "المعزوفات" التي اعتدنا على سماعها، في مثل تلك الأحاديث.

 

خطّة

بلد يعيش "عا المواسم"، وهذه "مَسْخَرَة". فمن الأمل بسياحة شتوية، وبموسم تزلّج، الى الآمال بعودة المغتربين في أيام الأعياد، مروراً بانتظارات الموسم الانتخابي، الذي قيل إنه شكّل إيجابية "مالية" معيّنة، على مستوى ما شهده من ضخّ للدولار في السوق، وبين أيدي الناس، وصولاً الى النّظر لموسم سياحي يُقال إنه سيكون "واعداً" خلال الصيف.

بلد يعيش "عا المواسم"، ويمدّ الجسور في ما بينها، فيما لا أحد يعلم ماذا دخل الى البلد بالفعل، وماذا خرج منه، ولا أحد يضع خطّة للاستفادة ممّا يدخل، أو لمتابعة "مصيره"، حتى ولو كان "يسقط" في حقول القطاع الخاصّ.

 

مفصوم

أموال تدخل الى البلد، خلال بعض "المواسم"، فيما سعر صرف الدولار في السوق السوداء لا يتحسّن. وإذا شهد "انخفاضات" معيّنة، يعود ويعوّضها خلال ساعات قليلة، وهو ما يؤكّد أن "مش ماشي الحال"، وأنه لا يجوز العَيْش "عا المواسم".

يحقّ للجميع أن يفرحوا. ففصل الصيف جميل، والشمس تكون ساطعة في العادة. ولكن التسويق للعَيْش "عا المواسم" في بلد من المُفتَرَض التركيز على انتشاله من جحيمه، هو أمر غير طبيعي تماماً، ويقدّم مشهداً مفصوماً.

 

انتظارات

لفت مصدر خبير في الشؤون اللبنانية الى أن "انتظار المواسم، مثل من يعيش على الأوهام، ليس جديداً في لبنان. فهذا هو النّهج نفسه الذي يتحكّم بالملفات السيادية أيضاً، كترسيم الحدود البحرية، واستخراج النّفط والغاز، التي تمّ التعاطي معها من باب مدّ الجسور بين زيارات الوسيط الأميركي، وانتظار ما يُسفر عنها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "مليارات النّفط والغاز لن يستفيد منها الشعب اللبناني أصلاً، بل فئة سياسية معيّنة. وبالتالي، لا ضرورة للكثير من الانتظارات، على هذا الصّعيد".

 

قرار داخلي

ورأى المصدر أنه "في الوقت الذي يتأمّل فيه البعض بالمواسم السياحية، وبما تحمله من مردود مالي، نلاحظ أن لا ترجمة مُستدامة لها على الصّعيد المعيشي العام، وهذا طبيعي. فمنافعها محصورة ببعض القطاعات، ولبعض الفئات حصراً، في شكل أساسي. ولكن تحسين الأوضاع عموماً يحتاج الى عمل رسمي، في بنية الاقتصاد".

وأضاف:"أكثر ما يُدهش على هذا الصّعيد، هو أن الشعب نفسه اعتاد على المواسم، وكأنها ضرورة، أو حاجة عادية. فالشعب اللبناني لا يُطالب دولته بشيء، ويكتفي بأن لا دعم خارجياً لتحرّكاته الاحتجاجية، وبالاستماع الى بعض حالات الانتحار لأسباب معيشية، وبالحديث عنها، وعن إصلاحات طال انتظارها في البلد، وهي لا تحصل حتى الساعة. فيما قلب الطاولة على المسؤولين، من قِبَل أي شعب، لا يحتاج الى دعم خارجي، بل الى قرار داخلي".

 

تأخّر كثيراً

واستغرب المصدر "كيف يُمكن للشعب اللبناني أن يعوّل على مساعدات تأتي من المغتربين؟ فعلى سبيل المثال، ماذا يفعل أولئك الذين لا أقارب لديهم في الخارج، أو أولئك الذين ليس لديهم من يساعدهم في الخارج؟".

وتابع:"مطاعم "مفوّلة"، والسيارات تزيد من زحمات السّير على الطُّرُق، رغم ارتفاع أسعار المحروقات، والغلاء الفاحش، وتراكُم الصّعوبات المعيشية. فما هي الصّورة التي نُعطيها لدول الخارج التي نقول لها إننا في أزمة حادّة؟ وهل من ينظر إلينا، من الخارج، يصدّق أننا نعاني من الجوع، ومن الفقر؟".

وختم:"في أي حال، لبنان لم يفقد دوره وحضوره في العالم، ولكنّه تأخّر كثيراً. وملف النّفط والغاز، هو خير مثال على ذلك".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار