شراء أميركا بالسلام مع إسرائيل قد لا يكون كافياً فهل "يزور" بايدن إيران؟! | أخبار اليوم

شراء أميركا بالسلام مع إسرائيل قد لا يكون كافياً فهل "يزور" بايدن إيران؟!

انطون الفتى | الخميس 16 يونيو 2022

طبارة: ملفات ستُوضَع ضمن "أجندة" تحتاج الى نقاشات طويلة

 مصدر: زيارة تعبّر عن إرادة مشتركة لتحسين العلاقات الأميركية - السعودية

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

من المُبكِر جدّاً التفاؤل "المجاني" بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المنطقة، في تموز القادم، وفق بعض المعطيات المتوفّرة حتى الساعة.

فالمسألة ليست زيارة، ولا احتساء فنجان من القهوة أو الشاي، ولا التقاط صُوَر، ولا يمكن بناء الكثير على ذلك، في ما لو غادر الرئيس الأميركي الشرق الأوسط، بالنتائج ذاتها التي غادر بها رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون المنطقة، في آذار الفائت.

 

نقاط

يؤكد مُطَّلِعون على السياسة الأميركية، أن لا اتّفاقيات تطبيع إقليمية مع إسرائيل، ولا تحسين علاقات من الباب الأمني أو الاستخباراتي مع تل أبيب، لمواجهة الخطر الإيراني، قادرة على "شراء" نجاح زيارة بايدن.

فواشنطن، من خلال الزيارة، لا تنشد الحديث عن التحدّيات التي تمثّلها إيران فقط، ولا عن "خواتيم سعيدة" لحرب اليمن حصراً، وهي لا تبحث عن إشعال حروب مع طهران، ولا عن "إشعال" خلافات حول ملفات حقوق الإنسان مع أحد، بل تريد الحصول على ضمانات مُؤكَّدَة حول ثلاث نقاط جوهرية بالنّسبة الى الأميركيين، في الوقت الراهن، وهي:

* ضمان "بثّ الروح" من جديد، في التحالف الأميركي - الخليجي التقليدي، بما يضمن مصالح الأطراف كافّة، لا سيّما من الباب النّفطي - الاقتصادي، وتخفيض أسعار الطاقة

* ضمان عَدَم تحوُّل منطقة الخليج وإسرائيل، الى مراكز استغلال روسي، لالتفاف الأثرياء الروس، والنّظام الحاكم في موسكو، على العقوبات الأميركية والغربية التي فُرِضَت على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا

* ضمان عَدَم قدرة روسيا على تمويل حربها على أوكرانيا بأموال خليجية، لا من باب توسيع التجارة مع موسكو بالروبل، ولا على مستوى توفير أموال خليجية لإعادة إعمار المناطق الأوكرانية المُحتلَّة من روسيا.

 

مشترك

ويشدّد المُطَّلِعون على أن النتائج الحقيقية للنّقاشات حول تلك النّقاط لن تظهر بسرعة، وهو ما يعني استحالة الحديث عن تعميق شراكات على أي مستوى، قبل الخريف القادم، أو أوائل عام 2023 ربما.

أما في حال الفَشَل، فهذا يعني فتح المجال لآفاق أخرى في المنطقة. فأكثر من مصدر مُطَّلِع يؤكد أنه لا يزال لدى الولايات المتحدة الأميركية وإيران، الكثير من العمل المشترك بينهما. وما غضّ النّظر الأميركي عن السلوك الإقليمي لإيران، وعن الخروق الإيرانية المتكرّرة للعقوبات الأميركية منذ العام الفائت، إلا خير دليل على ذلك.

فمن يغتال، ويخرّب، ويسمّم داخل إيران، بهذا الشّكل، هو قادر على أن يغيّر النّظام في طهران، وعلى أن يُوقِف عمل ميليشياته الإقليمية، من دون "ضربة كفّ"، ومن دون خطوط حمراء أميركية. ولكن طالما أن هذا لا يحصل، فهذا يعني أن هناك الكثير من العمل الأميركي - الإيراني المشترك، بَعْد، مع هذا النّظام الإيراني نفسه، ومع ميليشياته نفسها.

 

مصدر

أوضح مصدر خبير في الشؤون الدولية أنه "الى جانب ملفات النفط وإيران، التي تتحكّم بالزيارة، إلا أنه يتوجّب النّظر الى ما بعدها، على مستوى ما يُمكنها أن تُسفر عنه على صعيد الصّلح الإسرائيلي - السعودي، وإمكانية انضمام رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت الى القمة التي ستجمع بايدن برؤساء وملوك دول الخليج، والعراق، والأردن، ومصر، وذلك رغم الحديث السعودي الواضح عن أن لا مجال للتطبيع قبل إيجاد حلّ للقضية الفلسطينية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "زيارة بايدن الرياض تعبّر عن إرادة مشتركة لتحسين العلاقات الأميركية - السعودية، ولخلق نواة تكتّل أميركي مع الدول العربية الوازِنَة في المنطقة".

 

طبارة

ومن جهته، رأى سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "مناقشة ملف العلاقات الخليجية - الروسية، والموقف الخليجي من الحرب الروسية على أوكرانيا، لن تكون محصورة بزيارة واحدة، وستُوضَع ضمن "أجندة" ذات مضامين معقّدَة، تحتاج الى نقاشات طويلة".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأسباب الأساسية لزيارة بايدن السعودية هي تصحيح العلاقة بينه وبين ولي العهد السعودي (محمد بن سلمان)، بعد الكلام غير الدّيبلوماسي الذي  قاله الرئيس الأميركي عن السعودية، العام الفائت. فضلاً عن طلب مساعدة الرياض في تخفيض أسعار النّفط، لا سيما بعد التضخّم والمشاكل الاقتصادية في الولايات المتحدة، التي تسبّبت بانخفاض شعبية بايدن".

 

مصالح

ولفت طبارة الى أن "الزيارة تأجّلت مراراً، وذلك لمزيد من التحضير لها. وهو ما قد يؤشّر الى أن بايدن ما كان ليقوم بها، لولا أن فرص نجاحها باتت مرتفعة بالفعل".

وردّاً على سؤال حول تلاقي المصالح الأميركية - الإيرانية المشتركة في المنطقة مستقبلاً، أجاب:"الهدف من المفاوضات مع إيران لا ينحصر بالحديث عن القنبلة النووية، أو عن الملفات الأمنية، بل يتوسّع لمناقشة فرص تلاقي المصالح الأميركية - الإيرانية حول تهدئة المنطقة أيضاً".

وختم:"في لبنان مثلاً، توجد جهوزية واضحة لاندلاع حرب أهلية بشكل شبه دائم. ولكن تضبط إيران فريقها فيه، بينما تتعاون الولايات المتحدة الأميركية على التهدئة، من خلال فرنسا. فلدى واشنطن وطهران مصالح مشتركة، وهما تلتقيان عليها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار