تأمين خارطة طريق تبدأ بالحكومة وتصل الى الرئاسة
شادي هيلانة –"وكالة أخبار اليوم"
لربما ارتكبت مدعي عام الإستئناف في جبل لبنان القاضية غادة عون خطأ فادحاً كما وصفه البعض، وذلك بعد ظهورها إلى جانب المرشّح للانتخابات النيابية عن طرابلس عمر حرفوش في صورة نُشرت لها شابكة ذراعها بذراعه، وكان حرفوش يساعدها اثناء سيرها لاصابتها بكسر في قدمها، إلا أنّ المفاجئ كان بقرار رئيس هيئة التفتيش القضائي بركان سعد، الذي عمد الى قلب الطاولة بوجه عون لتأديبها.
فمن حيث المضمون، يعلم العارفون انّ غادة عون محسوبة على فريق سياسي مُعيّن، والبعض الاخر يطلق عليها قاضية "البلاط" وذلك لإرتباطها اللصيق، بالرئيس ميشال عون، بحكم علاقة القرابة، وتُعدّ ايضاً رأس حربة للتيّار الوطني الحر بمعاركه السياسية وغير السياسية.
وفي وقتٍ سابقٍ افادت عون، أنّها لا تخاف ومستمرة بملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لكنّ خشيتها أنّ يكون تحويلها إلى هيئة التأديب يهدف إلى سحب الملفات من يديها.
واشارت في تغريدة الامس، الى محاولة طردها من القضاء فكتبت"بدهن يطردوني بعد ٤٠ سنة عمل دؤوب متفاني بشرف وضمير حر لإحقاق الحق والعدل".
وتابعت، "لأني فتحت ملفات فساد طالت الكبار وسارقي المال العام وناهبي ثروات الناس والذين أوصلوا البلد المسكين إلى الحضيض".
في غضون ذلك، تقول اوساط سياسية متابعة عن كثب هذا الملف، لِوكالة "اخبار اليوم" انّ فريق العهد ظهر وكأنه إستغل القاضية عون قبل الانتخابات النيابية، ما قد يحسب له انتخابياً تحت يافطة أنه يحارب الفساد أينما كان - وعندما انتهى الاستحقاق سلمها بـ"ثلاثين من فضّة".
وتكشف الاوساط عينها، الى انّ فريق عون، اخرج من حساباته معاركه القضائية ضد خصومه، فهو يسعى اليوم إلى حدّ أدنى من تسوية مع من واجههم بالعداء سياسياً، وذلك لتأمين خارطة طريق لفريقه السياسي، تبدأ من بوابة الحكومة، وما سيحصدهُ لاحقاً على أبواب الانتخابات الرئاسية المفترضة قبل نهاية تشرين الأول المقبل.