دول قاطَعَت لبنان بسبب إيران و"تصادَقَت" مع روسيا والصين... مركز قوّة طهران!!! | أخبار اليوم

دول قاطَعَت لبنان بسبب إيران و"تصادَقَت" مع روسيا والصين... مركز قوّة طهران!!!

انطون الفتى | الإثنين 20 يونيو 2022

مصدر: اختلافات سياسية كبيرة ونوعية الى حين بَلْوَرَة سياسة عربية جديدة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مؤسف جداً، مشهد جامعة الدول العربية المعطَّلَة، أو شبه المعطّلَة.

فالحاجة الى موقف عربي موحَّد بات يتجاوز القضية الفلسطينية، واستعادة سوريا لمقعدها ضمن الجامعة، منذ مدّة طويلة. وهو لا ينحصر بعودة سفير عربي الى دمشق من هنا، ولا بزيارة سوريّة لدولة عربية، من هناك.

 

خطّة

فعشيّة زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المنطقة، تتكثّف اللقاءات العربية - العربية، وهذا مهمّ. ولكن تبدو الدول العربية مقسّمة الى أحلاف، تلتقي على مواجهة الخطر الإيراني في شكل أساسي، ولكن من دون إظهار خطة واضحة للتعامُل مع "الأمر الواقع" الإيراني في ساحات عربية عدّة، والذي سيستمرّ لسنوات قادمة، على الأقلّ، بحسب بعض المراقبين.

أمر آخر، في صُلب لعبة المصالح المتضاربة بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وبعض الدول العربية، من جهة أخرى، وهو مستقبل مشهد "الفصام السياسي"، على مستوى أن بعض الدول العربية تخلّت عن لبنان، وعن سوريا قبله، بسبب السلطة السياسية فيهما، المُتحالِفَة مع إيران، والتي لا تريد أن تقوم بأي توازن بين طهران والعرب، في كلٍّ من بيروت ودمشق. فيما نجد تلك الدول (العربية) مُسرِعَة باتجاه روسيا والصين، لتعميق مختلف أنواع العلاقات معهما، وذلك رغم أن مركز القوّة الإيرانية الأساسية هو في موسكو وبكين، وفي "الفيتو" الروسي والصيني لصالح إيران، في مجلس الأمن الدولي.

 

تفسّخات

وانطلاقاً ممّا سبق، ما هي الجدوى من المقاطعة العربية لدول عربية، بسبب طهران، بموازاة تعميق العلاقات والمصالح العربية مع مركز القوّة الإيرانية، في روسيا والصين؟

وهل تمكّن العرب من الحصول على ضمانات روسيّة وصينية، تخفّف النفوذ الإيراني في بيروت ودمشق، أي في عاصمتَيْن عربيَّتَيْن أساسيَّتَيْن؟ وبما أن ذلك لم يحصل حتى الساعة كما يبدو، فهل من الممكن إنهاء حرب اليمن (وهي ملفّ أكثر صعوبة) بضمانات روسيّة وصينيّة؟

وما نفع مقاطعة لبنان في مثل تلك الحالة، إلا على مستوى زيادة التفسّخات العربية - العربية؟

 

نجحت؟

لفت مصدر واسع الاطلاع الى أن "الدول العربية، والخليجية تحديداً، اعتمدت أسلوب الضغط على الولايات المتحدة، من خلال تقارُبها مع روسيا والصين، وذلك سعياً لدفعها الى عدم تقديم أي ضمانة لإيران على حساب المصلحة العربية. ويبدو أن ذلك نجح".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "القمة التي ستُعقَد برئاسة بايدن الشهر القادم، هي عملياً بين دول وقّعت اتفاقيات سلام مع إسرائيل قبل عقود، وبين أخرى دخلت فلك التطبيع حديثاً، الى جانب إسرائيل. ورغم أن الدول الخليجية قرّرت تعميق علاقاتها مع موسكو وبكين، إلا أن ذلك كان ردّة فعل بوجه واشنطن، بعدما تخلّت تلك الأخيرة عن بعض التزاماتها تجاه دول الخليج، في مرحلة من المراحل. ولكن العلاقات ماضية في طريقها نحو التحسُّن مؤخراً. وما عودة الحرارة الى العلاقات السعودية - التركية، إلا خير دليل على ذلك. فتركيا حليفة للأميركيين رغم الخلافات بين واشنطن وأنقرة من حين لآخر، فيما تلك الأخيرة هي عضو في حلف "الناتو" أيضاً".

 

العداء لإيران

وأوضح المصدر أن "الاتفاقيات الدفاعية التي حصلت بين بعض الدول الخليجية وإسرائيل، ما كانت لتُبرَم لولا مساعٍ أميركية أساسية. فهذه ليست ثمرة علاقات شخصية، بل نتيجة مجهود أميركي وسعودي، أيضاً".

وأضاف:"نرى حالياً اختلافات سياسية كبيرة ونوعية، وذلك الى حين بَلْوَرَة سياسة عربية جديدة. فالعرب يدركون أنه لا يمكنهم الاتّكال على روسيا  أمنياً كما يجب، وهو ما يؤكّده تأخُّر الحَسْم الروسي للحرب على أوكرانيا".

وختم:"لا وحدة في الرؤية العربية حالياً، وسط انقسامات، وعَدَم وجود كلمة موحَّدَة على مستوى الجامعة العربية. ولكن مصر تعود لتلعب دور الدولة الكبرى بين المجموعة العربية. فهي الدولة العربية الأقوى، خصوصاً بعد تعميق مسارات انفتاحها بقيادة رئيسها (عبد الفتاح السيسي). وهي تلتقي مع السعودية بعلاقات متعدّدة وجيّدة، خصوصاً أنهما تجتمعان على العداء لإيران".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار