"يا قاتل يا مقتول"... متى يُستبدَل القانون الدولي بشريعة "العضلات المفتولة"؟ | أخبار اليوم

"يا قاتل يا مقتول"... متى يُستبدَل القانون الدولي بشريعة "العضلات المفتولة"؟

انطون الفتى | الأربعاء 22 يونيو 2022

حبيقة: الكلّ مُجبَر على الصّبر وسط حالة مُتصاعِدَة من التخبُّط

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

لا يقتصر التهديد النّاجم عن إمكانية انتصار روسيا في أوكرانيا، على تسهيل تغيير الحدود الجغرافيّة للبلدان مستقبلاً، وعلى احتمال دخول مرحلة من "الفَلَتان" الدولي، من مستوى استسهال أكثر من دولة مُهاجَمَة غيرها، تحت ستار الدّفاع عن النّفس، أو عن الأمن القومي...

فأكبر تهديد مُحتَمَل لانتصار روسيا على أوكرانيا، هو إدخال الاقتصاد الدولي، أي "معيشة" مليارات البشر، ضمن حالة من "عَدَم اليقين".

 

الخوف

فروسيا التي خرقت عقود الطاقة الموقَّعَة مع الأوروبيّين، وأجبرت الكثير من الشركات الأوروبية على الدّفع لها بالروبل بدلاً من الدولار أو اليورو (وهو ما لا تنصّ عليه الاتفاقيات الأصلية)، وذلك بـ "تخويفهم" من قَطْع إمدادات الطاقة، (روسيا) لم تجد إحراجاً في الظّهور بمظهر الطرف غير الموثوق، والذي لا يحترم الاتّفاقيات الموقَّعَة، فقط، بل انها تنجح في الحصول على "روبلاتها"، وعلى دعم عملتها المحليّة، بـ "الخوف"، أي كما لو كنّا في عصور ما قبل الحضارة.

 

"عضلات"

وهي ماضية في عالم التلاعُب بكميات الغاز الذي تضخّه الى أوروبا، بشكل اعتبره وزير الاقتصاد والمناخ الألماني روبرت هابيك، بأنه "هجوم"، يهدف إلى بثّ الفوضى في السوق الأوروبية للطاقة.

هذا خطير جدّاً، لأنه يهدّد العالم بـ "معيشة" فوضوية في المستقبل، حيث يُمكن لذاك الذي يمتلك القوّة والعسكر... أن يفعل ما يريده، وأن يتحكّم بمن يريدهم، بـ "الخوف"، و"التخويف". وهذا يعني أيضاً أنه إذا انتصرت روسيا على أوكرانيا، فإننا سنصل الى اقتصاد عالمي من دون قواعد تماماً، حيث القاعدة الأساسية والكبرى فيه هي لصاحب "العضلات المفتولة"، وليس للمعادلات العلمية، وللاتفاقيات الموقّعَة، والتوافُقات الرسمية، بعد مراحل من التفاوُض، بما يحفظ حقوق الأطراف كافّة.

 

فوضى

لفت الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة الى "فوضى واضحة في العلاقات الدولية، نتيجة الحرب الروسيّة على أوكرانيا. وهذا يعني أن كثيراً من الاتفاقيات السابقة قد لا تُنفَّذ مستقبلاً، أو قد تشهد تعديلات، أو ربما الاتّجاه نحو اتفاقات جديدة في شأنها".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الاتفاقيات الاقتصادية ليست "مقدّسة"، ولا هي أبديّة، وتبقى صالحة طالما أن كافّة الأفرقاء المعنيّة بها، تقبل بذلك. ولكن التعديلات قد تتطلّب تعويضات مالية مثلاً. لا شكّ في أن الحرب الروسية على أوكرانيا قد تقود الى فوضى كبرى في الاقتصاد العالمي، وسط وضع دولي غير مستقرّ، سياسياً وعسكرياً".

 

اتصالات

ولفت حبيقة الى أنه "لا يُمكن تحديد أي شيء حتى الساعة، طالما أن نتائج التطوّرات غير نهائية بَعْد، ولا هي واضحة بالكامل. فالكلّ مُجبَر على الصّبر، وسط حالة مُتصاعِدَة من التخبُّط، في انتظار حصول اتّصالات معيّنة في مدى أبْعَد".

وأضاف:"تقوم أوروبا بالحدّ الأقصى القادرة عليه في أوكرانيا، من دون أن تدفع الى توسيع حَجْم المواجهة مع روسيا، أكثر. فهي (أوروبا) غير موحَّدَة عسكرياً، ولا جيش مشتركاً حقيقياً لديها. فيما طريقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المواجهة هي "يا قاتل، يا مقتول".

 

غير مقبولة

وأكد حبيقة أن "طريقة بوتين غير مناسبة للذهنيّة الأوروبية، والغربية. ففي الغرب عموماً، هذه المنهجية غير مقبولة، بل العمل على مستوى محاولة الرّبح، ومن ثم التفاوض. ولكن طريقة "إما رابح أو خاسر" الروسية، تصعّب التواصُل أكثر، وتزيد الأعباء الاقتصادية والمالية العالمية".

وختم:"انتصار بوتين في أوكرانيا ليس سهلاً، ولكن دفعه الى الهزيمة يحتاج الى إمكانات غربية كبيرة. فعلى سبيل المثال، أقرّت الولايات المتحدة الأميركية بأن الهدف من دعم أوكرانيا هو تقليص قوّة روسيا العسكرية. ولكن كيف السبيل الى ذلك، من دون ضرب البنية التحتية العسكرية الروسية، وهذا أمر خطير جدّاً. الصّعوبات كثيرة بالفعل، ولكن مستقبل المواجهة لا يزال بعيداً، ومفتوحاً على مختلف أنواع الاحتمالات".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار