العالم يضيق على كلّ من وما فيه فالى أين نهاجر إذا اندلعت الحرب غداً؟ | أخبار اليوم

العالم يضيق على كلّ من وما فيه فالى أين نهاجر إذا اندلعت الحرب غداً؟

انطون الفتى | الأربعاء 22 يونيو 2022

مصدر: مصادر الطاقة لن تكون سبباً لموجات من التغيير الديموغرافي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

"كعكة العالم" تصغر، وتضيق، فالى أين نرحل؟

 

"مُتهالِكَة"

قبل أقلّ من عام، كان من المُمكن القول إن الوضع في لبنان، أو في سوريا، أو العراق، أو اليمن، أو في بعض البلدان الفقيرة أو الضّعيفة... في منطقتنا وحول العالم، لا يسمح لنا بالعَيْش، ولا لأولادنا بأن يخطّطوا لمستقبلهم.

ولكن ماذا يُمكن القول على هذا الصّعيد الآن، بعدما تحوّل العالم كلّه الى أماكن "مُتهالِكَة"، إما بالحروب، أو بالأزمات المالية والاقتصادية، أو بمفاعيل التغيُّر المناخي، أو بالأزمات الاجتماعية، حتى في مجتمعات الدّول الميسورة نفسها؟

 

الى أين؟

العالم كلّه يضيق على نفسه، وكأنّ الطبيعة تُعلِن حربها على البشر. وكأنّ شرّ الإنسان يقاصصه، بعدما استنفد طاقات الأرض، ومواردها، وأساء استعمال ما فيها من ثروات، الى حدّ منعها عن الآخرين.

فالى أين نرحل بعد اليوم؟

 

"مقصوفات"

تغيُّر مناخي يعصف بأوروبا (وبغيرها)، الى درجة أن السيارات والمنازل... تتحوّل الى "مقصوفات" بعد كلّ "كبسة بَرَد"، وفي شكل متزايِد، في بعض الّدول الأوروبيّة.

فرص العمل تضيق في بلدان عدّة أيضاً، على أبناء البلد أنفسهم. فالى أين يرحل العاطلون عن العمل؟

 

ماذا؟

دول عدّة لطالما نُظِرَ إليها على أنها "ميسورة"، ما عادت كذلك تماماً. وحتى إن مراقبة بعض الأرقام فيها بات مُقلِقاً، ومُخيفاً، وذلك إذا قُمنا ببعض الحسابات بعيدة المدى، على بعض المستويات فيها.

فهل يعود المهاجرون الى بلدانهم، مستقبلاً؟ وهل ينسحب ذلك على اللبنانيين في الخارج أيضاً، في ما لو ازدادت الصّعوبات الحياتية والمعيشية في البلدان التي هاجروا إليها، أو تلك التي يعتاشون فيها بشكل موقَّت؟

وماذا عن مستقبل أوروبا، التي تبحث عن تأمين مخزونها من مصادر الطاقة خلال موسم الشتاء القادم؟ فهل تشهد "القارّة العجوز" موسماً كارثياً من الصّقيع بعد أشهر، بما يحوّلها الى مصدر لموجات لجوء مُعاكِسَة الى خارجها؟ والى أين، طالما أن كلّ المناطق الجغرافيّة المُحيطة بها مُتحلِّلَة حياتياً، أو شبه "ميتة"؟ وماذا عن البلدان "الميسورة" نفسها، في منطقتنا، التي تعلو فيها أصوات التقشُّف مؤخراً؟

 

ليس جديداً

رأى مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "الغاز ومصادر الطاقة لن تكون سبباً للهجرة، ولا لموجات من التغيير الديموغرافي، لا في أوروبا، ولا في سواها. هذا فضلاً عن أن لا مجال لموجات لجوء من أوروبا الى الخارج مستقبلاً، بل ان العكس هو الصّحيح، كما هو مُرجَّح، ورغم كل أنواع الأزمات".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "الشعوب الأوروبية مُعتادة على الصّمود في الأوقات الصّعبة. فهي تعذّبت في الحربَيْن العالميَّتَيْن الأولى والثانية، وما تعيشه حالياً بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا ليس جديداً عليها، بالكامل".

 

كلفة الحياة

وأكد المصدر أن "استحالة تأمين المخزون المُناسِب من الغاز، خلال فصل الشتاء القادم، يُمكنه أن يفعّل استخدام الطاقة النووية، والطاقات البديلة، في البلدان الأوروبية. كما أنه قادر على أن يفتح الباب لإبرام اتّفاقيات جديدة حول مصادر الطاقة، مع مصادر أخرى غير روسيا".

وختم:"رغم الصّعوبات التي تزداد يومياً، إلا أن التغيير الأكبر هو أن كلفة الحياة تزداد في البلدان التي لطالما شكّلت وُجهة للنّزوح، أو للّجوء العالمي، ولا شيء سوى ذلك. ولكن لا بدائل منها، حتى الساعة على الأقلّ، خصوصاً بالنّسبة الى شعوب الدّول التي تنعدم فيها كلّ الفرص، والخدمات، كشعوب بلداننا مثلاً".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار