باليورو والدولار... دول تضخّ "الأوكسيجين" في إيران و"تخنق" لبنان بسببها!؟ | أخبار اليوم

باليورو والدولار... دول تضخّ "الأوكسيجين" في إيران و"تخنق" لبنان بسببها!؟

انطون الفتى | الخميس 23 يونيو 2022

مصدر: دول تتعامل مع دولة اسمها إيران وتعتبر أنها غير مُلزَمَة بدعم ميليشياتها

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد ننزعج نحن في لبنان من الغرب، بسبب عمليات "البيع والشراء" التي يمارسها مع إيران، ومع سياساتها في المنطقة. وقد نتفهّم لعبة المصالح القائمة في ما بين الطرفَيْن، وقد لا نتقبّلها في بعض الأحيان.

 

ماذا عن؟

ولكن ماذا عن بعض دول المنطقة التي تقاطع لبنان بسبب إيران، والتي ترفض إبرام أي اتّفاق نووي معها، بينما تشكّل مُتنفَّساً لطهران في وجه العقوبات الأميركية، ومصدراً يزوّدها بالعملات الصّعبة، حتى الساعة؟

فأن ينجح الإيرانيّون بالتحايُل على العقوبات الأميركية، وأن يحصلوا على الملايين، أو ربما على المليارات، عبر شركات صينية، أو أوروبيّة، وبغضّ نظر أميركي، هو أمر قد نبتلعه ولو جزئياً، في لبنان، بحُكم أن تلك الدول تحتفظ بمصالح لها مع إيران، التي تشكّل قوّة إقليمية شرق أوسطية، لا بدّ من التعاطي معها بطريقة أو بأخرى. ولكن أن تقع القطيعة بين الدولة اللبنانية، وبين بعض دول الشرق الأوسط بسبب طهران، لنجد أن تلك الدول تساعد تلك الأخيرة على "مقاومة" الضّغوط الأميركية، فهذا قد لا نقبل بإيجاد تبرير مُقنِع له.

 

بالدولار

مصارف تابعة لدول شرق أوسطية مُتصارِعَة مع إيران، تقوم بتعاملات مالية، بالتعاون مع شبكة من الوسطاء، ومع شركات صرافة، بما يشكّل ما يُشبه "نظام تمويل" يمكّنها (إيران) من التهرّب من العقوبات التي ترتبط ببرنامجها النووي، ويوفّر لها مبالغ مالية ضخمة باليورو، والدولار الأميركي. هذا فضلاً عن أن عدداً كبيراً من التجار الإيرانيّين، ينشطون في بعض بلدان المنطقة التي تقاطع لبنان بسبب إيران، وهم يقومون بأعمالهم بشكل متزايِد، وبأرباح طائلة.

ففي أي خانة يُمكننا أن نضع هذا الواقع؟ وما هي الاستفادة من مقاطعة إيران في بعض الساحات حصراً، دون سواها؟ وهل يُمكن النّجاح في وقف أنشطة طهران المُزعزِعَة للاستقرار على مستوى المنطقة، بمعيّة توفير هذا المتنفَّس الهائل لاقتصادها، وبطريقة غير شرعيّة، حتى ولو كان الغرب يُدرك ذلك، ويوافق عليه ضمنياً؟

 

مصالح

رأى مصدر مُطَّلِع أن "هذه الممارسات سببها المصالح المشتركة، القائمة من دولة الى دولة، بين إيران ودول المنطقة التي تشكّل مُتنفَّساً لها، في وجه العقوبات الأميركية".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أنه "بغضّ النّظر عن التصارُع الإقليمي مع طهران، إلا أن تلك الدول تتعامل مع دولة اسمها إيران، وهي تعتبر أنها غير مُلزَمَة بدعم ميليشيات طهران، لا في لبنان، ولا في غيره، خصوصاً أن لا مصالح أو علاقات اقتصادية أو مالية مباشرة لها، مع تلك الميليشيات. وبالتالي، تمويل دولة لبنان، الذي يخضع لسيطرة ميليشيا إيرانيّة، سيكون تمويلاً لتلك الميليشيا. هذا فضلاً عن أن تلك الأخيرة تهاجم تلك الدول، وتعرقل سياساتها في لبنان، وهو ما يتسبّب بمُقاطَعَة الدولة اللبنانية".

 

منافسة

وأشار المصدر الى أن "علاقات لبنان مع دول المنطقة باتت محكومة بالمنافسة أيضاً. فأي دعم لبيروت حالياً، سيشكّل منافسة لمشاريع سياحية يُعمَل عليها في دول إقليمية عدّة".

وشرح:"في الماضي، كان لبنان وجهة سياحية وحيدة تقريباً، لسيّاح بعض دول المنطقة. أما اليوم، تعمل تلك البلدان على مدنها السياحية، حيث المهرجانات، والرّقص، والغناء، والسباحة... وهو ما يزيد من عَدَم رغبتها بمساعدة لبنان مجدّداً. فمن سيموّلنا لننافسه، ولنُضعف ما يُنفق المليارات على تأسيسه، وعلى حجز مقعد ثابت وعالمي له، فيه، أي مجال السياحة؟".

وختم:"أضعنا الكثير من الفرص، بما جعلنا في ظروف شديدة الصّعوبة. فمن يلفّ ويدور حول لقمة الخبز في يومياته، ومن لا همّ لديه سوى انتظار اندلاع هذه الحرب، أو تلك المواجهة، على أراضيه، هو شعب يفقد كرامته يومياً. وهذا الوضع لن يتحسّن، طالما أن من أسقط لبنان في الحفرة، هو نفسه الذي يسيطر على شعبه، مرّة بالترهيب، ومرّة بالترغيب "الترهيبي".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار