عُثِرَ عليه في "بركة من الدّماء"... الحرب أنهَت شهرها الرابع ومرحلة جديدة بدأت! | أخبار اليوم

عُثِرَ عليه في "بركة من الدّماء"... الحرب أنهَت شهرها الرابع ومرحلة جديدة بدأت!

انطون الفتى | الجمعة 24 يونيو 2022

 

داوود: روسيا تتحارب مع 28 دولة وهو ما يعني أننا في قلب حرب عالمية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

تُنهي الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها الرابع اليوم، وسط حاجة ماسّة الى وقف النّزيف الدّموي، والى إبرام اتّفاق سلام عادل، يحفظ هيبة روسيا، ولكن من دون أن ينزع كرامة أوكرانيا، ومن خارج أي محاولة لفرض الاستسلام على كييف.

 

كلفة أقلّ

تحصر موسكو مفهومها للتسوية السياسية، بقبول شروطها الكاملة حصراً، أي بالاستسلام الأوكراني، وهذه مشكلة. وأمام هذا الواقع، قد ترتفع الحاجة الى مساعدة كييف على توجيه ضربات نوعيّة وقاسية للروس، بكلفة مالية وبشرية أقلّ (على الأوكرانيّين والغربيّين معاً)، وبذخائر أقلّ، ولكن بمفعول أقوى على الأرض، يُجبر موسكو على القبول بالسلام العادل.

فماذا عن مساعدة أوكرانيا مثلاً، على توجيه ضربات مؤلِمَة للاقتصاد الروسي، من خلال توسيع الهجمات السيبرانية، أو عبر المسيّرات، لمنشآت النّفط والغاز في روسيا، ولبعض أكبر مراكز الصّناعات الروسية، العسكرية وغير العسكرية، أي تلك التي توفّر المال للروس؟

 

قبل التفاوُض

وماذا عن التطويق الغربي لروسيا، من خلال تسريع عملية تحويل الجيش الأوكراني الى جيش ذات معايير غربيّة، بما يُبعده عن "جذوره الشرقيّة" بالكامل؟ وماذا عن تسريع عملية تحويل أوكرانيا الى "مركز شرقي" لثقل القوّة الأوروبية والغربية، الاقتصادية والمالية، على حدود روسيا؟

فهذه الأمور قد تكون من الضّرورات الأساسية، قبل جلوس كييف الى طاولة المفاوضات، في أي وقت مستقبلاً.

 

ضوابط

شدّد العميد المتقاعد، وقائد عملية "فجر الجرود"، فادي داوود، على أن "الحرب ليست بالتصادُم العسكري فقط، بل هي بالتحضير للحظة الاشتباك، وباستثمار لحظة ما بعده أيضاً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "التطوّر التكنولوجي أدخل حسابات جديدة الى أرض المعارك، منها مثلاً القدرة على استعمال صور الأقمار الاصطناعية، والمسيّرات، والحرب السيبرانية. ولكن روسيا أقوى من أوكرانيا في مجال الهجمات السيبرانية. فموسكو معروفة بجهازَيْن على هذا الصّعيد، هما الـ Cozy Bear، الذي يتبع لجهاز الاستخبارات الروسية رسمياً، وهو يسرق المعلومات من مؤسّسات عسكرية وحكومية، ومن دوائر سياسية غربية كبرى، مثلاً. فيما الثاني هو الـ Fancy Bear، الذي يقوم بالتخريب عبر البرامج الخبيثة، فيشلّ خطوط القطارات مثلاً".

وأضاف:"دول حلف "الناتو" لن تمنح كييف كامل تقنياتها العسكرية، السيبرانية وغير السيبرانية، منعاً لتحويل أوكرانيا الى "قوّة مُطلَقَة" في أوروبا. فهذه هي الضّوابط، والأسلحة التي ترتبط بضوابط، لا تكون قادرة على حَسْم حرب".

 

بدائل

ولفت داوود الى أن "روسيا تتحارب حالياً مع 28 دولة، منها 25 تنتمي الى حلف "الناتو". وتلك الدول تساعد أوكرانيا بقيمة تصل الى نحو مليار دولار شهرياً، وهو رقم كبير، يعني أننا في قلب حرب عالمية. ولكن حرب المقاومة الأوكرانية لا تهزم روسيا، بل تستنزفها".

ورأى أن "نتيجة الحرب لن تظهر قبل عام ونصف، أو أكثر ربما، وهدفها الحقيقي لن يتحقّق في الميدان الأوكراني، بل في شلّ الاقتصاد الروسي، وذلك تماماً كما أن مشروع "حرب النّجوم" الأميركي أنهك السوفيات اقتصادياً خلال الثمانينيات، وشكّل عنصراً مهمّاً في إسقاط الاتحاد السوفياتي".

وأضاف:"النّجاح في توفير البدائل من الغاز الروسي في أوروبا، يعني تكسير سلاح مهمّ يستعمله الروس. ففي تلك الحالة، ستكون روسيا خسرت بالفعل، وستجد نفسها مُجبَرَة على التفاوُض. ولكن لا بدّ من انتظار مدى قدرة الغرب على إيجاد البدائل سريعاً، مع الحفاظ على قدرة اقتصادات بلدانه، على الصّمود".

 

في منزله

وردّاً على سؤال حول التقارير التي يتمّ التداوُل بها، عن العقيد المتقاعد في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فاديم زيمين، الذي كان مسؤولاً لفترة عن حمل الحقيبة النووية التي ترافق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي عُثِرَ عليه في "بركة من الدماء" داخل مطبخ شقته في موسكو، مع التداوُل بأنباء عن محاولة انتحاره، وعن تهم بتلقّيه رشوة... (هو لا يزال في العناية المركّزة)، أجاب داوود:"لا يُمكن التعليق على مثل تلك الأمور، من دون التحقُّق من مصداقيّة وصحة تلك التقارير، بنسبة 100 في المئة".

وختم:"لا بدّ من صدور كلام روسيّ واضح حول تلك المعلومات، ولو على سبيل النّفي. ولكن إذا لم يحصل ذلك، أو إذا تأخّر، فهذا يطرح مجموعة من علامات الاستفهام. وإذا كان الأمر محاولة اغتيال خارجيّة، فهي قد تكون رسالة تقول لبوتين إنه إذا فكّرت يوماً باستعمال السلاح النووي، فما عليك إلا أن تتأمّل بمدى قدرتنا على الوصول الى داخل منشآتك النووية، والى الضبّاط الذين يتحكّمون بصواريخك النووية. والدّليل على ذلك، هو أنّنا هاجمنا حامل حقيبة يدك النووية، في قلب منزله".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار