أي رئيس للجمهورية يُنتَخب اليوم قد لا يتمكّن من إنهاء "عهده"!؟ | أخبار اليوم

أي رئيس للجمهورية يُنتَخب اليوم قد لا يتمكّن من إنهاء "عهده"!؟

انطون الفتى | الجمعة 24 يونيو 2022

مصدر: صناعتنا الأساسية هي تخريج كل حكام الشرق من جامعاتنا وهذا انتهى

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

لا شكّ في أن استقبال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" (اسماعيل هنية) في أكبر المقرات الرسمية اللبنانية، هو الدّليل الأوضح على أن الدولة اللبنانية "مُتحلِّلَة"، ومرميّة في سلّة مهملات المنطقة، والعالم، الى أن تتوضّح الظروف الإقليمية والدولية، ويتمكّن اللبنانيون من إيجاد ثغرة يدخلون من خلالها الى العالم، من جديد.

وهذا ما قد لا يحصل إلا بعد سنوات ربما، مع ما يعنيه ذلك من انهيار لبناني مستمرّ، سياسياً، واقتصادياً، وأمنياً، الى ما بعد مدّة زمنيّة طويلة ربما.

 

سياسة

فلا أحد سينجح بحُكم لبنان الآن. وقد تجد أكثر من جهة داخلية مصلحة لها بالابتعاد عن مفاصل القرار اللبناني. فيما لا شيء أمامنا في مرحلة الـ "ما بين بين"، سوى التشاغُل بقروض "البنك الدولي"، وببرنامج (أو برامج) "صندوق النّقد الدولي"، التي لن تنجح في رسم الإطار اللبناني المطلوب. فالانهيار اللبناني هو سياسي في الأساس، والعلاج يبدأ بالسياسة، وينتهي عندها.

 

"تتسلّى"

كلّ شيء متروك الى ما بعد عام 2027 ربما، أو أكثر. وأي رئيس للجمهورية يُنتَخب اليوم مثلاً، قد لا يتمكّن من إكمال "عهده" إلا إذا استمرّ الانهيار الحالي. وهو لن ينجح بالبقاء في قصر بعبدا لستّ سنوات كاملة، في ما لو رُسِمَت المنطقة بشكلها التامّ، قبل انقضاء الستّ سنوات تلك. فأوضاع المنطقة تُرسَم لحدود عام 2100 أو 2120 ربما، وعندما ينضج كلّ شيء، سيزول "القديم" اللبناني، مع أفرقاء الجمود، والانهيار، سريعاً. وأما في مرحلة الـ "ما بين بين" الحاليّة، فسنكون تحت رحمة سلطة لبنانية "تتسلّى" في المقرّات الرسمية، الى أن يحين الوقت.

 

انتهى

أكد مصدر سياسي أنه "قد يحين الزّمن الذي ستأكل فيه المشاكل لبنان، سياسياً، واقتصادياً، ووبائياً، بما يحوّله الى خطر على المنطقة. وعندها فقط، سيتدخّل الجميع لإيجاد حلّ له".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "لا أحد في الخارج يجد مصلحة له، في مساعدة الدولة اللبنانية، ولا ليهتمّ بالشّعب اللبناني، في الوقت الراهن. فنحن دمّرنا ثرواتنا، وصناعاتنا، وهي المستشفيات، والمدارس، والجامعات، والمصارف. فصناعتنا الأساسية في لبنان هي العلم، وتخريج كل حكام الشرق، وسفراء بلدانه في الخارج، من مدارسنا وجامعاتنا. وهذا كلّه انتهى اليوم".

 

سريلانكا

واعتبر المصدر أن "حكّام لبنان عملاء، لأنهم لا يرسمون حدوداً لإيران، ولا لفريقها، ولا لسلاحه، في المناطق اللبنانية. فلو كان الهدف من تسليح فريقها هو القتال ضدّ إسرائيل، لما كان يجب أن يخرج بسلاحه من منطقة الجنوب. وهنا نسأل، كيف سُمِحَ له باستثمار سلاحه سياسياً في عكار مثلاً، وطرابلس، وكسروان، وجبيل، وغيرها من المناطق اللبنانية؟ حكام لبنان يمتلكون أدوات المواجهة، ولكنّهم يرفضون أن يواجهوا، وهم عملاء".

وأضاف:"يهلّل بعض اللبنانيين لمسؤول ثري يحكم البلد، رغم أنه ليس مستعدّاً لدَفْع أي شيء من جيبه، حتى من أجل إبرام اتفاقيات مع شركات أدوية مرض السرطان، وذلك رغم قدرته على أن يحصل على الكثير منهم، لصالح المرضى. فهل يسير البلد بطريقة طبيعية، في مثل تلك الحالة؟ وما هو هذا الشعب الذي لا يقلب الطاولة، ويطيح بكلّ من يجلس حولها؟".

وختم:"الشعب السريلانكي هاجم منازل حكامه، الذين يشبهون حالة حكّامنا، أي انهم يحكمون كما لو كان البلد مملكة، أو ملكيّة خاصّة لهم. ولكن الشعب هناك أحرق كل شيء، فيما هنا، يعبد اللبناني أولئك الذين يقتلون أولاده".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار