اللبنانيون في أوروبا قد يُصبحون عاجزين عن البقاء فيها فالى أي "جهنّم" يعودون؟! | أخبار اليوم

اللبنانيون في أوروبا قد يُصبحون عاجزين عن البقاء فيها فالى أي "جهنّم" يعودون؟!

انطون الفتى | السبت 25 يونيو 2022

مصدر: الانهيار يزداد تدريجياً الى درجة ستجعله غير قابل للاحتمال

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

أن تكون لبنانياً، وتتعذّب يومياً في "ملاحقة" خبزك، بما يعاكس حقوقك كإنسان. وأن تكون لبنانياً يحتمي من أمطار أواخر حزيران، فيما يشحذ مياهه بـ "القطّارة"، فهذا يعني أنّك "معتّر".

 

"وقحة"

وأن تكون لبنانياً عانى من الحروب العسكرية على مدى عقود، ويُعاني من حكامه، الذين هم أقرب الى حرب داخلية دائمة، ومفتوحة على الشعب، فهذا يعني أنك "ميت".

وأن تكون لبنانياً تحاصره سياسات حكامه الداخلية والخارجية، بنتائجها الاقتصادية والمالية والحياتية، "الانهيارية"، فلا يسعك إلا أن توصّف التعطّش الروسي الى الدماء في أوكرانيا، والى التجويع، والتفقير... في خارجها، إلا بالحرب الروسيّة "الوقحة"، و"عديمة الأخلاق".

 

"أذلاء"

كما تجد أنك كلبناني، غير قادر على توصيف كلّ أولئك الذين يدعمون تلك الحرب حول العالم، سواء بالكلام العلني، أو بلعبة المصالح التمويليّة لسفك الدماء الأوكرانية، إلا بـ "عديمي الشّرف"، وبـ "الأذلاء"، الذين يدعون الى رفع العقوبات عن موسكو، وذلك من دون أن يطالبوها بوقف حربها على أوكرانيا، وبتوقّفها عن لعب دور "السرّاقة ونصّ" للموارد الأوكرانيّة، مع ما لهذا الدّور من مفاعيل سلبية على العالم بأسره.

 

"مساطر"

وإذا كنتَ لبنانياً، فهذا يعني أنك "تتصبّح" و"تتمسّى"، بـ "مثل تلك المساطر" من الحكام في بلادك، يومياً. فهؤلاء هم آباء وأمهات "التلوّث" السّمعي، والبصري، والفكري... وليسوا أكثر من الشّجرة التي تعطّل الأرض. تلك الشجرة التي لا تُثمر، ولا تجد من يقطعها، فيما هي باقية، وباقية، وباقية، لتعطّل الأرض أكثر.

انتخابات انقضت، وتكليف حصل، وتأليف قد يتمّ وقد لا يكتمل. ولا Plan B أو C، أو D ... لدى أحد، يُمكّن أفقر وأضعف الناس، والمرضى... من التعامُل مع صعوبات العَيْش، في بلاد سلطة "الأذلاء" الذين يعطّلون الأرض.

فأكبر دول العالم تعاني لإيجاد بدائل من القمح، والحبوب، والمحاصيل الزراعية، ومصادر الطاقة،... في الوقت الرّاهن، فيما تنظر شعوبها الى الانهيارات العالمية "عا البارد"، بنسبة مقبولة. أما اللبنانيون، فقلوبهم في النار، بين خبز، وماء، وكهرباء، ودواء...، بينما مكوّنات سلطة "الأذلاء" تستمتع بلهيب "جهنّم"، ولو أحرق و"فحّم" كل نفس حيّة، في هذا البلد.

 

صيانة

شدّد مصدر مُطَّلِع على أن "الانهيار الذي ظلّ مضبوطاً في المراحل السابقة، يزداد تدريجياً الى درجة ستجعله غير قابل للاحتمال".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "خذوا المياه كمثل. فكل يوم تبرز مشكلة تتعلّق بهذه المادة الحيوية للناس، بين ما يقول إن انقطاعها يعود الى المشاكل المرتبطة بانقطاع الكهرباء. فيما تلك الأخيرة مرتبطة بأسعار المازوت، وبمدى القدرة على تأمينه بشكل دائم. وحتى عندما يتوفر (المازوت)، ماذا عن أعمال الصّيانة، وكلفتها؟ وماذا عن الدّفع لعمال الصيانة؟".

 

أوروبا

ولفت المصدر الى أن "المشاكل الحياتية تقترب من المرحلة التي سيُصبح فيها ضبطها أشدّ صعوبة. ولا بيانات رسمية كاملة في هذا الشّأن، رغم أننا قد لا نكون قادرين على الثبات تحت سقف مستقرّ من الانهيار، حتى عام 2023، إلا إذا حصلت متغيّرات كبيرة".

وأكد أن "الحرب الروسية على أوكرانيا، التي تؤثر على العالم كلّه، سنعيش مفاعيلها نحن في لبنان أكثر من غيرنا ربما، عاجلاً أم آجلاً. فكل أوروبا تُعاني من حرب اقتصادية عليها، في الوقت الرّاهن. واللبنانيون الذين يعيشون في عدد من الدول الأوروبية، قد يُصبحون عاجزين عن البقاء فيها مستقبلاً، لهذا السبب. ولا بدّ من إجراء الدراسات الرسمية اللازمة على هذا الصّعيد، منذ اليوم، لأن هذا الوضع سينعكس على جزء كبير ممّا يحصل في لبنان، في وقت لاحق، وعلى مختلف الصُّعُد".

وختم:"سبب أساسي في أزماتنا أيضاً، هو غياب البدائل. فنحن نرتبط بكل ما يحصل في العالم، غذائياً، ومائياً، وعلى مستوى الطاقة، والكهرباء، وفرص العمل، ومستويات البطالة، وكل شيء، وسط غياب هائل في البدائل المُتاحة، وفي الأرقام الرسمية، وفي توضيح السُّبُل الكفيلة بعَدَم سقوط البلد في شكل كامل".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار