دول تحكم العالم بالنّفط ومثل من "يلتقط الأرباح" قبل فوات الأوان ولكن...؟! | أخبار اليوم

دول تحكم العالم بالنّفط ومثل من "يلتقط الأرباح" قبل فوات الأوان ولكن...؟!

انطون الفتى | الإثنين 27 يونيو 2022

حبيقة: دول "أوبك بلاس" بمعظمها تمتلك النّفط كسلعة أساسيّة تموّل بها اقتصادها

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

قد يكون صعباً إقناع شعوب الدول الفقيرة، التي تكتوي بنيران الأزمات العالمية مؤخّراً، أكثر من غيرها، بأن الدول التي تستفيد من مستويات إنتاج النّفط الحالية، ومن أسعارها المرتفعة "القاتِلَة" لاقتصادات كثيرة حول العالم، (بأن تلك الدول) تحقّق أرباحاً "أخلاقيّة" مشروعة، وذلك لكون الفئة الثانية تعمل مثل من "يلتقط اللّحظة النّفطية" الحاليّة بـ "فَجَعْ" ذاتي، وتحصر همّها بـ "الكَسْب الآني الأقصى"، قبل أن تتحوّل مصادر الطاقة التقليدية الى ماضٍ، لصالح المتجدّدة والنّظيفة، ومن دون أن تنظر الى ما يوازن بين مصلحتها هي في توجيه ضربات مؤلِمَة للاقتصادات الغربية، لأسباب سياسية ربما، وبين ما يفعله ارتفاع الأسعار العالمي الحالي بأكثر البلدان فقراً وترهُّلاً.

 

خندق واحد

كما قد يكون صعباً إقناع العالم بأن استمرار الإصرار على الانضواء مع روسيا، في خندق الوضع النّفطي الحالي الواحد، الى ما بعد أواخر الصيف القادم، ليس دعماً وتمويلاً للاقتصاد الروسي، وللحرب الروسيّة على أوكرانيا، بشكل مقصود، وذلك بغضّ النّظر عن القدرة، أو عن عَدَم القدرة على رفع إنتاج النّفط الى أكثر من النِّسَب القليلة التي اتُّفِقَ عليها في أوائل الشهر الجاري، و(بغضّ النّظر) عمّا إذا كان ذلك مقصوداً أو إجبارياً لأسباب تقنية أو لا.

 

سقف

صحيح أن لا مكان لـ "الأخلاقيات" في لعبة المصالح، وسياسات الدول، ولكن استمرار الوضع النّفطي على ما هو عليه الآن، في مدى بعيد، قد يتطلّب اتّخاذ خطوات لوضع سياسة نفطية عالمية جديدة، تمنع بعض الدّول من أن تحكم العالم بالنّفط، وبأسعاره، كلّما أرادت ذلك، وحتى لو أن تطبيقها سيكون صعباً. فمن يمتلك السّلعة، هو الذي يتحكّم بأسواقها، وبكلّ ما له علاقة بها، وهو لن يقبل بما يكبّله بطبيعة الحال، على مستوى وضع سقف أو "حدّ أقصى" لأسعار النفط، بهدف كبح ارتفاع الأسعار.

 

شروط

أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة أن "دول اتّفاق "أوبك بلاس" لم تخفّض إنتاج النّفط بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا، بل ان مستويات إنتاجها النّفطي الحالي يعود لاتّفاقات تمّ التوصُّل إليها في ما بينها، منذ سنوات".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "دول "أوبك بلاس" بمعظمها، تمتلك النّفط كسلعة أساسيّة تموّل بها اقتصادها. وبالتالي، هي تحرص على حفظ مصلحتها أوّلاً، وتتصرّف على أساس أنه لا يجوز أن يتمّ التعامُل معها عند الحاجة إليها فقط، والضّغط عليها لزيادة الإنتاج، بعد فرض العقوبات على روسيا. فهي مستعدّة لزيادة الإنتاج، ولكن ضمن شروط تستفيد منها هي أيضاً".

 

فرصة؟

ورأى حبيقة أن "الرئيس الأميركي جو بايدن سيزور المنطقة الشهر القادم، وسيجتمع بقادة الدول النفطية. وهو ما كان ليفعل ذلك، لولا أنه حصل على ضمانات بزيادة الإنتاج. فرئيس الولايات المتحدة الأميركية لن يجعل من نفسه مادّة للسّخرية".

وشدّد على أن "الدول النّفطية لا تدعم روسيا بأسعار النفط المرتفعة، بل تدعم اقتصاداتها الذاتيّة. فهذه سلعة أساسيّة للرّبح بالنّسبة إليها، ولتطوير ذاتها، وذلك قبل أن يُصبح النفط والغاز من الماضي، لصالح الطاقات المتجدّدة".

وأضاف:"أمر أساسي يحصل على مستوى عالمي حالياً، وهو أن كل دول العالم تريد أن تتّجه نحو الطاقات البديلة، من شمس، ورياح، ومياه، لأسباب صحية وبيئية، وسط حديث غربي مُتزايِد عن إنتاج سيارات كهربائية أيضاً. وهذا ما سيجعل اقتصادات الدول المنتجة للنفط بحالة صعبة. ولذلك، نجدها تحاول الاستفادة الآن، وقبل الوصول الى مرحلة التخلّي العالمي الكبير عن النّفط والغاز، نظراً الى أن لديها فرصة حاليّة من جراء ذلك، وهي غير أبديّة".

 

سلاح واحد

وأكد حبيقة "وجود مبالغات في الحديث عن سلطة الدول النفطية على الاقتصاد العالمي، من خلال أسعار النفط. فمن يقف خلف تلك "الهبّة" التضخيميّة السياسية ضدّ الدّول العربيّة النفطية، هي إسرائيل، لتُظهر أن العرب يسيطرون على كل شيء، ولتبثّ الخوف العالمي منهم، لأسباب سياسية".

وختم:"يخفّ هذا التّضخيم السياسي، عندما تُبرم الدول الخليجية صفقات أسلحة مع الغرب. فكلّ ما يحصل في العالم يخضع للعبة المصالح، والضّغط. ولكن تُمارَس بعض السياسات الدولية أحياناً، للضغط على الدول النّفطية العربية. فتلك الأخيرة تحمي نفسها بسلاح واحد تمتلكه، هو سلاح النفط، بينما غيرها يمتلك أسلحة أخرى كثيرة. فعلى سبيل المثال، تمتلك روسيا أسلحة النّفط والغاز والقمح والحبوب والمعادن".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار