لبنان كافح وصمد في الحربَيْن العالميّتَيْن 1 و2 فهل يبقى على "قيد الحياة" بعد الثالثة؟ | أخبار اليوم

لبنان كافح وصمد في الحربَيْن العالميّتَيْن 1 و2 فهل يبقى على "قيد الحياة" بعد الثالثة؟

انطون الفتى | الأربعاء 29 يونيو 2022

درباس: الشعب اللبناني ما عاد ينتظر شيئاً من السلطة

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يعيش العالم حالياً في قلب حرب عالمية حقيقية، تتصارع فيها القوى الدولية الكبرى على مختلف الصُّعُد، فيما تنحصر المواجهة العسكرية في أرض واحدة، هي أوكرانيا.

 

استقلال

وبما أننا ننتمي الى هذا العالم الواسع، نتذكّر أن لبنان الذي كان تحت الحكم العثماني في الحرب العالمية الأولى، جاع خلال تلك الحقبة، لأسباب عدّة، من بينها التجويع العثماني المقصود للّبنانيّين.

أما خلال الحرب العالمية الثانية، فقد عشنا مفاعيل سقوط فرنسا (التي كنّا نعيش في ظلّ انتدابها آنذاك) على يد ألمانيا النازية، وما تسبّب به من تفسّخات فرنسيّة - فرنسيّة انعكس على دول المستعمرات (الفرنسية)، والانتداب، في الخارج، وصولاً الى حدّ دخولنا فلك اختلاف الحسابات الفرنسيّة - البريطانية، وتلك التي تعود الى الفرنسيّين المُتحالفين مع الإنكليز، وأولئك الذين استسلموا لألمانيا، بما ساعدنا على نَيْل الاستقلال في خريف عام 1943.

 

الى متى؟

اليوم، لبنان في قلب حرب عالمية. ولكنّنا نعيش في ظلّ حكم سلطة تجوّعنا، وتفقرنا، وتحاصرنا، وتزيد من حصارنا الخارجي، من دون "جميلة" سلطنة عثمانية. فيما لا فرنسا، ولا بريطانيا، ولا الولايات المتحدة الأميركية، ولا أي دولة أخرى حول العالم، مستعدّة للانخراط في الملف اللبناني، حتى على مستوى إنساني، بما هو أوسع من النّظر الى ما يُمكن للسلطة اللبنانية الفاسدة نفسها، أن تقوم به، مع المؤسّسات المالية الدولية الكبرى.

فالى أي مدى يُمكن لأفقر فقراء، ولأضعف ضعفاء لبنان، أن يعيشوا بَعْد؟

 

كل الوسائل

لفت الوزير السابق رشيد درباس الى "أننا وصلنا الى الجوع، بشكل أوسع من قطع الطعام عنّا، أو من حدّ قدرتنا على الحصول على الغذاء، إذ إن السلطة دخلت الى مدّخرات الناس، وأخذتها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الشعب اللبناني يتكيّف، ويتضامن لبنان المقيم مع ذاك المغترب. والمؤشّرات واضحة أيضاً، على أن اللبنانيين يستعملون كل الوسائل ليعيشوا في بلدهم".

 

عدوّة

ورأى درباس أن "اللبناني ما عاد يعتمد على السلطة في بلده، لكونه بات ينظر إليها كعدوّ له. ويحاول الشعب أن يدبّر شؤونه، وأن يحافظ على البلد، على مستويات ثلاثة، هي: الحفاظ على الكيان اللبناني، ممارسة الحقوق الدستورية ضمن نظام ديموقراطي مذكور بالدستور تحاول السلطة أن تنسفه، وتدبير الضرورات الحياتية بالتعاضُد الاجتماعي. فعلى سبيل المثال، ننظر الى طُرُق وأوتوسترادات استُعين بأنظمة طاقة شمسية لإنارتها، بواسطة تبرّعات لبنانية. فيما لا يزال مُمكناً لأي مريض أن يطلب مساعدة، حتى الساعة، وأن يحصل عليها، بتعاضُد شعبي داخلي، أو من المغتربين".

وأضاف:"هذه هي العناصر التي توفّر التوازن داخل البلد، بين الشعب وسلطته. وهي تدلّ على أن الشعب اللبناني ما عاد ينتظر شيئاً من السلطة، وعلى أنه ينظر إليها كسلطة عدوّة له، سرقته عن سابق تصوُّر وتصميم، وأقفلت كلّ شيء في وجهه".

 

بالقانون نفسه

واعتبر درباس أن "مجلس النواب الجديد يُظهر حقيقة جديدة في البلد، رغم كل شيء، وهي أنه مُشاكِس، وأنه لن يكون الأداة السهلة في يد السلطة. ولكن بمعزل عن ذلك، يستفيد الشعب اللبناني من المناعة الداخلية التي لا تزال متوفّرة في البلد، ليحتاط من "تسونامي" الأزمات الآتي، ومن دون أي اتّكال على شيء رسمي".

وختم:"الشعب اللبناني لم ولن يستسلم. والدّليل هو أن الناخبين في الداخل والخارج، اقترعوا في الانتخابات النيابية الأخيرة، بما أسقط السلطة بنسبة لا يُستهان بها، وبالقانون نفسه الذي وضعته هي لنفسها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار