الحروب توفّر فرص العمل للملايين والسلام الدائم قد يؤدي الى الجوع؟؟؟ | أخبار اليوم

الحروب توفّر فرص العمل للملايين والسلام الدائم قد يؤدي الى الجوع؟؟؟

انطون الفتى | الأربعاء 29 يونيو 2022

مصدر: الصراعات هي من الأمور الطبيعية في حياة البشر

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

في العادة، كل الأنظمة التي تتحمّس للحديث عن "نظام عالمي جديد"، تكون بمعظمها ديكتاتورية، وفاشِلَة، وفاسدة، ودموية، تَعِد شعوبها وشعوب الأرض بما ليس فيها، وبما لا تمتلكه، وتصوّر لهم العالم كما يحلو لها، أو كما تحلم هي به، حصراً.

 

"أبديّة"

وبما أن الحديث عن مثل هذا النّظام (العالمي الجديد) يكثر منذ أشهر، وتحديداً منذ ما بعد إطلاق روسيا العنان لحربها على أوكرانيا، وتباهيها بأنها تكسر زمن الآحادية...، فإنه لا بدّ من التذكير بأن أي نظام عالمي جديد لن يكون أفضل من الحالي، إلا إذا وُجِدَت طريقة للتعامل مع الأنظمة "الأبدية".

فهذا النّوع من الأنظمة، يرتبط بتلك التي يحكمها "الحاكم بأمره"، والذي يمكنه أن يعدّل الدّستور، وأن يغيّر القوانين، من أجل تأمين ديمومة حكمه لمدّة قد تصل الى 40 أو 50 عاماً ربما، الى أن "يُتَخْتِخ"، فيسلّم الشّعلة الى ابنه، أو الى حفيده،... لـ "يحكم بأمره" هذا بدوره، على مدى عقود وعقود أيضاً، وعلى طريقة أن النّظام موجود، يعني أن الدّنيا بألف خير، ومن دون الحاجة الى الالتفات لحالة الشّعب.

 

وظيفة

هؤلاء نتلمّس حضورهم في الأنظمة الرئاسية، أو في تلك الملكيّة على طريقة "قرون ما قبل الحضارة"، أي تلك التي تختلف عن الأنظمة الملكية الموجودة في الغرب، والتي شهدت الكثير من التغييرات، والتي بات حضورها شرفياً أكثر، ومرتبطاً بالتاريخ، والحضارة، أكثر ممّا هو مُترجَم على مستوى سلطة القرار.

والى أن يجد العالم حلّاً لمشكلة أنظمة "الحكام بأمرهم"، لن تجد الأرض سبيلها الى الاستقرار. هذا فضلاً عن أن التطوير في أي بلد يبقى صعباً، إلا في بيئة أنظمة الحكم المحدودة في الزّمن (في شكل عام)، حيث يمارس الحاكم حكمه كوظيفة، تنتهي بخروجه من مركز القرار.

 

ترسم القرار

رأى مصدر واسع الاطلاع أن "الصّراعات والحروب ستستمرّ في العالم، مهما حصل. فلطالما ركّز تاريخ البشرية على الحروب أكثر من الإنجازات العلمية، وهذا ما نجده الى يومنا هذا، وبأكثرية ساحقة".

وشدّد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على أن "الصراعات هي من الأمور الطبيعية في حياة البشر. وإذا أخذنا أكبر بلدان العالم، وأكثرها هيمنة على القرار الدولي، كنماذج، نرى أمامنا أن تلك نفسها تحرّكها شركات الأسلحة، والمجمّعات العسكرية التي ترسم القرار السياسي والاقتصادي، فيها".

 

فرص عمل

وأوضح المصدر أن "الحروب توفّر فرص العمل للملايين حول العالم. ففي الصناعات العسكرية مثلاً، يعمل ملايين البشر، بين مختبرات، ومصانع، وأبحاث... وإذا اتُّخِذَ القرار بسلام عالمي تامّ، فإنه سيُتعِب ميزانيات الدول، حتى في تلك الأكثر تطوّراً، أو ديموقراطية، بالمقارنة مع غيرها".

وختم:"قد تكون الحرب الروسية على أوكرانيا مشكلة، اليوم. ولكن لولا تلك الحرب، لكانت وُجِدَت ذرائع كثيرة لإشعال غيرها، في أماكن أخرى. هذه هي طبيعة البشر، مع الأسف، خصوصاً في بعض المناطق والأقاليم حول العالم، حيث الحروب المتكرّرة، والمُتوالدة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار