الهوة بين المعارضين تتسع... وأكثرية ضائعة لن تتجمّع | أخبار اليوم

الهوة بين المعارضين تتسع... وأكثرية ضائعة لن تتجمّع

| الجمعة 01 يوليو 2022

الحديث عن تغيّر في الأكثرية قد انتهى

"النهار"- اسكندر خشاشو


تركت الاستحقاقات الأخيرة، من رئاسة مجلس نوّاب إلى رئاسة حكومة تداعيات على القوى السياسية، وعلاقاتها ببعضها بعضاً، وكشفت عن هوّة كبيرة بين الأحزاب المعارضة والقوى السيادية والقوى التغييرية التي كان من المفترض أن تشكّل الأكثرية الجديدة، خصوصاً أنّ التقاءها من المفترض أن يكون سهلاً في الملفّات الأساسية والاستراتيجية.

وفي هذا الإطار، يفنّد أحد نوّاب المعارضة لـ"النهار" ما جرى في مدّة الشهر والنصف بعيد انتهاء الانتخابات النيابية، ويرى "أنّ الحديث عن أكثرية جديدة غير واقعيّ، خصوصاً أنّ نوّاب "المستقبل" بحسب تعبيره تموضعوا الى جانب قوى 8 آذار، وهؤلاء النواب الذين يبلغ عددهم أكثر من 8 نواب يرجّحون الدفّة من جهة إلى أخرى، وهذا ما بدا واضحاً عبر انتخاب رئيس مجلس النوّاب وتسمية نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، ووفق هذه المعادلة، يمكن الاعتبار أنّ الحديث عن تغيّر في الأكثرية قد انتهى".


ويضيف: "ذهب هؤلاء النواب بعيداً جدّاً، فهم لم يتجاوبوا لا بل رفضوا أيّ تنسيق مع القوى المعارِضة، تحت "حجّة" الخلاف مع "القوات اللبنانية"، والابتعاد عن الأحزاب والشخصيات الأخرى نتيجة ابتعادها عن سعد الحريري ومعارضتها له، وكأنّ هناك منحى انتقاميّاً للاقتصاص ممن اختلف مع الحريري في السياسة عبر دعم خصومه، ولا يمكن أن يغيب عن بالنا أنّ بعض النواب الذين كان من المفترض أن يكونوا في الوسط كميشال المر وجان طالوزيان تموضعوا بشكل كامل الى جانب قوة 8 آذار.

أمّا النقطة الثانية، ووفق وصف المصدر هي التعاطي الفوقي من القوى التغييرية مع باقي الأطراف، والتصرّف وكأنّهم وحدهم من يمثل الناس، في حين، لدينا تمثيلنا الشعبي الواسع، ونحن أيضاً انتخبتنا شريحة كبيرة من الناس.

ويكشف المصدر عن وجود شبه إجماع لدى القوى المعارضة لبدء تكريس تعاط مختلف مع ال#نواب التغييريين، بعد كلّ الرفض الذي جوبهوا به من هؤلاء، وإجهاض كلّ محاولات التعاون التي قاموا بها، قائلا: "ذهبنا معهم لدرجة القبول بتبنّي أيّ طرح أو اسم في أيّ موقع يعرضوه علينا من دون مناقشة، وأيضاً رفضوا ذلك".

وهنا يقسم النائب المعارِض النواب التغييريين الى ثلاث مجموعات، الأولى لم تستطع أن تختلف عن الجوّ المناطقي الطائفي التي خرجت منه، وفي الوقت نفسه "تداري" الجمهور الذي اقترع لها وهو جمهور "المستقبل" السابق، وتسعى إلى عدم إغضابه، وهو ما برز في موقفها من الأمور الأخيرة التي طرحت على بساط البحث كالزواج المدنيّ والتمسّك بمرجعية دار الإفتاء. المجموعة الثانية تأتي من خلفية إيديولوجية وفكرية تعادي في الأصل توجّهنا السياسي، ولديها خلفيات سياسية مقرّبة من "حزب الله" أو أقله لا تعاديه. أمّا المجموعة الثالثة فهي مجموعة قريبة وتشبهنا في التفكير والتعاطي، والتنسيق معها مستمرّ ودائم في الأمور كافة.

ويشدّد على أنّه "من اليوم وصاعداً لن نبادر في اتّجاههم في أيّ أمر، فإذا أرادوا التنسيق معنا سندرس الأمور والملفّات وفق رؤيتنا، وما يتناسب معنا نقبل به وما لا يتناسب نرفضه"، مشيراً الى أنّ المرحلة المقبلة، أي بعد نحو شهرين، سيتحوّل #مجلس النواب الى هيئة ناخبة ولن يكون هناك تشريع، وبالتالي أن لم يتحدثوا مع الجميع في محاولة للوصول الى حدّ أدنى من اتّفاق على شخصية لرئاسة الجمهورية سنتحوّل جميعنا الى مجموعات متضاربة من دون عمل. وهنا يطرح السؤال، ماذا نكون أنجزنا فيما لو امتدّ الفراغ الرئاسي على غرار الدورة السابقة الى سنتين ونصف؟ معتبراً أنّ "هذا سيرتّب عليهم نتائج كارثية أمام الناس الذين انتخبوهم".

وتبقى النقطة الثالثة المتمثّلة بـ"القوات اللبنانية"، التي شكّلت بحجمها الكبير الذي نالته في الانتخابات عامل خوف لدى العديد من النواب، خصوصاً وأنّ أغلبية نواب المعارضة مسيحيّون، فهناك تخوّف من أن يؤثّر الامتداد الذي حققته على حضورهم الشعبي ما يدفعهم إلى التعاطي معها بحذر. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، يعتبر النائب المعارِض أنّ التجارب تشير إلى أنّ القوات تحاول عادة إذابة حلفائها بها، وهذا ما يدفعهم إلى التمايز عنها ورسم مسافة بينهم وبينها، بالإضافة الى ارتباطاتها الخارجية التي لا تروق لعدد من النواب.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار