من فيينا الى الدوحة وسطح المريخ والمشتري وزُحَل... تفكيك الخطر يبدأ من روسيا! | أخبار اليوم

من فيينا الى الدوحة وسطح المريخ والمشتري وزُحَل... تفكيك الخطر يبدأ من روسيا!

انطون الفتى | الجمعة 01 يوليو 2022

طبارة: إضعاف روسيا وتحجيمها اقتصادياً مسألة جيوسياسية دولية

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

من فيينا الى الدوحة، أو من الدوحة الى سطح المريخ، أو المشتري، أو زُحَل... تتعدّد الأمكنة والأزمنة، والنتيجة واحدة، وهي أنه باتّفاق أو من دونه مع إيران، فإنه لا يُمكن الوثوق بالطرف الإيراني، ولا باحترامه لأي توقيع يقوم به، لا الآن، ولا بعد عقود ربما، خصوصاً عندما تُحشَر إيران في زاوية مصالحها الأمنية.

 

أكثر ضُعفاً

ولكن هل يُمكن التعامُل مع التهديدات الإيرانية بطريقة معكوسة؟

فكما أن سياسات تطويق الصين، والتأسيس لإنهاكها، أو إضعافها، سيُضعف كوريا الشمالية، وممارساتها العسكرية، فإن إنهاك روسيا في أوكرانيا وأوروبا، وعلى المستوى الاقتصادي، سينعكس على الكثير من الملفات الدولية، وعلى انخراط روسيا فيها. وهو ما يُمكنه أن يؤسّس لولادة إيران أكثر ضعفاً، في الشرق الأوسط.

 

موسكو أوّلاً

وبالتالي، بدلاً من التركيز فقط على حَصْر المواجهة مع إيران، وعلى البحث عن حلول لميليشياتها، ولشهواتها الصاروخيّة، فإنه لا بدّ من الاهتمام بإضعاف روسيا أيضاً، وبالتوازي مع ممارسة الضّغوط على طهران.

ففي النهاية، لا قدرة لدى إيران على النّجاح عسكرياً وأمنياً، إلا بمساعدة روسيا، سواء من الناحية التقنية، أو على صعيد "الفيتو" الروسي الدائم لصالح طهران، في مجلس الأمن الدولي. وبالتالي، لا مجال لكَسْر السلوكيات الإيرانية "الخبيثة"، إلا بإضعاف موسكو أوّلاً، كطريق لإضعاف سياسات طهران.

 

شرط أميركي

لفت سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة الى أن "هدف الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، والدول الحليفة لهما، بات مُرَكَّزاً على إضعاف روسيا، لأنها تعتبر أنه سيفتح الباب لتوسيع حلف "الناتو".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "ما يعقّد ويؤخّر نتائج المفاوضات مع إيران، هو فصلها الى قسمَيْن، أحدهما يتعلّق بالملف النووي، وهو ذات طابع دولي. والثاني ذات مستوى إقليمي، يرتبط بالميليشيات الإيرانية، وبالحوار حول علاقة إيران بالدول المُجاورة لها، وما إذا كانت ستنطلق نحو التمثيل الديبلوماسي، والعلاقات الاقتصادية، أم ستكون محصورة بالتصارُع مع الميليشيات التابعة لطهران، دائماً".

وأضاف:"صدّرت طهران "الثورة" الى دول المنطقة، من خلال ميليشياتها. وها هي الشروط العربية والخليجية والإسرائيلية والأميركية، تنهال عليها الآن، وسط شرط أميركي بأن لا رفع للعقوبات، إلا إذا تغيّرت علاقتها (إيران) بالدول المُجاوِرَة لها".

 

مسألة دوليّة

ورأى طبارة أنه "رغم كل ما يُثار عن فَشَل في المحادثات مؤخّراً، إلا أن هذا ليس فشلاً بالمعنى الحرفيّ والتامّ، بل هو تأخير، يمكّن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، وحول علاقة إيران مع دول الجوار، من أن يسيرا معاً، لأن لا توقيع لأي اتّفاق نووي، ولا رفع للعقوبات عن إيران، من دون إيجاد حلّ لعلاقتها مع دول المنطقة، مثل دول الخليج، وإسرائيل. وهذا هو سبب التأخير".

وختم:"الحلّ لمشكلة إيران، يتعلّق بملف ذات مستوى إقليمي. أما إضعاف روسيا، وتحجيمها اقتصادياً، فهو مسألة جيوسياسية، ذات مستوى دولي. وهو رسالة الى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول أن حدود مرحلة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ما عادت مقبولة لدى الغرب أيضاً، وذلك كردّ على حربه على أوكرانيا".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار