اسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم... ولا حتى على شاشات التلفزيون!!! | أخبار اليوم

اسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم... ولا حتى على شاشات التلفزيون!!!

انطون الفتى | الجمعة 01 يوليو 2022

تذكّروا يهوذا الذي ما ان أخذ اللّقمة من يد يسوع حتى دخله الشيطان

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

مُهينٌ للعقل، ومُشكِّكٌ لضعفاء الإيمان، والنّفوس. هذا كل ما يحمله ظهور بعض من يُفتَرَض بأنهم "عمّال" في كرم الرب، على الشاشات، وفي بعض وسائل الإعلام. فهؤلاء، لا يُمكن المرور الى جانب ما يصدر عنهم، مرور الكرام، ولا مع ما يقولونه على أنه "حريّة تعبير"، وذلك لأن صفتهم "الكهنوتيّة" تسبقهم.

فلا مجال للمزاح، عندما يحاول البعض، عن قصد أو من دونه، أن يورّط السيّد المسيح بما ليس منه، وفيه.

 

الحرب

لا يعنينا ما إذا كان هذا "الفلان" أو "الفلان"، ينظر الى الولايات المتحدة الأميركية كـ "عدوّ أوّل"، أو ثانٍ، أو ثالث... للبنان والعالم. فهذا رأيه الشخصي، وهو حرّ فيه. فالأميركيون والغربيون ليسوا "قدّيسين"، و"ما حدا غاشش حالو فيون". ونحن نعلم أن لا "صداقات" لدى الدول، بل مصالح، ومن خارج الأخلاقيات، بنسبة مهمّة. كما لا يهمّنا كثيراً إذا كان هذا "الفلان"، يتحدّث عن واشنطن بالوكالة عن "فلان" فاسد، وسارق، ولصّ، ينفجر قهراً من الأميركيّين، لكونهم يرفضون إزاله عقوباتهم عنه، بما "يقتل" مستقبله السياسي، و(يرفضون) منح "أواخر أيام" فريقه السياسي في لبنان، ولو "حبّة إنجاز".

ولكن ما يعنينا بالأكثر، هو أن يتحدّث هذا "الفلان" بإعجاب، عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعن حربه الدموية على أوكرانيا، مُعتبراً أن بوتين لم يُعلن الحرب، بل هي أُعلِنَت عليه، ومنذ سنوات.

فبذلك، يظهر لنا أن هذا "الفلان"، هو عدوّ للوصيّة الإلهية، "لا تقتل".

 

الغفران

هذه ليست المرّة الأولى التي يُعارض فيها هذا "الفلان"، روح المسيح. فهو نفسه عبّر في وقت سابق، عن أنه "لا يغفر" للعثمانيّين ما فعلوه باللبنانيين، خلال الحرب العالمية الأولى.

ولكن، أن نُطالِب تركيا، أو سوريا، أو روسيا، أو الولايات المتحدة المتحدة، أو... بأن تعترف بالمجازر التي ارتكبتها في لبنان، أو بحقّ الأرمن، أو في أوكرانيا، أو في العراق،... وأن نتحدّث عن الإجرام الإيراني في المنطقة، فهذا لا يمنحنا الحقّ بأن نحقد على تلك البلدان، ولا بأن نجنح نحو البغضاء، ولا نحو الحُكم على شعبها، ولا على نفوس أحد، ولا نحو تمنّي السّوء لهم. فهؤلاء كلّهم مات المسيح وقام من بين الأموات، من أجلهم (وهم إذا هلكوا، فلأنهم رفضوا أو يرفضون خلاصهم، وليس لأن الله خلقهم ليهلكوا، فالله لا يخلق أحداً ليهلكه). وما ننتقدهم به بالسياسة، أو بسبب الحروب، يكون موافِقاً للمناداة بالحقّ، وبالحقيقة، والعدالة. ولكنّنا لا نفرح بالظّلم، ولا بالموت، إذا "زارا" ديارهم في أي يوم من الأيام. كما لا نطالب بانتقام بشري منهم، بل بتأديب إلهي لهم، يتوافق مع خلاصهم.

 

الحقد

فأنت من أنت، حتى تسمح لنفسك بأن تحكم على تركي، أو... وُلِدَ اليوم، وبأن تحمّله ثمن ما ارتكبه العثمانيون قبل أكثر من 100 عام، وبأن تسجنه في حقدك، فيما تسمح لنفسك بحَمْل الأقداس بين يدَيْك، في كل قدّاس؟

وإذا كان السيّد المسيح نفسه غفر لصالبيه، بما يمنعنا من الحُكم على اليهودي نفسه، الذي يولَد اليوم، بأنه "صالِبٌ" للمسيح، خصوصاً أن هذا اليهودي قد يرفض ما فعله أجداده قبل أكثر من ألفَي عام بالمسيح، عندما يكبر، الى درجة أنه قد يؤمن به. فكيف تسمح لنفسك أنت، بالتعبير عن رفض الغفران، وباستمرار، لدولة، أو لشعب، أو لأيّ كان؟

 

دماء

وأين تعلّمت، أنت يا من أنت، دعم القتل، وإراقة الدّماء، في أوكرانيا حالياً؟ "ما يكون بوتين" هو مسيحك، حتى "تقدّس" كل ما يقوم به، ونحن "ما معنا خبر مثلاً؟".

وأين أمضيْتَ سنوات عمرك، أنت يا من أنت، حتى تجعل من نفسك حجر عثرة لإيمان آلاف أو ربما ملايين النّفوس الضّعيفة، تلك النّفوس التي تُطرَب آذانها بالكلام السياسي، من دون أن تبحث في العُمق؟

وأين أمضيْتَ سنوات عمرك، أنت يا من أنت، الى درجة أنك لا تُجيد التمييز بين دماء المسيح، ودماء غير المسيح، ولا تعرف أنه لا يجوز لا لك ولا لسواك، أن يُشبّهوا ذبيحة المسيح على الصّليب بأي واقعة دينية أخرى، لدى أتباع إيمان آخر، سُفِكَت فيها الدّماء، حتى ولو دُعيتَ أنت أو غيرك للمشاركة في مجالس من هنا، أو في أخرى من هناك؟

 

إشرح لنا...

وأين أمضيْتَ سنوات عمرك، أنت يا من أنت، حتى لا تعرف أن تشرح على الشاشات، والمنصّات التي تظهر عليها، أنه لا يجوز لمسيحيّ أن يكون مسيحياً، وأن يكون مُنتمياً لحزب من الأحزاب العقائدية السّخيفة والتافهة، التي أسقطت نفسها بنفسها سواء في العراق، أو في سوريا، وهي ترفض التوراة بحجّة الصّراع مع إسرائيل؟

فرفض المسيحيّ للتوراة، وقوله إنه كتاب "مُحرَّف"، هو نكران لطبيعة المسيح الإلهيّة، واكتفاء بطبيعته البشريّة، بما يجعله مجرّد نبيّ.

فالى جانب أن التوراة هي "العهد القديم" من "الكتاب المقدّس" في الكنيسة، فهي التجسيد الفعلي للألوهيّة المفتوحة على الزّمن، منذ بداية الخليقة، والى أوان تجسُّد الله، بالمسيح يسوع. وهي (التوراة) التي تعلّمنا كيف ربّى الله خليقته منذ ما قبل تجسّده، وهي مرحلة "العهد القديم"، وصولاً الى زمن التجسّد، والقيامة المفتوحة على انقضاء الدّهر، المتجسّدة في "العهد الجديد".

وبالتالي، كيف يمكن لمسيحيّ أن يُنكر ألوهيّة المسيح، عبر حَصْر يسوع بـ "عهد جديد" فقط، كما لو كان نبياً في الزّمن، وأن يدخل (هذا المسيحي) الكنيسة، ويتناول جسد ودم المسيح؟ إشرح لنا، أنت يا من أنت.

 

مناولة

في أي حال، لا يُمكن لأحد أن "يبهدل" يسوع، بل ان الإنسان "يبهدل" نفسه.

فإذا كانت حرب بوتين مشروعة، للدّفاع عن نفسه، فهذا يعني أن "حروب" سوريا على لبنان كانت مشروعة في الماضي، وهي للدّفاع عن نفسها، لكونه (لبنان) "خاصرتها الرّخوة". و"مين بيعرف"، قد يُصبح تحويل كاتدرائية "آجيا صوفيا" الى مسجد، أمراً مشروعاً في أي يوم من الأيام، طالما أن "أُذُن الجرّة" تُركَّب دائماً، بحسب الحاجة، وربما وفق مصلحة "البلاط".

ولكن الأكيد، هو أنه يتوجّب على كثيرين أن يقيّموا دعواتهم، وأن يفحصوا ضمائرهم، قبل أن يتقدّموا لتناوُل جسد ودم المسيح، في كل قداس. فأنتم لا تتناولون bonbons، وتذكّروا يهوذا الذي ما ان أخذ اللّقمة من يد يسوع، حتى دخله الشيطان، فمضى (يهوذا) وسلّمه (يسوع) الى الصّلب، وشنق نفسه، لكونه تناول عن غير استحقاق، فأظلمت نفسه، وأهلكته.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار