الاعتراف بالاحتلال الروسي لأوكرانيا... خطوة كانت ستدفع بايدن لإلغاء زيارته الخليج! | أخبار اليوم

الاعتراف بالاحتلال الروسي لأوكرانيا... خطوة كانت ستدفع بايدن لإلغاء زيارته الخليج!

انطون الفتى | الإثنين 04 يوليو 2022

مصدر: الاعتراف العربي باستقلال دونيتسك ولوهانسك غير قابل للتّنفيذ

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

قد يكون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فعل ما عليه، كرئيس دولة قائمة بحدّ ذاتها (أوكرانيا)، ومستقلّة، وتكافح لرفض الاحتلال الروسي، وذلك من خلال إعلانه إنهاء العلاقات الديبلوماسية مع سوريا بعد اعترافها بـ "استقلال" الجمهوريّتَيْن الانفصاليّتَيْن دونيتسك ولوهانسك، في أوكرانيا.

 

آخر من يتكلّم

فتلك الخطوة (إنهاء العلاقات الديبلوماسية) ما كانت ضرورية تماماً، إلا ضمن إطار المبدأ العام، وقطع العلاقة مع أي دولة تدعم الاحتلال الروسي لأوكرانيا. ولكن لا شيء اسمه دولة سوريا أصلاً، بأبْعَد ممّا هو متوفّر "على الورق"، ديبلوماسياً، وسياسياً، وعسكرياً، واقتصادياً... لتُقطَع العلاقات معها. فهي (سوريا) باتت بقعة جغرافيّة حوّلها نظام حكمها الى أرض "مضروبة" بالأرواح.

وهو (نظامها) هجّر شعبها، وأماته جوعاً ومرضاً وفقراً، وحوّله الى مأساة إقليمية، ودولية. وبالتالي هو (النظام السوري) آخر من يتكلّم، وآخر من يعترف أو لا يعترف، باستقلال أو عَدَم استقلال هذه الأرض، أو تلك، وآخر من يحقّ له بإبداء رأيه في أي مسألة إقليمية، أو دولية.

هذا فضلاً عن أن لا قيمة لأي شيء يصدر عن رئيسها (بشار الأسد)، نظراً الى أنه، ومنذ عام 2012 تحديداً، ليس أكثر من رئيس أعوام الحرب والدّمار والانهيار السوري، وليس رئيس سوريا. والمُضحِك هو أنه (الأسد) اعترف بـ "استقلال" دونيتسك ولوهانسك، أي باحتلال روسي لأراضٍ أوكرانيّة، فيما هو (الأسد) يطالب باستعادة الجولان من الاحتلال الإسرائيلي، والشمال السوري من الاحتلال التركي. وحقيقة أن روسيا هي دولة "صديقة" له (الأسد)، لا يغيّر في واقع أن الروس هاجموا أوكرنيا في عام 2022، واحتلّوا أراضٍ اتُّفِقَ على "أوكرانيّتها"، قبل عقود.

 

مصداقيّة

أمر آخر أيضاً، يبرز في هذا الإطار، وهو أن بعض المنصّات العربيّة، تُظهِر دعماً عربياً مستتراً، ولكنّه واضح المعالم، لروسيا في حربها على الأوكرانيّين.

فبعض تلك المنصّات التابعة لهيئات وأنظمة رسميّة معروفة، تتبنّى الروايات الروسية الكاملة والتامّة في أوكرانيا، ومثل من "يبصم بصماً".

وحتى إن بعض تلك المنصّات تسمّي الحرب الروسية تلك، بالعمليّة العسكرية الروسية، أو "العمليّة الخاصّة"، في شكل يدفعنا الى السؤال عن أنه كيف يُمكن للعرب أن يُطالبوا بحلّ للقضيّة الفلسطينية، بما يُعطي الفلسطينيين حقوقهم في وجه الاحتلال الإسرائيلي، فيما هم (العرب) ينظرون الى الاحتلال الروسي لأوكرانيا، على أنه شرعي؟

وماذا لو اعترف بعض العرب بعد مدّة، أو في وقت أبْعَد، وتباعاً، بما قد يعتبرونه "استقلال" دونيتسك ولوهانسك؟ وماذا سيكون موقفهم من الجولان، ومن شمال سوريا، ومن مزارع شبعا... في مثل تلك الحالة؟

قد تكون حرب اليمن مُحرِجَة للعرب، ولقدرتهم على التوصيف بين "حرب"، أو "عمليّة خاصّة"، أو "عدوان"، أو "احتلال"، بدقّة. ولكن من المؤكَّد أنه لا يُمكن لطرف واحد، أن يعترف  بشرعيّة احتلال أراضٍ في مكان، بموازاة مطالبته بتحرير أخرى، في أي مكان آخر، وذلك من باب المصداقيّة، على الأقلّ.

 

مُحضَّرَة

أكد مصدر خبير في الشؤون الدولية أنه "من المستحيل أن تقوم بعض الدول العربية بدعم روسيا جهاراً في حربها على أوكرانيا، ولا أن تعترف باستقلال الأقاليم الأوكرانيّة الانفصالية المحتلّة، ولا حتى بعد مدّة. وإلا، لما كان الرئيس الأميركي جو بايدن ليزور الخليج، أبداً. فتلك الزيارة ليست محصورة بملفات الشرق الأوسط، بل بما يحدث في العالم عموماً، وبتثبيت الإطار التحالُفي والتنسيقي المُناسِب بشأنها".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "نتائج زيارة بايدن مُحضَّرَة سلفاً. فهو سيزور المنطقة لا ليبحث، ولا ليناقش، بل يزورها بعدما انتهت النّقاشات والمباحثات، وطُبِخَ كلّ شيء، في جميع الملفات، وعلى المستويات كافّة".

 

ليس هدفاً

وشدّد المصدر على أن "الاعتراف العربي باستقلال دونيتسك ولوهانسك، غير قابل للتّنفيذ، حتى ولو سعى الروس الى انتزاعه".

وختم:"بمعزل عن أن هذا الاعتراف سيكون مُحرِجاً للدول العربية، على مستوى دعم احتلال، فإن العرب يريدون من بايدن أن يزورهم، وأن يحسّن علاقته بهم، لأن في ذلك مصلحة لهم أيضاً. وبالتالي، إذا اعترفوا بالاحتلال الروسي لأوكرانيا، ولو بعد مدّة، فإنهم سيخرّبون علاقتهم بالولايات المتّحدة الأميركية. وهذا ليس هدفاً لديهم".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار