العقوبات ممتازة ولكنّها "على الورق" فمن يُوقِف "حمّام الدمّ" على الأرض؟! | أخبار اليوم

العقوبات ممتازة ولكنّها "على الورق" فمن يُوقِف "حمّام الدمّ" على الأرض؟!

انطون الفتى | الخميس 07 يوليو 2022

عجاقة: إضعاف روسيا للأسواق الأميركية والأوروبية سيُضعِف الصين أيضاً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

أصوات غربيّة كثيرة، اعترفت منذ بداية فرض العقوبات على روسيا، بسبب حربها على أوكرانيا، بأن هناك ثمناً سيدفعه "العالم الحرّ" من جراء تلك العقوبات، وبأنه كبير، ولكنّه ضروري، نظراً الى أن كلفة السماح بالانتصار المجاني لروسيا فيها، ستكون أكبر، وأفظع.

 

العدالة

ولكن مع مرور الأيام، يزداد شعور "المواطن العالمي"، لا الأوكراني وحده، بالحاجة الى إنقاذ العدالة، نظراً الى أن الجثث المتفحّمة في أوكرانيا، ومشاهد الأشلاء، والدمار والتهجير، لا تحتاج الى جداول وأرقام فقط، بل الى ما يضع حدّاً لآلة الحرب الروسية، التي تُكمِل عملها على طريقة "يا قاتل، يا مقتول"، مُعتمدة على أسعار النفط المرتفعة، التي "تهلك" الاقتصادات.

 

"إنجازات"

المفوّض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أكد أن العقوبات الغربية تؤثّر بشدّة على الاقتصاد الروسي، وأن هذا التأثير سيزداد مع مرور الوقت، خصوصاً أن روسيا تعتمد في التقنيات المتقدّمة على أوروبا، بنسبة 45 في المئة، وعلى الولايات المتحدة الأميركية بنسبة 21 في المئة، وعلى الصين بنسبة 11 في المئة فقط. فيما تمنع العقوبات موسكو من إنتاج صواريخ متطوّرة، مؤكّداً أن البديل الذي ستقدّمه الصين للاقتصاد الروسي، يبقى محدوداً، خصوصاً في المنتجات عالية التقنية، وأن الحكومة الصينية التي تعتمد بشكل كبير على صادراتها إلى الدول المتقدّمة، لم تسمح لروسيا بالالتفاف على العقوبات الغربية. بينما تراجعت الصادرات الصينية إلى روسيا بنِسَب مُماثلة لتلك الخاصة بالدول الغربية.

هذه معطيات تؤكّد صعوبة الوضع الروسي، في مدى بعيد، وفق جداول، وأرقام... يفهمها أهل الاختصاص. ولكن من يوفّر العدالة الملموسة للإنسان الأوكراني و"العالمي"، الذي يحتاج الى خطوات كفيلة بوقف "حمّام الدم" في أوكرانيا سريعاً، في وقت يجلس فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كملك مُنتصر على عرشه، ويشاهد مآسي الحرب، مثل من ينظر الى "إنجازات"؟

خطوات أخرى

أكد الأستاذ الجامعي، والباحث في علم الاقتصاد، البروفسور جاسم عجاقة، أن "روسيا دولة كبيرة جدّاً، حيث الثروات الطبيعية الهائلة. ومُعاقبتها ليست عمليّة سهلة، وهي تحتاج الى وقت ليظهر مفعولها".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الجميع اعتقدوا أن روسيا ستسقط خلال شهر واحد، بعد بَدْء مسار فرض العقوبات عليها، ولمجرّد المساس بصادرات الطاقة فيها، لا سيّما أن أساس صادراتها هي من النفط ومشتقاته أولاً، والغاز من بعده. ولكن هذه الاستراتيجيا صحيحة "على الورق"، وهي تحتاج الى دعمها بخطوات أخرى، لم تحصل حتى الساعة".

 

النّجاح

وشرح عجاقة:"لم تدعم الولايات المتحدة الأميركية الدول الخليجية في ملفَّي إيران واليمن. وراحت تركّز على مواضيع حقوق الإنسان، بشكل جعل تلك الدول (الخليجية) ترفض زيادة ضخّ النّفط في السوق، رغم أنها قادرة على ذلك، نظراً الى قدرتها الإنتاجية غير المُستخدَمَة. ولكنّها لم تفعل ذلك، انطلاقاً من أن الأميركيين لم يستجيبوا لمخاوفها المرتبطة بالحوثيين وطهران، وهو ما ضرب الاستراتيجيا الأميركية المتعلّقة بالعقوبات على روسيا".

وأضاف:"النجاح الأميركي يتطلّب ضمان إحداث قطع شامل لاستيراد النفط والغاز من روسيا، مع الاعتماد على نفط منطقة الخليج. بالإضافة الى تعاون دولي أكبر في ما يتعلّق بتأمين المواد الأولية الأخرى، بما هو بديل من الصادرات الروسية منها".

 

فرصة

وأشار عجاقة الى أن "روسيا تضغط حالياً في المجال النفطي، حتى ترفع الأسعار، وتزيد التضخُّم، وهو ما يؤذي الاقتصاد الأميركي، والاقتصادات الأوروبية. ولكن الاستراتيجيا الروسية تلك، إذا استمرّت طويلاً، ستتسبّب بضعف في السوقَيْن الاستهلاكيَّيْن الأكبر والأقوى حول العالم، وهما الأميركي والأوروبي، حيث القدرات المالية الكبيرة، والأسواق الناضجة. وهذا بدوره سيُضعف الاقتصاد الصيني، واقتصادات الدول النامية أيضاً، التي تعتمد على صادراتها الى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا. وبالتالي، اللّعبة النّفطية الروسيّة تُضعِف الصين أيضاً، الحليف الاستراتيجي لروسيا، وهو ما سيعود وينعكس على موسكو بدورها، في وقت لاحق، أيضاً".

وختم:"الأرباح المالية النفطية لروسيا، تُستنزَف في الحرب حالياً، بدلاً من إنفاقها على تحسين الاقتصاد الروسي. وهذا عامل لا بدّ من أخذه في الاعتبار أيضاً. ولكن في المديَيْن المتوسّط والبعيد، قد تستفيد روسيا من تلك الأموال، لتمويل صناعتها العسكرية التي تقلّصت مع الوقت، بسبب قلّة الاستثمارات فيها. وهذه ستكون فرصة بالنّسبة الى موسكو".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار