حلقة "أنغلوساكسونيّة" سقطت فهل يخسر بايدن "النّصفيّة" ويفوز نتنياهو فيُعلن بوتين "انتصاره"؟! | أخبار اليوم

حلقة "أنغلوساكسونيّة" سقطت فهل يخسر بايدن "النّصفيّة" ويفوز نتنياهو فيُعلن بوتين "انتصاره"؟!

انطون الفتى | الخميس 07 يوليو 2022

شحيتلي: عمليّة عضّ الأصابع مستمرّة في أوكرانيا بانتظار من سيصرخ أولاً

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

هل ينجح الرّهان الروسي على التضخُّم، وعلى الاقتصادات الغربيّة "المُتعَبَة" حالياً، وعلى لعبة الاحتكام الى الديموقراطية و"الرأي العام" في الدول الغربيّة، لإحداث تغييرات سياسيّة في دول العالم "الأنغلوساكسوني" تحديداً، الذي تعتبره روسيا الخطر الأكبر عليها، منذ بَدْء حربها على أوكرانيا؟

 

متغيّرات

وهل تؤدّي الاضطرابات السياسية الأخيرة في بريطانيا، بسبب "استسلام" رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون، واحتمالات خسارة الحزب "الديموقراطي" الانتخابات "النّصفية" في الولايات المتّحدة الأميركية، في تشرين الثاني القادم، الى  بداية "عدّ عكسي" لانتصار روسيا على أوكرانيا، عبر تقليص وتخفيف، أو ربما إلغاء، بعض المساعدات والميزانيات، الأميركية والبريطانية، لكييف؟

وماذا عن نتائج احتمالات عودة رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو الى السلطة في إسرائيل، بعد مدّة ربما، وهو "صديق كبير" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، (نتائج ذلك) على انتقال تل أبيب من دور "الدّاعم النّاشف" لأوكرانيا، الى الدّاعم العلني والمباشر لروسيا في هجومها على الأراضي الأوكرانيّة؟

 

مستقبل الحرب

فوصول نتنياهو الى السلطة، قد يعني العودة الى "التنسيق الأقصى" بين إسرائيل وروسيا في سوريا، مع ما قد يعنيه ذلك من "مقايضات عميقة" بين الجانبَيْن، في ملفّات عدّة ستشمل أوكرانيا حتماً، وهو ما سيصعّب أوضاع كييف، أكثر فأكثر، في تلك الحالة.

وبالتالي، ماذا عن مستقبل الحرب الروسيّة على أوكرانيا، في ظلّ الاضطرابات والمتغيّرات السياسية، الحالية والمُمكِنَة، سواء في الغرب، أو في إسرائيل؟

 

صراخ

رأى اللواء الرّكن المتقاعد عبد الرّحمن شحيتلي، أن "عمليّة عضّ الأصابع بين روسيا والغرب مستمرّة في أوكرانيا، وبانتظار من سيصرخ أولاً. فموسكو تراهن على بداية فصل الشتاء، لتصرخ أوروبا برداً، فتُصبح مستعدّة لأي اتفاق من أجل شعوبها. أما الرّهان الأميركي، فهو أن يصبح الضغط داخل روسيا، لوقف الحرب".

ورجّح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن يكون "الرّهان الروسي أكثر صلابة، خصوصاً أن البريطانيين مثلاً، يعتبرون أنهم ليسوا مُضطّرين للانخراط في صراع بعيد من أرضهم، الى هذا الحدّ. لا بدّ من الوصول الى اتّفاق معيّن في النهاية، ولكن يُمكن للغرب أن يتراجع أكثر من روسيا، لكونه يقدّم من جَيْب أوكرانيا لا من جيبه الخاصّ. بينما أي تراجُع روسي الى الوراء، ومن دون أي مكاسب، فهو يعني نهاية لروسيا".

 

ألاعيب

ولفت شحيتلي الى أن "الوضع الاقتصادي العالمي، والحاجة الى البدائل من الغاز الروسي، يغيّران المعادلة. وكما يبدو، فإن تراجُعاً سياسياً ستشهده الإدارات البريطانية والأميركية الحالية، لصالح إدارات مستعدّة لإعطاء الروس مكاسب من أجل وقف الحرب. فهذا أمر مُرجَّح. هذا فضلاً عن أن الأوروبيّين يشعرون بضرورة اعتمادهم على أنفسهم الآن، وليس على الولايات المتّحدة الأميركية، ضمن ما يُمكن تشبيهه بـ "ناتو" يتشكّل داخل القارة الأوروبية، ويقوم على وحدة أوروبية، بقيادة ألمانيّة ربما".

وأضاف:"من ناحية إسرائيل، فحتى لو فاز نتنياهو مجدّداً، إلا أن تل أبيب عاجزة عن الاستمرار من دون الدّعم الأميركي لها، اقتصادياً وعسكرياً. وبالتالي، قد تمتنع إسرائيل - نتنياهو عن دعم أوكرانيا، ولكن لا يُمكنها أن تدعم روسيا أبداً، نظراً الى العجز الإسرائيلي عن ممارسة مثل تلك الألاعيب مع الأميركيين".

 

أسلحة

ورداً على سؤال حول الوفيات الغامضة والمستمرّة، لكبار "الميليارديرات" الروس، منذ بداية الحرب الروسيّة على أوكرانيا، أجاب شحيتلي:"عدد كبير منهم ينتشر حول العالم، ولديهم مصالحهم سواء في منطقة الخليج، أو في أوروبا، أو الصين، أو في بريطانيا أيضاً، وهم تضرّروا كثيراً من جراء الحرب. وهؤلاء يشكّلون ما يُشبه "اللّوبي" الذي يؤثّر على الحكم في روسيا، ويتململون من الحرب، لكونها تضرّ بمصالحهم الاقتصادية. وهذا "اللّوبي" قادر على أن يؤثّر على سلطة الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين)".

وعن استمرار تزويد الغرب أوكرانيا، بالسلاح، أشار الى أن "الأميركييّن يعتمدون نهجاً دقيقاً في تسليم الأسلحة. وهم لا يسلّمون أسلحتهم المتطوّرة، إذا كان من الممكن أن تسقط في أيدي خصومهم. وبالتالي، إذا كانت شديدة التطوُّر، يُرسلون قوّة أميركية لتديرها، ولا يوكلون أمرها للجيوش الحليفة لهم. والمثال على ذلك، هو أن منظومات الصواريخ الأميركية شديدة الدقّة، الموجودة في كوريا الجنوبية، وشمال فلسطين المحتلّة، يديرها الجيش الأميركي بنفسه".

وختم:"من هذا المُنطَلَق، من المُستبعد أن تسلّم واشنطن أسلحة متطوّرة جدّاً لأوكرانيا، خصوصاً أن الأميركيّين والغربيّين يخوضون الحرب هناك، لتأخير روسيا عن الوصول الى حدود دول حلف "الناتو"، ولتكبيد موسكو الكثير من الخسائر، فقط، وذلك لعلمهم بأنه لا يُمكنهم منعها من تحقيق أهدافها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار