شينزو آبي... "كينيدي" اليابان أو "الأوّل" ضمن "مشروع" الـ 100 ألف اغتيال؟! | أخبار اليوم

شينزو آبي... "كينيدي" اليابان أو "الأوّل" ضمن "مشروع" الـ 100 ألف اغتيال؟!

انطون الفتى | الجمعة 08 يوليو 2022

مصدر: التوجُّه ليس لصالح الحروب بل لعَدَم الاستقرار الاقتصادي والسياسي

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

ليس عادياً أن تدخل اليابان، وهي الدولة "المُسالِمَة" والحليفة لـ "العالم الحرّ" في شرق آسيا، ضمن "حفلة" الفوضى الدمويّة، بجريمة قد تكون من الدّرجة 100 ألف، ربما.

فنحن في عالم مريض بالجنون، ينتقل من حال "الحَبَل" بالأحقاد والمشاكل، الى مخاض الولادة بها، ضمن مدّة زمنيّة قصيرة، تتساقط فيها كل الخطوط الحمراء، السياسية، والعسكرية، والاقتصادية...، وكلّ الأخلاقيات.

 

نزيف الدّماء

ها هي الحياة مستمرّة، رغم أننا نصحو ونغفو يومياً على مشاهد القتل والدمار في أوكرانيا، وعلى رؤية الصواريخ الروسيّة تسقط على الناس. ورغم ذلك، نجد العالم "تمْسَح"، واعتاد على تلك المشاهد، وعلى المساعي الروسيّة لإحداث انقلاب عسكري في أوكرانيا، يقتل مكوّنات السلطة السياسية فيها، ويسلّم كييف للروس، على "طبق من فضّة".

وها هي الحياة مستمرّة، رغم أن أعداداً هائلة من البشر "مرشّحة" للقب "ضحايا الجوع"، بسبب مفاعيل الحرب الروسية على أوكرانيا. ورغم ذلك أيضاً، "الكلّ متَمْسَح"، واعتاد على الفكرة، الى درجة أن رؤساء بعض أفقر دول العالم، سقطوا في فخّ المطالبَة بالقمح والحبوب والغذاء، من دون الحديث عن وجوب وقف نزيف الدماء الأوكراني.

 

اغتيال

وهذه هي الحياة نفسها التي ستستمرّ، بعد اغتيال رئيس الحكومة اليابانية السابق، شينزو آبي، متأثراً بإصابته بعد إطلاق النار عليه خلال تجمُّع انتخابي، وذلك رغم أنها "حادثة" غير اعتيادية، تُعيد الى الأذهان مقتل الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي، في عام 1963. (بغضّ النّظر عن الاختلافات التي تُحيط بالجريمتَيْن، على مستويات عدّة، وبمعزل عمّا إذا كانت أسبابهما داخلية فقط، أو داخليّة - خارجيّة، أو مرتبطة بأجواء الاضطراب الدولي، سواء تلك الحالية بالنّسبة الى آبي، أو خلال الستينيات، بالنّسبة الى كينيدي).

 

في الزاوية

وهذه هي الحياة نفسها التي ستُكمِل، وكما لو أن شيئاً لا يحصل، حتى ولو استعملت روسيا أو غيرها، أسلحة الدمار الشامل، وحتى ولو أدى ذلك الى مقتل ملايين البشر، خلال ثوانٍ قليلة.

فها هي روسيا، وبعد مراحل "التأهُّب" النووي، تؤكّد بتكرار أنها استخدمت "جزءاً صغيراً" من إمكانياتها العسكرية، في حربها على أوكرانيا، وذلك كما لو أنها تحضّر العالم للمزيد، وعلى طريقة أن "لا تحاولوا حَشْري في الزّاوية".

 

تصفية حسابات

عالم تتساقط فيه كلّ المحرّمات، بدءاً من الأذهان، واللاوعي البشري الجماعي العام، وصولاً الى حدود التّنفيذ، فيما الفوضى وحدها تتحكّم بمستقبل الكرة الأرضيّة، بين "سفّاحين" و"فوضويّين".

"سفّاحون" في الشرق، يتحدّثون عن نظام عالمي جديد، هو نظام السلاح، والحديد، والنار. و"فوضويّون" في الغرب، بإسم ديموقراطية فوضوية، فاشِلَة في توفير الاستقرار السياسي داخل البلدان الغربية، في عزّ الحاجة الى التفرّغ للدّفاع عن السلام العالمي، في الوقت الرّاهن.

والمهمّ، هو أن لا تُصبح الطريقة التي انتهت بها حياة آبي، "قاعدة"، في عالم يتوغّل في فقدان "القواعد". والمهمّ أيضاً، هو أن لا يبدأ عصر جرائم القتل التي تطال حياة بعض المسؤولين، والزعماء، والحكام... غير المرغوب بهم، في مختلف الدول، وخصوصاً في تلك التي تشكّل ساحة لمواجهات دولية ساخنة، مثل أوكرانيا وسواها، بتنفيذ داخلي أو خارجي، أو على المستويَيْن معاً، بما سيفتح الساحة الدولية على حرب عالمية بـ "الاغتيالات"، في كلّ مرّة تزداد فيها الرّغبة بتصفية الحسابات.

 

إنهاء الحروب

رأى مصدر خبير في الشؤون الدولية أن "هناك نظاماً عالمياً جديداً، بدأت ملامحه تظهر، وهو يرتكز على الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، والى جانبهما دول مجموعة "بريكس"، التي وإن كانت لا تمتلك أقوى الاقتصادات في العالم، إلا أنها تُمسِك بكتلة ديموغرافية هائلة على الكرة الأرضية".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ما يحصل حالياً، يُثبت أن الغرب والولايات المتحدة الأميركية، لا يمتلكان وحدهما القدرة على إنهاء الحروب، لا في أوكرانيا، ولا في اليمن، أو العراق، أو سوريا...".

 

حرب؟

ولفت المصدر الى أن "رغم كل شيء، فإن التوجُّه ليس لصالح الحروب، بل لعَدَم الاستقرار الاقتصادي العالمي أولاً، ومن ثمّ السياسي. فالتخبُّط العسكري واضح في كل مكان، ليس في أوكرانيا وحدها، بل في الدول الفقيرة أيضاً، ومنها دول أفريقيا، وصولاً الى الحدود المغربية - الجزائزية، وليبيا، حيث تُفرّغ الدول الكبرى مشاكلها واختلافاتها، في أفقر المناطق".

وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت "الحرب الكبرى" مُنتَظَرَة في تايوان، لا سيّما أن الصين "تقطف ثمار" الاستنزاف الغربي والروسي، على الأراضي الأوكرانيّة، أجاب:"لا أعتقد ذلك. فالصين تستفيد من الحرب في أوكرانيا، مثل أي دولة كبرى تقطف ثمار صراعات الدول الكبرى الأخرى، مع بعضها البعض. ولكن لا توجد أي جهة بعيدة تماماً من التأثُّر بتلك الحرب، وذلك بمعزل عن أن أوروبا تدفع أغلى الأثمان من جراء ما يجري في أوكرانيا، وبدرجة أولى".

وختم:"لا واشنطن ولا بكين تريدان الحرب في تايوان. ومن المرجّح أن تحصل تسويات سياسية، تعطي الجزيرة وضعاً خاصّاً. فضمّ الصين لها هو عمليّة صعبة، لكونها (تايوان) من الهيكلية الاستراتيجية السياسية والعسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة الأميركية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار