فُتِحَت على مصراعيها ...عون وبارود ومعوض والبستاني | أخبار اليوم

فُتِحَت على مصراعيها ...عون وبارود ومعوض والبستاني

جان الفغالي | السبت 09 يوليو 2022

بقلم جان الفغالي- "أخبار اليوم"

فُتِحَت على مصراعيها ...
دستوريًا، معركة رئاسة الجمهورية تبدأ قبل شهرين من انتهاء الولاية الرئاسية، في الحادي والثلاثين من تشرين الاول المقبل، أي في الاول من ايلول المقبل، لكن سياسيًا، المعركة فُتِحَت في عواصم القرار، وتحديدًا في واشنطن وباريس وموسكو، وفي العواصم المعنية وتحديدًا السعودية ومصر وإيران.
المسؤولون والسياسيون يرصدون حركة سفراء تلك الدول، وحركة المرشحين المفترضين، الجدِّيين طبعًا، علمًا أن رئاسة الجمهورية لا تحتاج، دستورًا، إلى ترشيح، بل إن الإسم أو الأسماء، تظهر في الغربلة سواء ترشَّح اصحابها ام لم يترشحوا.
تبدو الاسماء هذه المرة خارج المتداول المتعارَف عليه، في انتخابات العام 2016، كانت الأسماء المطروحة جزءًا ممن هم مطروحون اليوم: من رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه الذي كاد ان يبلغ "مفرق القصر الجمهوري "، إلى الدكتور سمير جعجع، إلى العماد ميشال عون الذي كان يصعب تجاوزه، ورَفَض رئيس المجلس نبيه بري انتخابه لأنه لا يريد أن "ينتخب رئيسين في آن واحد" قاصدًا الوزير جبران باسيل هو الرئيس الثاني.
من خارج هذا الاصطفاف، كان مطروحًا ايضًا قائد الجيش آنذاك العماد جان قهوجي الذي تراجعت اسمه بشكل دراماتيكي بعدما تاكد أنه "إما عون وإما الفراغ ... ولو طال الزمن " .
بين 2016 و2022 ، تغيَّر المشهد والظروف وتعدَّلت المفاهيم والمعايير، حين هبَّت رياح العماد عون، تمَّ ابتداع "النظرية" القائلة: "الاقوى في طائفته"، وانطبقت هذه النظرية على الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وبالتأكيد على الرئيس نبيه بري. اليوم تبدَّلت المعايير، الرئيس نجيب ميقاتي ليس الاقوى داخل طائفته، حتى انه ليس لديه نائب واحد في البرلمان، كما ان الرئيس بري لم يعد الاقوى داخل طائفته، وهذا ما بيَّنته الاصوات التفضيلية، هذه المعطيات من شأنها ان تنسحب ايضًا على رئيس الجمهورية العتيد، من خلال استبعاد ان يكون "الاقوى في طائفته . "
المتداول، في هذا السياق، وحتى الساعة، من خارج الإصطفافات المدنية، قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي يظهر إسمه على كل "التابلوهات" المطروحة، داخليًا وفي العواصم المؤثِّرة، علمًا ان انتخاب قائد الجيش له ظروف تختلف عن الظروف العادية.
بعد قائد الجيش تتلاحق "التابلوهات" ، وفيها اسماء متداولة ، قديمة وجديدة، منها مَن باشر حركته واتصالاته، ومنها مَن بدأت الدوائر "تشتغل له ".
من الاسماء المتداولة وزير الداخلية السابق المحامي زياد بارود. على رغم أن المحامي بارود متحفظ لدى مناقشته في هذا الموضوع، وحذِر في مقاربته، فإنه يبدو مقبولًا من المجتمع المدني ومن المعارضة، وغالبًا ما تلقى مناشدات للترشح إلى الانتخابات النيابية، لكن حسابات حقل صناديق الإقتراع لم تطابق بيدر صناديق الأموال، فقرر الإنكفاء مفضِّلًا العزوف بعدما تبلورت لديه سلفًا الاصوات التفضيلية "غير المجانية ".
في "السباق الرئاسي" إسمٌ " عريق وعتيق" هو المحامي والوزير السابق ناجي البستاني، في استعارة لِما هو وارد في إخراجات القيد، فهو سياسي ليس فقط منذ اكثر من عشرة اعوام بل منذ نصف قرن، إبن بيت سياسي بامتياز، من جهة الدكتور فؤاد افرام البستاني، عضو الجبهة اللبنانية والمؤرِّخ والعلامة اللغوي، ومن جهة شقيقه المرحوم زاهي البستاني رجل المهمات الصعبة، والمستحيلة احيانًا و"كاتم سر الجمهورية" الذي ذهب معه .
المحامي ناجي البستاني يجمع بين صفة الجدية المفرطة لشقيقه المرحوم زاهي، وبين المثابرة على الدفاع عن حقوق المؤسسة العسكرية، وهو الذي عُرِف بأنه "محامي وزارة الدفاع"، صحيحٌ أن "بستانيَّيْن" تبوَّآ سدة النيابة في الشوف، بعد الطائف وهما، المرحوم نبيل، واليوم فريد، لكن ناجي هو الحاضر الدائم في علاقته بالشوفيين، سواء في دير القمر أو في مكتبه في فرن الشباك، من خلال تلبية ما يطلبه منه الشوفيون وهو الذي لا يُقفِل بابه. حركته لا تهدأ، واحدثها هذا الأسبوع لقاء لثلاث ساعات مع البطريرك الراعي توسطها غداء وسبر اغوار لكل الملفات.
فُتِحَت على مصراعيها، والايام الآتية تَشي بمزيدٍ من الاسماء، ومن أبرز الأسماء المطروحة أيضًا النائب ميشال معوض رئيس حركة الاستقلال الذي يحظى بثقة داخلية وسِعة علاقات جدِّية ومحترمة مع عواصم القرار وعواصم معنية، من واشنطن إلى الرياض، وما بينهما، فإذا كان والده الشهيد رينيه معوض "رئيس جمهورية الطائف"، فهل يكون ميشال معوض "مرشح لرئاسة الجمهورية لتجديد الطائف".
الاسماء تتوالى ... لقد فُتِحَت على مصراعيها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة