لبنانيون ينعمون بـ "أفيونيات" الصيف تحت أجنحة من "يتطاولون" على الدولة! | أخبار اليوم

لبنانيون ينعمون بـ "أفيونيات" الصيف تحت أجنحة من "يتطاولون" على الدولة!

انطون الفتى | الإثنين 11 يوليو 2022

مصدر: السلاح غير الشرعي يسيطر على كل شيء

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

لا يُمكن الحديث عن صحة جيّدة، عندما يكون نصف الجسم مريضاً، ونصفه الآخر سليماً. هذا بحسب المنطق، الذي لا مكان واسعاً له في لبنان.

ففي بلادنا، حيث أكثرية لبنانية مهمّة بحالة معيشية صعبة، وهي تتوغّل في الحاجة الى رواتب كاملة، لتوفير الخبز والمياه وفواتير الاتّصالات فقط، شهرياً، نجد من يحدّثنا يومياً عن مواسم سياحية، وعن ليالي المهرجانات، وعن بطولات رياضيّة، مثل من يُلهينا بـ "أفيونيات" ما قبل أواخر الصيف الجاري، وهي المدّة التي ستعود آذاننا الى الاستماع خلالها، لتفاصيل انهيار البلد "المُدَوْلَر"، المُمِلَّة.

 

إنجازات إصلاحية

قد يكون "الحقّ مش عا اللّي عم يسمع"، عن كل تلك "الأفيونيات" السياحية، والصيفية، والرياضية...، بل (الحقّ) على الذين يسوّقون لها. فحبّذا لو يقومون بهذه، من دون أن يُهمِلوا تلك، أي المساهمة بحماية الناس من ابتلاع السُمّ.

فالسُمّ اللبناني، متعدّد الأشكال والأنواع، وهو يبدأ بـ "الأفيونيات" الإيجابية، ليصل الى الوعود بالإنجازات الإصلاحية، ذات العناوين الضّخمة.

 

مقوّمات العَيْش

يحقّ لأيّ كان أن يعدنا بالإصلاحات، وبافتتاح أيام الإنجازات، وبالانتصارات، والأيام الجميلة، والعصور البرّاقة... ولكن كيف نصدّقه، طالما أننا نعيش في دولة عاجزة عن إيجاد الإطار المُناسِب لأبسط أمورها، مثل حماية مناخها، وتوفير مياهها المقطوعة عن الناس، والخبز، والدواء... أي عاجزة عن تأمين أبسَط مقوّمات العَيْش بعيد المدى، فيها؟

فعلى سبيل المثال، نحن لسنا بلداً أكثر أهميّة من فرنسا، على هذا الكوكب. فلماذا نسمع أن بعض البلديات الفرنسيّة اتّخذت قراراً بمنع المفرقعات النارية، لا سيّما في مناطق جنوب البلاد، خلال الاحتفالات باليوم الوطني الفرنسي (14 تموز من كل عام)، لأسباب تعود الى الجفاف، وتغيّر المناخ، ومنعاً للتسبّب بإشعال حرائق في الغابات، فيما نجد أن كميّة هائلة من الرّصاصات، ومن المفرقعات النارية، قادرة على أن تحوّل ليالي صيفنا اللبناني الى جحيم حقيقي، والى حرائق مشتعلة، تحتاج الى كميات كبيرة من المياه لإخمادها؟

 

صيف واعد

لا نطالبكم بالخطط البيئية، ولا بـ "المعجزات الإصلاحية" اليوم، إذا كانت مستحيلة. ولكن افعلوا اليسير على الأقلّ، وعندها يمكننا أن نتحدّث عن صيف واعد، وعن سياحة واعدة، وعن شعب لبناني من الطّراز الرّفيع.

 

شرخ

شدّد مصدر خبير في الشؤون اللبنانية على "وجود مشكلة أساسية في بُنية الدولة، والسلطة في لبنان، لا يجب سَحْبها من التداول أبداً، وهي واقع السلاح غير الشرعي الذي يسيطر على كل شيء في البلد".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أنه "عندما تكون بعض مناطق لبنان، سواء في أطراف البلد، أو في مناطق أخرى، "مُنزَّهَة" ولو عن النّظر الأمني إليها، على صعيد حوادث إطلاق النار، وخلال أي احتفال أو مناسبة، فهذا يدفع الى السؤال عن كيف يُمكن الحديث عن دولة؟ ناهيك عمّا يتسبّب به هذا الواقع من شرخ وتباعُد بين اللبنانيين".

 

التطبيق

وأشار المصدر الى أن "الدستور موجود، والقوانين موجودة، والقواعد القانونية موضوعة، ومتوفّرة، ولكن المطلوب هو تطبيقها".

وختم:"نحن في بلد لا تنقصه القوانين، ولا النّظام، بل انه يُعاني من مشكلة السلاح غير الشرعي، الذي "يتطاول" على الدولة والنّظام".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار